نبض أرقام
09:25 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/21
2024/11/20

في ظل أعبائها المالية .. هل يمكن أن تسلك "بيميكس" المكسيكية اتجاهًا آخر؟

2020/05/31 أرقام

في نهاية عام 2016، أتت شركة "بيميكس" النفطية في المكسيك باستراتيجية جديدة تنوي من خلالها التركيز على الأنشطة المربحة فقط، وهي خطة لا تعد معتادة على مسامع المتابعين لشأن الشركة الحكومية المكسيكية.

 

وتأسست شركة "بيميكس" عام 1938 بعد مصادرة الحكومة المكسيكية في ذلك الوقت لأصول النفط المملوكة للولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

 

ورغم الخسائر التي تعرّضت لها على مدار سنوات لاحقاً، إلا أنها عادت بعد ذلك للنمو وتحقيق أرباح، واهتم الرئيس المكسيكي "أندريه مانويل لوبيز أوبرادور" بالشركة وراهن عليها منذ توليه السلطة عام 2018.

 

 

"أوبرادور" واتجاه آخر

 

- في الأيام الأخيرة، ربما يقود رئيس المكسيك "أوبرادور" الشركة في اتجاه آخر، حتى على الرغم من تأثير أزمة "كورونا" الذي تسبب في هبوط حاد لأسعار النفط.

 

- أعلنت "بيميكس" تسجيل خسائر بنحو 23 مليار دولار خلال الربع السنوي الأول، وهي الأكبر على أساس فصلي في تاريخ الشركة، كما تضاعفت خسائرها السنوية عن العام الماضي إلى 18 مليار دولار.

 

- ارتفع حجم الديون على كاهل الشركة المكسيكية إلى نحو 105 مليارات دولار بالإضافة إلى التزامات تقاعد بنحو 77 مليار دولار، وتعاني الشركة من هبوط أسعار النفط إلى مستويات لا  تناسبها لا من حيث الإنتاج ولا الاستكشاف، كما أن أعمال التكرير والمبيعات لا تسجل أي ربح.

 

- على أثر ذلك، تبعت وكالة "موديز" نظيرتها "فيتش" في خفض التصنيف الائتماني لـ"بيميكس" إلى مستوى "خردة"، واعترفت الشركة المكسيكية في بيان لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية بأن شركة "كيه بي إم جي" التي تدقق حساباتها أعربت عن شكوك وقلق بالغ حيال قدرة الشركة المكسيكية على الاستمرار.

 

- في الوقت الذي خفضت فيه شركات نفطية عالمية الإنتاج والاستثمارات، لا يبدو أن الرئيس "أوبرادور" سيحيد عن الطريق الذي رسمه من البداية لإنعاش "بيميكس"؛ حيث عارض ضغوطاً ومطالبات في اجتماع "أوبك+" السابق بخفض إنتاج الشركة من الخام بنحو الربع ليوافق فقط على خفض بنحو 100 ألف برميل يومياً (ما يعادل 6%).

 

- تعهد رئيس المكسيك أيضاً برفع إنتاج مصافي التكرير إلى مليون برميل يومياً خلال مايو رغم انخفاض الطاقة التشغيلية لشركة "بيميكس" إلى أدنى مستوى على الإطلاق عند 28% خلال فبراير.

 

- خلال الربع الأول، تكبدت الشركة تكلفة قدرها 12.51 دولار في المتوسط من تكرير كل برميل من النفط خلال الربع السنوي الأول، ومع هبوط سعر "برنت"، مؤخراً، لا تلوح في الأفق آمال بتحقيق أرباح.

 

- نتيجة لذلك، فإن الشركة تتجه نحو المزيد والمزيد من الخسائر والديون؛ حيث يرى "أوبرادور" بأن "بيميكس" أكثر من مجرد شركة نفطية، بل يراها رمزاً للسيادة والوطنية والاستقلالية للاقتصاد المكسيكي.

 

 

غول السيولة

 

- أصبحت "بيميكس" بمثابة مورد سخي للسيولة عندما تم اكتشاف حقل "كانتاريل" عام 1976 ليرتفع إنتاجها النفطي إلى ذروته عند 3.4 مليون برميل يومياً عام 2004، لكن الإنتاج بلغ 1.7 مليون برميل يومياً فقط عام 2019. بانخفاض نسبته 8% من عام 2018.

 

- بموجب الاتفاق مع "أوبك+"، تلتزم المكسيك بخفض إنتاجها 100 ألف برميل يومياً إلى 1.681 مليون برميل يومياً، لكن مع الأخذ في الاعتبار حساب الموازنة الحكومية عند مستهدف إنتاج 1.85 مليون برميل يومياً، وبالتالي، فإن الامتثال لاتفاق خفض الإنتاج يعني جني إيرادات أقل للموازنة.

 

- بعد انخفاض إنتاج النفط عام 2019، فإن "بيميكس" مولت الموازنة الحكومية فقط بنسبة 11% من الإيرادات، أي ما يعادل ربع مساهمتها في إيرادات الموازنة عام 2008.

 

- يرى الرئيس المكسيكي - 66 عاماً - الذي ولد ونشأ جنوب شرقي ولاية "تاباسكو" النفطية بأن "بيميكس" سوف تحقق المستهدف من الإيرادات هذا العام.

 

- يفسر ذلك مدى رغبته في إنعاش الإنتاج النفطي في شركة أصبحت تعاني من الديون والبيروقراطية والفساد، وبالتالي، فإن تحقيق الأهداف الإنتاجية سيكون تحدياً كبيراً.

 

- تعتزم الحكومة المكسيكية تقديم دعم لـ"بيميكس"، وحولت وزارة الخزانة بالفعل 2.6 مليار دولار خلال أبريل  من خلال خفض ضريبي، وأبلغت الشركة مستثمريها بأنها بصدد خفض النفقات الرأسمالية بحوالي 1.6 مليار دولار وسوف تركز على المشروعات ذات الجدوى الاقتصادية والربحية العالية.

 

- مع انخفاض إنتاج مصافي التكرير إلى 580.4 ألف برميل يومياً خلال فبراير، زعم "أوبرادور" مؤخراً بأنه ارتفع منذ ذلك الحين إلى 800 ألف برميل يومياً، وهذه مشكلة، فكلما زاد إنتاج مصافي التكرير التابعة لـ"بيميكس"، ضعفت جودة الوقود الناتج.

 

- تعاني "بيميكس" في الوقت الحالي من أزمات عدة تتمثل في البيروقراطية والفساد بالتزامن مع تأثير فيروس "كورونا" وهبوط أسعار النفط والطلب العالمي على الخام.

 

- نصح مسؤول رفيع المستوى لدى "بيميكس" الحكومة بضرورة وقف مشروع مثير للجدل تكلفته 8 مليارات دولار وهو مشروع مصفاة التكرير "دوس بوكاس" ومحاولة التخطيط لمشروع آخر أكثر ربحية.

 

 

عبء مالي!

 

- تواجه المكسيك مشكلة متمثلة في خطط "أوبرادور" الذي يضع "بيميكس" على رأس أولوياته مع الأخذ في الاعتبار أنها ثاني أكبر شركة في أمريكا اللاتينية بوجه عام.

 

- مع ذلك، يخشى محللون ومستثمرون من أن تصبح "بيميكس" مجرد عبء مالي يرهق الموازنة الحكومية والدولة ولا يجلب الربح والإيرادات المرغوبة، كما أن اقتصاد البلاد يواجه ركوداً هو الأسوأ في عقود.

 

- مع ذلك، فإن الجميع متأكد من أن "أوبرادور" لن يسمح بفشل "بيميكس"، بل إن الأضرار الاقتصادية لا تزال تحت السيطرة ويمكن احتواؤها، لكن خفض التصنيف الائتماني لديون الشركة من الممكن أن يكون بمثابة ضربة قاصمة لها بجانب "كورونا" وهبوط أسعار النفط.

 

- صرف الرئيس المكسيكي فكرة خصخصة "بيميكس" وأبلغ عمال الشركة بأن مصافي التكرير التابعة لها في مدينة "سالينا كروز" جنوب البلاد بأنهم سيصبحون العناصر الرئيسية في إنقاذ "بيميكس" من عثرتها بل وإنقاذ الدولة.

 

- لا تزال "بيميكس" أكثر شركة نفطية رئيسية مثقلة بالديون على مستوى العالم، وتتزايد الأعباء المالية على كاهلها خاصة مع إنهاك حقول نفطية رئيسية كانت سهلت الإنتاج في السابق، ومن بينها "كانتاريل".

 

- لا تزال المكسيك تمتلك كميات كبيرة من النفط، لكن السهل منها يتراجع، ويعتقد أن هناك كميات في المياه العميقة أو في حقول صخرية في البلاد تتطلب تكنولوجيا وموارد واستثمارات ضخمة لاستخراجها.

 

 

المصادر: فاينانشيال تايمز، واشنطن بوست

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.