نبض أرقام
10:16
توقيت مكة المكرمة

2024/07/24

ضرورة تعاون البنوك والمؤسسات لدعم الاستقرار المالي

2020/08/06 الأيام

دعا خبير مصرفي البنوك وجميع المؤسسات للتعاون معًا ومع حكومة مملكة البحرين؛ من أجل مواجهة التحديات الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد نتيجة جائحة فيروس كورونا «كوفيد 19» التي أضرت بالعديد من القطاعات نظرًا للإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها للتصدي لهذا الوباء والحفاظ على السلامة العامة.


الرئيس التنفيذي لبنك الإثمار ونائب رئيس مجلس إدارة جمعية مصارف البحرين أحمد عبدالرحيم أشاد بدور حكومة مملكة البحرين منذ بداية الأزمة، وبالجهود التي بذلتها لحماية المواطن واحتواء انتشار فيروس «كوفيد 19»، إذ حصلت هذه الجهود على إشادة دولية من منظمة الصحة العالمية. كما رأى أن القرارات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة الرشيدة أسهمت في دعم الأفراد والعديد من القطاعات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة للمحافظة على عجلة التنمية، محاولة بذلك الحد من التأثيرات السلبية التي أحدثتها هذه الأزمة على الاقتصاد الوطني.


وقال عبدالرحيم: «إن توجيهات الحكومة بإطلاق حزمة مالية واقتصادية للقطاع الخاص وقرارات اللجنة التنسيقية منذ بداية الأزمة كان لها عظيم الأثر في محاولة تجنب وتقليل الآثار السلبية على الاستقرار الاقتصادي. إنها ظروف استثنائية أثبتت تكاتف المجتمع البحريني بأسره؛ قيادة وحكومة وشعبًا للتصدي لهذه الجائحة.

 

وقد تضمنت هذه القرارات تكفل الحكومة الموقرة بسداد قيمة فواتير الكهرباء والماء لكافة المشتركين من الأفراد والشركات ودفع رواتب المواطنين البحرينيين العاملين في القطاع الخاص كاملة لمدة ثلاثة شهور ابتداءً من شهر أبريل، وما نسبته 50 في المائة من رواتبهم لمدة ثلاثة شهور أخرى ابتداءً من شهر يوليو، بالإضافة إلى إعفاء بعض المؤسسات الأكثر تضررًا من رسوم العمل. وهو ما يعكس حرص المملكة على عدم المساس بالمستوى المعيشي للمواطنين ويعزز من قدرة أصحاب الأعمال على مواجهة التحديات التي فرضتها الظروف الحالية، وهذا يؤكد أيضًا على مواصلة واستمرار الجهود الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة».


كما قال عبدالرحيم: «إن الدعم المقدم لقطاعات معينة دون أخرى هو نتيجة لتأثرها الشديد بالجائحة. وهنا تأتي أهمية تركيز وتوجيه حزمة الدعم بكفاءة والانتفاع بها قدر المستطاع من خلال توجيهها بشكل صحيح كما فعلت حكومة مملكة البحرين، من أجل تحقيق التوازن ومواصلة العمل نحو إحراز المزيد من التقدم لتجاوز الأزمة بنجاح».


وأضاف عبدالرحيم: «لا شك أن أزمة كورونا أحدثت تغييرات جذرية على جميع الأصعدة، وأن العالم لن يعود إلى ما كان عليه قبل كورونا في المستقبل القريب. لذلك علينا دراسة المعطيات والتحديات بجدية والبحث عن سبل جديدة ومتطورة لإدارة هذه الأزمة والعمل على تنمية الاقتصاد والتقليل من التأثيرات السلبية على مختلف الأعمال والقطاعات. ويجب علينا أيضًا أن نفكر بطرق جديدة ومبتكرة ووضع خطط تساعدنا على مواصلة النمو وتجاوز المصاعب التي تواجهنا في ظل هذه الظروف غير العادية التي نمر بها».


وأكد عبدالرحيم قائلاً: «إن المصارف تلعب دورًا رئيسًا في مواجهة هذه الأزمة من خلال دعم العملاء من الأفراد والشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتوفير التمويلات اللازمة والسيولة ومواصلة دورها الذي يهدف إلى دفع العجلة الاقتصادية. ويأتي دور المصارف معززًا بحزمة من القرارات التي أصدرتها الحكومة الرشيدة ومصرف البحرين المركزي للمساعدة على استيعاب الآثار السلبية المترتبة على هذه الأزمة ولحماية استقرار القطاع المالي بمملكة البحرين. وقد تضمن ذلك تخفيض أسعار الفائدة وتخفيف عدد من المتطلبات المتعلقة بالاحتياطيات القانونية لتوفير المرونة اللازمة والتي من شأنها دعم قدرة المصارف على تأجيل الأقساط ودعم العملاء بصورة أكبر وتحصين الأوضاع المالية للمصارف».


وواصل عبدالرحيم «أود أن أؤكد هنا أن مبادرة تأجيل أقساط التمويلات لمدة ستة أشهر ساعدت العملاء من الأفراد والشركات على استيعاب التأثيرات الاقتصادية الناتجة عن تفشي الوباء وتجنب تدهور الأوضاع الاقتصادية، والتي كان سيكون لها تأثيرات حادة على الاقتصاد الوطني. كما أن هذه الخطوة كانت ستقلل من قدرة المصارف على توفير السيولة المطلوبة ومواجهة التزاماتها المالية وتوفير التمويلات للعملاء، ولكن مصرف البحرين المركزي وفر السيولة اللازمة وبدون أرباح لفترة 6 أشهر. وهذا خير دليل على أهمية تقديم الدعم والتعاون بين جميع الجهات لضمان توجيه الاقتصاد نحو المسار الصحيح».


وصرح عبدالرحيم: «إن المصارف حاليًا تعمل على الإعداد لفترة ما بعد تأجيل الأقساط، في نهاية شهر أغسطس، بما يضمن تخفيف الأعباء المالية على الشركات حتى تتحسّن ظروف السوق وقدرة الشركات على مواجهة التزاماتها المالية مع المصارف. وسيتم التأقلم مع هذا الوضع الانتقالي من خلال عدة برامج ستطرحها بعض المصارف كإعادة هيكلة التمويلات وتخيف الأقساط وإجراءات أخرى تسهل على القطاعات الاقتصادية في تحسين ظروفها المالية».


أشار عبدالرحيم قائلاً: «إن بنك الإثمار حاليًا يقوم بالمتابعة المستمرة لأوضاع عملائه من الأفراد والمؤسسات والمستثمرين ويتم التواصل معهم لمعرفة مدى تأثرهم بالظروف التي نمر بها وقدرتهم على تحمل التحديات الصعبة. كما يتم أيضًا دراسة توجهاتهم وخططهم المستقبلية من أجل قيام البنك بالعمل على ضمان تلبية متطلباتهم والتزاماتهم المالية ووضع الخطط وتحديث المنتجات والخدمات بناءً على هذه الدراسات».


كما قال عبدالرحيم: «إننا في بنك الإثمار نقوم أيضًا بمتابعة التغيرات الاقتصادية التي تطرأ على السوق والقطاع المصرفي، حيث إن ذلك يحدث تغييرات في القوة المالية للعملاء ويخلق حاجة ملحة لإعادة هيكلة التمويلات المتنوعة التي يقدمها البنك لعملائه. ويجب في هذه المرحلة الاستجابة السريعة لهذه المتطلبات المتغيرة للسوق وتوفير المنتجات والخدمات المصرفية التي يحتاجها العميل».


وأضاف عبدالرحيم: «إن مملكة البحرين تمكنت من تعزيز مكانتها كواحدة من المراكز المالية والمصرفية الرئيسية في المنطقة. ويمثل القطاع المصرفي أهمية بالغة بالنسبة للاقتصاد الوطني البحريني، فهو يشكل ما نسبته 16.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي ويوفر ما يزيد عن 14 ألف وظيفة، أغلبهم بحرينيي الجنسية».


واستطرد عبدالرحيم بالقول: «إن الظروف التي نمر بها أثرت على كثير من القطاعات وأوقفت أو أبطأت العديد من الأنشطة وهذا من شأنه أن يؤثر على الاستثمارات والعائدات والتي بدورها أن تؤثر على القطاع المصرفي. فجميع الأنشطة مترابطة وتؤثر على بعضها البعض ولا يمكن استثناء البعض منها. لذلك أؤكد على ضرورة التعاون فيما بيننا لتجاوز هذه الأزمة والتخفيف من تداعياتها وآثارها السلبية».


كما قال عبدالرحيم: «إنه من الضروري لجميع القطاعات والأعمال التجارية الاستمرار في أداء مهامها والبحث عن خطط وفرص بديلة. وهنا يأتي دور التكنولوجيا التي ساعدت الكثير من القطاعات على الاستمرار في أداء عملها خلال هذه الفترة وهو ما يثبت أن الابتكار عنصرًا مهمًا للنجاح ومواصلة التقدم».


وأضاف عبدالرحيم: «لقد بدأنا منذ مدة طويلة في بنك الإثمار بإعداد وتطوير البنية التحتية للتكنولوجيا لدينا. وقد حرصنا على توفير العديد من الخدمات المصرفية عبر الإنترنت وقمنا مع بداية الأزمة بحث جميع العملاء على استخدام خدماتنا المصرفية التي نوفرها عبر الإنترنت وأكدنا أن جميع معاملاتنا تقريبًا يمكن استكمالها دون الحاجة لزيارة الفروع. وهذا بدوره يحمي العملاء والموظفين ويسهم في الحد من انتشار فيروس كوفيد19».
 

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة