في الوقت الذي يواجه فيه العالم أزمة صحية ومالية غير مسبوقة، بسبب تفشّي فيروس كورونا المستجد وما نجم عنه من تداعيات اقتصادية، تواجه الشركات والأفراد تحديات أيضًا، ففي الوقت الذي تخيم على الأجواء حالة من عدم اليقين، يلتف العديد من الموظفين حول قادتهم، ويتطلعون إليهم من أجل الشعور بالأمان، ورؤية أي بارقة أمل، وأي مسار يمكن تنفيذه.
ويمكن أن يساعد إيصال رسائل الطمأنينة والأمل بفاعلية للموظفين بشكل كبير، على تعزيز قدرة الشركة على البقاء والازدهار خلال فترات عدم اليقين مثل جائحة كورونا، ويتطلب ذلك الجمع بين سرعة التصرف لتلبية الاحتياجات الملحة، وفي نفس الوقت اتخاذ القرارات المستنيرة التي تتوقع تحولات السوق المستقبلية.
وفي ظل الضغوط التي يتعرض لها قادة الشركات خلال أوقات الأزمات، فإنهم يحتاجون إلى أمرين أساسيين للعبور بشركاتهم بسلام وتحقيق النمو حتى في أصعب الأوقات.
التواصل بصراحة وشفافية
يتطلع الأشخاص خلال وقت الأزمات إلى القادة الذين يمكنهم الوثوق بهم، ومن المهم في هذه الأوقات أن يتحدث القادة بصدق وشفافية مع موظفيهم، حول التحديات التي تواجهها الشركة، وخطط التغلب عليها، حتى ولو لم يوضح القادة الخطة بالكامل.
يقول كلاود زدانو، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة "ستاديومريد جروب" للتسويق، إن التواصل حتى وإن كان القائد يقيم الموقف فقط، ولم يكن لديه إجابة واضحة أفضل من عدم قول أي شيء.
ورغم أهمية الشفافية عند الحديث مع الموظفين، إلا أن الأمر يتطلب بعض التوازن بين التفاؤل والتحفظ أثناء الحديث، ويساعد ذلك على تجنب زيادة القلق لدى الموظفين الذين يشعرون بالفعل بتأثير وباء كورونا على الاستقرار الوظيفي.
من جانه يؤكد زدانو أن ما من أحد يرغب في العمل في مكان يلمح فيه القائد كل يوم إلى أن الموظفين قد يفقدون وظائفهم، لكن في الوقت نفسه لا يريد الموظفون أن يشعروا بأنهم لا يعرفون ما يحدث حولهم.
من المهم خلال أوقات الأزمات أن يكون المدير متاحًا للتواصل مع الموظفين، وهذه استراتيجية ذكية لتقوية العلاقات مع الموظفين، ونشر الثقة في بيئة العمل، ومن الضروري أيضًا أن يشجع المدير الموظفين على طرح أي أسئلة.
يقول زدانو إنهم بذلوا جهدًا في الشركة لاستبدال التحديثات المكتوبة بمقاطع الفيديو، والتي تكون أكثر فاعلية في نقل الحالة المزاجية للقائد وتوقعاته الحالية.
التأكيد على الفرص
رغم التحديات التي تجلبها فترات الأزمات، إلا أن هذه الفترات تنطوي أيضًا على فرص كبيرة لتحول الشركات، كما تسلّط الأزمات الضوء على مجالات العمل التي يمكن للشركات الإنجاز بها على نحو ممتاز، والكشف عن إمكانات جديدة للنمو.
ويعد التركيز على إمكانات الشركة بدلاً من التركيز على الخسائر، وسيلة فعّالة لتحفيز الموظفين ورفع معنوياتهم، يقول زدانو إن القادة لا يمكنهم التحكم في انتشار الوباء أو في القوانين والتشريعات، وبالتالي فإن تركيز طاقتهم على كل ذلك يهدرها، ومن ثم يجب أن يركز القادة طاقتهم على العوائق وتحديات العمل، التي يمكنهم التحكم بها.
في حين قد يميل الكثير من القادة خلال أوقات الأزمات إلى تأجيل اتخاذ القرارات، أو خفض الميزانية، فمن الممكن أن تؤدي مثل هذه الإجراءات النابعة من الخوف والحذر إلى التأخر عشر خطوات عن المنافسين حين يزول الوباء، لذلك من المهم التركيز على التجريب والاستثمار في فرص النمو، فذلك يساعد على ازدهار الشركات.
يقول زدانو إن الترقب والانتظار ليس فكرة جيدة، وينصح رواد الأعمال بإجراء تعديلات الآن بدلاً من انتظار تحسن الأمور، وتنطوي التحديات الموجودة في الوقت الحاضر على فرصة لإعادة النظر في طريقة التسويق للمستهلكين.
ويمكن أن يسأل القادة موظفيهم عن آرائهم في تغيير الاستراتيجيات لمواكبة الاحتياجات والتغيرات في السوق. ويشير زدانو إلى أهمية أن يغتنم القادة وفرقهم الفرصة للتحول، ويؤكد أن مع كل موقف سيئ، هناك دائمًا فرصة.
المصدر: فوربس
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}