فيما شهدت محلات الصرافة، في أكثر من منطقة ازدحاماً مع انتهاء فترة الحظر الكلي، كان الوضع مغايراً في المناطق الخاضعة للعزل المناطقي (الفروانية وخيطان وحولي وجليب الشيوخ والمهبولة)، حيث تشهد حالة ركود، من حيث حجم التحويلات المالية، في ظل توقعات بأن تمتد تلك الحالة إلى ما بعد مرحلة فك العزل، وعودة العمال والموظفين إلى أعمالهم، حتى يتسنى لهم تحويل جزء من رواتبهم إلى أهاليهم.
وشهدت محلات الصرافة في مناطق العزل المذكورة، في أول يومين من السماح لها بمزاولة نشاطها في 2 يونيو، انتعاشاً لكنه لم يدم طويلاً، لقلة المدخرات التي تمتلكها غالبية المقيمين هناك، بسبب توقف أعمالهم وادخار ما تبقى لديهم لقضاء حوائجهم وشراء مستلزماتهم من مأكل ومشرب وتسديد ايجارات شققهم.
«الراي» استقصت الأمر في عدد من محلات الصرافة، فقال مدير فرع مترو بالفروانية في شركة البحرين للصيرفة هاني روفائيل «كما ترى، فإن غالبية محلات الصرافة تعاني ركودا منذ السماح لها بإعادة مزاولة نشاطها، باستثناء أول يومين من الافتتاح، حيث شهد معظم المحلات انتعاشاً موقتاً ما لبثت أن عاد إلى الركود»، متسائلاً «من أين للناس أن تأتي بأموال فائضة لتحويلها في وقت تعاني الغالبية من فقدان وظائفها؟».
وأضاف روفائيل «هناك قطاع كبير من قاطني الفروانية يعملون يوما بيوم، هذه الفئة لم يدخل جيوبها دينار واحد منذ بداية الأزمة وتحديداً منذ فرض الحظر الجزئي ومن ثم الكلي وأخيراً العزل المناطقي»، متوقعاً انتعاش المحلات بعد التحاق الناس بأعمالهم وتسلم رواتبهم. وأوضح أن المدخرات التي يمتلكها الناس لا تكاد تكفيهم حتى رفع الحظر، خصوصاً بعد توقفهم عن العمل، لذلك هم مضطرون إلى الاحتفاظ بها وعدم تحويلها خلال الفترة الحالية، الأمر الذي انعكس سلباً على سوق التحويلات، متمنياً ألا يطول وضع العزل أكثر من اللازم حتى لا تسوء أحوال قاطني المنطقة المادية وتصل السكين إلى العظم.
من جانبه، قال محمود حسين، وهو أحد موظفي شركة لولو للصيرفة، ان «غالبية محلات المنطقة تعيش حالة من الركود، وهذا وضع طبيعي نتيجة تداعيات (كورونا) وفي ظل الحظر الذي تعيشه المنطقة منذ أكثر من 3 أشهر»، متوقعاً أن تبدأ الأسواق في الانتعاش التدريجي بعد فك الحظر عن المنطقة.
حال القلة من قاطني الفروانية الذين التقتهم «الراي» أثناء تحويلهم جزءاً من مدخراتهم إلى أهاليهم، لم يكن أفضل حالاً من محلات الصيرفة، إذ أشار معظمهم إلى الصعوبات التي يواجهونها في ظل اجراءات الحظر وغياب الحياة الطبيعية وتأثرهم المباشر بتداعيات «كورونا».
وقال صبري ابوالشعراوي «أعيش أنا وأولادي منذ 10 سنوات في المنطقة، وشهريا كنت أقوم بتحويل جزء من راتبي لوالدي واخوتي، ولكن منذ بدء أزمة (كورونا) لم أحضر سوى اليوم لكي أرسل جزءاً قليلاً جداً مما تبقى معي، فالوضع صعب جداً، ونتمنى عودة الحياة في أقرب وقت حتى يفرجها الله على الجميع».
كثير ممن التقيناهم كانت حالاتهم تشبه إلى حد كبير حالة ابوالشعراوي، فالكل يعاني ضيق الحال، مكتفين بتحويل الجزء اليسير جداً إلى أهاليهم، أملا منهم في انفراج الأوضاع بعد فك الحظر وعودة الحياة بشكل تدريجي.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}