يؤجل مشغلو مراكز التسوق في منطقة الخليج مشروعات عملاقة جديدة، إذ قلبت جائحة فيروس كورونا وانخفاض أسعار النفط رأسا على عقب قطاع تجزئة قامت دعائمه على مراكز ضخمة تلبي احتياجات السائحين والمواطنين الأثرياء.
فقد قالت مجموعة ماجد الفطيم، أكبر شركة لإدارة مراكز التسوق في الشرق الأوسط، لرويترز إنها أرجأت إطلاق خامس مراكزها وأكبرها في سلطنة عمان، وهو مول عمان الذي تبلغ مساحته 145 ألف متر مربع، لأن تجار التجزئة ليست لديهم السيولة لتجهيز المتاجر.
وفي دبي، أفاد مصدران مطلعان أن إعمار مولز علقت أعمال التشييد في مشروعين. وقالا إن المشروعين هما مركز قرب موقع معرض إكسبو 2020 العالمي، الذي تأجل لمدة عام إلى أكتوبر تشرين الأول 2021، وآخر على مساحة 185 ألف متر مربع في منطقة دبي هيلز السكنية.
ولم ترد إعمار مولز، مالك ومشغل دبي مول أكبر مركز تسوق في العالم، على طلب للتعقيب.
وقال آلان بجاني الرئيس التنفيذي لمجموعة ماجد الفطيم ”فيما يتعلق بمراكز التسوق تحت الإنشاء، تجري مراجعة الجداول الزمنية. هذا وضع مائع.“ وأضاف ”سنرى كيف تمضي الأمور ونتأقلم.. هكذا سيكون الأمر في الاثني عشر شهرا المقبلة.“
صارت مراكز التسوق الفارهة، التي تضم علامات تجارية عالمية وأماكن ترفيه مثل النوافير الراقصة ومنحدرات التزلج الداخلية، حجر الزاوية لقطاع التجزئة بالمنطقة المنتجة للنفط، وبخاصة خلال أشهر الصيف الشديدة الحرارة.
وفي ظل تنامي عدد السكان والتدفق المطرد للسائحين، جرى التخطيط لمزيد من المشروعات في السنوات الأخيرة، حتى مع اشتداد المنافسة وثبات مستوى الإقبال.
وفي العام الماضي، توقعت ألبن كابيتال نمو قطاع التجزئة بالخليج من 253 مليار دولار في 2018 إلى 308 مليارات في 2023.
لكن الجائحة بدلت الوضع في غضون شهور.
فقفد باتت المتاجر التقليدية من بين الأكثر تضررا من الإغلاقات المرتبطة بفيروس كورونا. وقال زائر إنه جرت تغطية واجهات عدة متاجر في مول الإمارات بدبي الأسبوع الماضي وتعليق إخطارات منازعات بين الملاك والمستأجرين على دفع قيم الإيجار على بعض الواجهات.
وتتوقع المجموعة المالية هيرميس انخفاضا بنسبة 20 بالمئة في مبيعات المتاجر بدبي في 2020 إذا سُمح للزائرين الأجانب في الربع الثالث من العام، وتراجعا بنسبة 40 بالمئة إذا ظلت قيود السفر قائمة حتى نهاية العام.
وقالت ماجد الفطيم، التي تشغل 27 مركز تسوق في أنحاء الشرق الأوسط، إن تجار التجزئة في الخليج لا يتوقعون تعافيا ذا بال للقطاع في غضون 18 إلى 24 شهرا مقبلة. وأضافت أن الإقبال على متاجرها بالإمارات في مايو أيار كان دون نصف مستواه قبل عام.
وقال بجاني ”جميعهم في موقف صعب. يركزون على مشاكل السيولة.“
وقال إن التأثير شعر به الجميع بدءا من تجار التجزئة ووصولا إلى الشركات في سلاسل إمدادهم. وأضاف أن بعض الشركات سوف ”ترفع الراية البيضاء“ هذا العام.
وطرحت مجموعة الشايع الكويتية، أكبر مشغل للامتيازات التجارية في الخليج بعلامات مثل ستاربكس وبوتري بارن وذا تشيزكيك فاكتوري، توقعات قاتمة في أبريل نيسان ضمن مقطع مصور موجه للموظفين اطلعت عليه رويترز.
وقال القائم بأعمال الرئيس التنفيذي جون هادن ”المفتوح من متاجرنا اليوم خمسة بالمئة... تقلصت إيراداتنا بنسبة 95 بالمئة، في حين ظلت قاعدة تكاليفنا كما هي.. لا يمكن لأي شركة في أي مكان في العالم تحمل هذا.“
سباق على الإنترنت
وبسبب التحول البطيء صوب البيع عبر الإنترنت في المنطقة تفاقمت مشكلات تجار التجزئة.
ورغم إعادة فتح مراكز التسوق الشهر الماضي في السعودية والإمارات، أكبر سوقين بالمنطقة، فمازال بعض الزبائن قلقين بشأن كوفيد-19.
وقالت شيماء في الرياض ”فقط طالعت الأشياء عن بعد ولم أشتر أي شيء... لم أستطع حمل نفسي على لمس أي شيء.“
وقال مسؤول تنفيذي كبير لدى مجموعة أزياء كبرى رفض ذكر اسمه إن 96 بالمئة من المبيعات بمنطقة الخليج العام الماضي جاءت من مراكز التسوق مقابل أربعة بالمئة من التجارة الإلكترونية.
وأضاف ”الحصول على 80 بالمئة من الإنترنت مقابل 20 بالمئة من المتاجر التقليدية - هذا ما سيحدث في العشرين عاما المقبلة.“
وبحسب تقرير لمجموعة بوسطن للاستشارات، شكلت المبيعات عبر الإنترنت نحو 0.8 بالمئة من مبيعات التجزئة بالسعودية في 2018 و1.5 بالمئة في الإمارات. في المقابل، وجدت شركة ديجيتال كومرس 360 للأبحاث أن شبكة الإنترنت اقتنصت أكثر من 14 بالمئة من مبيعات التجزئة بالولايات المتحدة في 2018.
وطرح الكثير من مشغلي مراكز التسوق منصة رقمية للمتاجر لعرض المنتجات عبر الإنترنت للمساعدة على تخفيف الضرر.
فعلى سبيل المثال، وضعت ماجد الفطيم بعض المتاجر التي تبيع الأدوات المنزلية على منصة متجرها للتسوق كارفور. وساعدت إعمار مولز مستأجريها في مراكز التسوق بدبي على وضع المنتجات على منصة ”نمشي“، وهو موقع للتجارة الإلكترونية مملوك لها، ونون.كوم.
وقال ربيع خوري الشريك في شركة ميدل إيست فينتشر بارتنرز لرأس المال المخاطر التي مقرها دبي ”مازال الناس مترددين ويعتقدون أن التجارة الإلكترونية شيء من المستقبل. بسبب كورونا، اضطروا لاستخدام التكنولوجيات المتاحة.
”من الضروري توافر الشق الرقمي. إذا لم يتوافر لديك، فكأنك دون موقع جيد في مركز تسوق.“
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}