كشفت الدكتورة مي رؤوف مدير مركز دبي للتبرع بالدم التابع لإدارة المختبرات وعلوم الوراثة في هيئة الصحة بدبي أن عدد المتعافين من كوفيد 19 الذين تبرعوا بالبلازما العلاجية وصل إلى 172 شخصاً، فيما وصل عدد المستفيدين من البلازما العلاجية إلى 285 مريضاً خلال الفترة من بداية يناير وحتى نهاية شهر يونيو الماضي.
وقالت الدكتورة رؤوف لـ«البيان» إن إجمالي عدد المستفيدين من بلازما الدم وصل إلى 6517، فيما وصل عدد المستفيدين من الصفائح الدموية إلى 2912 وعدد المرضى المستفيدين من وحدات الدم إلى 21316 مريضاً خلال الفترة نفسها.
التبرع و«الجائحة»
وذكرت مي رؤوف أنه على الرغم من تفشي جائحة كورونا وقيام الدولة بإجراء التعقيم اليومي ومطالبة الناس بعدم الخروج من المنازل إلا للضروريات القصوى من باب الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار المرض إلا أن عدد المقبلين على التبرع بالدم خلال الفترة ذاتها وصل إلى 31513 متبرعاً في الوقت الذي كانت تعاني فيه كل بنوك الدم العالمية من نقص حاد في مخزون الدم بسبب تخوف الناس من عملية التبرع كي لا يصابوا بالمرض، مشيرة إلى أن المركز إضافة إلى نادي الوصل تمكنا الجمعة الماضية من جمع 400 وحدة من المتبرعين الذين أقبلوا على التبرع بشكل طوعي انطلاقاً من إنسانيتهم وحبهم لعمل الخير.
عيادات متخصصة
وتابعت الدكتورة رؤوف أن هيئة الصحة أنشأت 3 عيادات لاستقطاب متبرعي البلازما من متعافي كوفيد 19، بهدف توفير أكبر عدد من الجرعات العلاجية للمرضى، مشيرة إلى أن المتعافي الواحد يقدم ثلاث جرعات علاجية تنقذ حياة 2 إلى 3 مرضى، مؤكدة أن بروتوكول العلاج بالبلازما السريرية سرّع وعزز من معدلات الشفاء من الكورونا.
وبينت رؤوف أنه سيتم أخذ كمية 600 مل من البلازما من المتبرع الواحد، الذي أصبح في دمه مضادات للفيروس، يتم تقسيمها إلى ثلاث جرعات علاجية، بمقدار 200 ملي لكل جرعة، وتستخدم لعلاج الحالات متوسطة الصعوبة والحرجة، كونهم الأكثر حاجة إليها عن غيرهم.
ولفتت إلى أن العلاج بالبلازما يتم وفق بروتوكولين علاجيين تم اعتمادهما من قبل اللجنة العلمية في الهيئة، الأول يعطى من خلاله المريض جرعة واحدة، والثاني يستخدم خلاله جرعتين، ويختلف البروتوكول حسب حالة كل مريض.
وتوقعت ارتفاع أعداد المتبرعين بالبلازما بعد إنشاء العيادات الثلاث، ليتم توفير جرعات علاجية تنقذ حياة المرضى ذوي الحالات الصحية المتوسطة والحرجة، مشيرة إلى أن عمليات التبرع تتم بشكل طوعي ومبادرة من قبل المتعافين من المواطنين والمقيمين.
وبينت الدكتورة مي رؤوف أن جميع الدلائل العلمية والتوصيات الصادرة في هذا الشأن عن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، تدفع بأن استخدام بلازما الدم في العلاج ساهم في تعجيل شفاء المرضى وساعد كثيراً في انخفاض عدد الأيام التي يقضيها المرضى في المستشفيات.
وجاءت هذه الخطوة ضمن الجهود الكبيرة التي تبذلها هيئة الصحة بدبي على المستويين الوقائي والعلاجي، حيث عملت الكوادر الطبية في الهيئة بكل ما لديها من خبرات وإمكانيات لتوفير مناخ الاستشفاء الأفضل والرعاية الطبية المتكاملة، التي تكفل الحد من أية آثار جانبية محتملة لدى مرضى كورونا، إلى جانب تسريع عملية الشفاء، وإعادة المصابين على حياتهم الطبيعية.
بروتوكول
وكانت هيئة الصحة بدبي قد أدخلت إبان تفشي فيروس كورونا بروتوكول هذا النوع من العلاج في مستشفياتها ومستشفيات القطاع الصحي الخاص في دبي، في خطوة مهمة للحد من مخاطر انتشار كورونا، والتسريع بعلاج المصابين بهذا الوباء العالمي، بعد أن قام عدد من الأطباء المتخصصين في الهيئة ومن مختلف التخصصات الطبية، بوضع بروتوكول العلاج باستخدام بلازما الدم، وفقاً للمعايير العالمية والأصول الطبية والمهنية المعمول بها دولياً، كما تم تحديد شروط التبرع بهذا النوع من البلازما وتحديد المرضى الذين سوف يتلقون هذا النوع من العلاج.
واستندت الهيئة في هذه الخطوة إلى النتائج العلمية والطبية، التي أكدت احتواء بلازما الدم لدى المتعافين من فيروس كورونا، لعدد كبير من الأجسام المناعية التي تسهم في دعم وتعزيز القوة المناعية للمريض الذي يعاني من مضاعفات الإصابة بفيروس كوفيد 19.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}