بست محركات وهيكل عملاق وجناحين يمتدان عبر ملعب كرة قدم، ظهرت الطائرة "أنطونوف - 225 مريا" الروسية والتي كانت ولا تزال تخدم كناقلة وطائرة للشحن، ولا تزال تحتفظ بمكانتها كأكبر طائرة في العالم.
ووفقاً لـ"سي إن إن"، فإن "أنطونوف - 225" قادرة على نقل حمولة بأكثر مما يمكن أن تنقله أي طائرة في التاريخ، ولطالما جذبت هذه النسخة الضخمة أنظار الجميع لمشاهدتها أثناء الإقلاع والهبوط بشحنة عملاقة.
ومن رحم الحرب الباردة، ولدت هذه الطائرة العملاقة وصممت ضمن برنامج الفضاء السوفييتي، كما ظهرت مؤخراً في نقل مساعدات وحمولات طبية ضمن جهود مكافحة فيروس "كورونا".
ويرجع تاريخ هذه الطائرة إلى ثمانينيات القرن الماضي عندما حلق مكوك أمريكي للفضاء من قاعدة "كينيدي" التابعة لوكالة "ناسا" في "فلوريدا"، وأراد السوفييت حينها المنافسة بمكوك أكبر، وكانت النتيجة "بيوران".
لكن المشكلة في "بيوران" كيفية إطلاقه للفضاء، فلم تكن الصواريخ وقتها قادرة على دفع هذه الحمولة الكبيرة للمدار الخارجي للأرض، ومن هنا بدأ التفكير في تصميم الطائرة "أنطونوف - 124 روسلان".
ثم واصل السوفييت تطوير هذه النسخة حتى ظهروا بتصميم "أنطونوف - 225 مريا"، وكلمة "مريا" تعني "الحلم" بالأوكرانية، وبثت الحكومة فيديو مباشراً يوضح إغلاق الطائرة العملاقة أواخر الثمانينيات - قبل انهيار حائط برلين وسقوط الاتحاد السوفييتي.
على أثر تفكك الاتحاد السوفييتي، تم إلغاء برنامج إنتاج الطائرة "أنطونوف - 225 مريا"، لينتهي الأمر بها داخل أحد المخازن لسبع سنوات تقريباً، ثم قررت الحكومة الروسية عام 2001 إزالة الغبار من عليها وتطويرها وتزويدها بمحركات أحدث وأقوى.
وتم إحياء برنامج إنتاج "أنطونوف - 225" عندما تلقت روسيا العديد من الطلبيات لشراء طائرات للنقل تفوق قدراتها "أنطونوف - 124" التي وصفت بأنها الأخت الصغرى لـ"أنطونوف - 225 مريا".
ويمكن لـ"أنطونوف - 225 مريا" أن تسع حمولة سعة 950 متراً مكعباً مقارنة بحمولة "أنطونوف - 124" التي تقدر بـ750 متراً مكعباً وحمولة "بوينج 747" سعة 650 متراً مكعباً.
كما أن الطائرة العملاقة قادرة على استيعاب 15 حاوية شحن أو ثمانين سيارة مع تميز أرضيتها بالصلابة نظراً لصناعتها من التيتانيوم، وتصل الحمولة القصوى إلى 250 طناً.
وسجّلت الطائرة أرقاماً قياسية عدة بحمولات عملاقة مثل توربينتين للرياح من الصين للدنمارك، وعرض داخلها معرض للوحات الفنية بسعة 500 لوحة لـ120 فناناً أوكرانياً، كما نقلت الطائرة توربينات للمياه ووقوداً نووياً ووحدات قطارات "ماجليف" ومولدات كهربائية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}