أكد مديرو فنادق أن السياحة الداخلية تواصل دعم وتعزيز قدرات القطاع الفندقي في الدولة لاستعادة تعافيه وتجاوز آثار جائحة كوفيد-19، متوقعين أن تشهد الفترة المتبقية من شهر أغسطس الجاري ارتفاعاً كبيراً في الحجوزات، خاصة خلال عطلة رأس السنة الهجرية، تأتي مصاحبة لنهاية الأسبوع الجاري، وكذلك قبل بدء العام الدراسي الجديد.
وأوضح هؤلاء أن الفنادق والمنتجعات الشاطئية تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في الطلب من السوق المحلي الذي يشكل القوة الدافعة الرئيسية للقطاع، منذ استئناف النشاط الفندقي تدريجياً في أواخر شهر مايو الماضي، مع الالتزام الكامل من قبل الفنادق والنزلاء بالإجراءات والتدابير الاحترازية للحماية من فيروس كورونا المستجد، وهو الالتزام الذي عزز من مستويات الثقة، وبعث علامات التفاؤل بتسريع تعافي القطاع.
قال ربيع الزين، مدير عام منتجع شاطئ فيرمونت الفجيرة، إن السياحة الداخلية لعبت دوراً محورياً في دعم قدرات القطاع الفندقي لتحقيق التعافي من آثار كوفيد-19، منذ الاستئناف التدريجي للحركة، مؤكداً أن الأسابيع الماضية شهدت ارتفاعاً قوياً في الطلب على الإقامة بالمنتجع من مختلف إمارات الدولة.
وأوضح الزين أن الحجوزات تصل إلى ذروتها في عطلة نهاية كل أسبوع، حيث يفضل العديد من الأسر الذهاب إلى الفنادق والمنتجعات الشاطئية لقضاء العطلة، مشيراً إلى ارتفاع مستويات الثقة بالإجراءات الاحترازية والمعايير الصارمة للسلامة الصحية الصادرة عن اللجنة الوطنية للطوارئ والأزمات، فضلاً عن شهادات الأمان الصحي المعتمد من العلامات الفندقية العالمية، على غرار شهادة «All Safe» لمجموعة أكور الفندقية.
وأوضح أن السياحة الداخلية التي كانت تشكل قبل جائحة كوفيد-19 نحو 20% من حصة النزلاء في الفنادق، باتت تشكل اليوم وفي ظل هذه الأوضاع نسبة 100%، الأمر الذي يؤكد ضرورة مواصلة الاهتمام بالسوق المحلي، وتقديم أفضل الخيارات أمامه، على مدار العام.
طلب قوي
وأشار إلى أن معدلات إشغال الفندق تصل إلى 50%، وفقاً للطاقة المتاحة، متوقعاً استمرار الطلب القوي من السياحة المحلية خلال الفترة المتبقية من شهر أغسطس ولحين بدء العام الدراسي الجديد، في شهر سبتمبر المقبل.
وفيما يتعلق بتوقع تراجع الطلب المحلي مع بدء العام الدراسي، أوضح الزين أن الجميع يترقب التطورات العالمية الخاصة بالوصول إلى لقاح لفيروس كورونا، مشيراً إلى أن قرب الإعلان عن هذا اللقاح يزيد من مستويات التفاؤل لدى الجميع، مشيراً إلى قيام شركات سياحية عالمية بالاستعداد لاستئناف التعاقدات مع بعض الدول، اعتباراً من شهر أكتوبر المقبل، كما أن هناك العديد من شركات الطيران التي بدأت التخطيط لاستئناف رحلاتها إلى مطارات الدولة.
وأشار الزين إلى أن تجربة دولة الإمارات الاستثنائية والاحترافية العالية في التعامل مع أزمة كوفيد-19، وتفوقها عالمياً في عدد الفحوص الخاصة بكورونا، واستئناف الحركة الاقتصادية بشكل تدريجي، تركت أصداء إيجابية واسعة في الأسواق الرئيسية المصدرة للسياحة، وزادت من مستويات الثقة لدى السياح المحتملين، مشيراً إلى أن جميع هذه المؤشرات تبعث على التفاؤل، وتعزز من آمال عودة الطلب من الأسواق الخارجية، وتسريع وتيرة تعافي القطاع الذي مازال بحاجة إلى مواصلة الدعم والتسهيلات الحكومية خلال الفترة المقبلة، ولحين ظهور علامات التعافي واستقرار أوضاع التشغيل.
التعافي التدريجي
من جهته، قال محمد عوض الله، الرئيس التنفيذي لـمجموعة تايم للفنادق، إن الحركة السياحة الداخلية أسهمت بدور محوري في مساندة القطاع الفندقي منذ استئناف التشغيل في أواخر شهر مايو الماضي، ودفعه نحو التعافي التدريجي من آثار أزمة كورونا، مؤكداً أن التزام الفنادق والنزلاء بتطبيق الإجراءات والتدابير الاحترازية أسهم في تحفيز تعزيز الثقة بالقطاع واستعادة النمو التدريجي في معدلات الإشغال، التي تتراوح حالياً بين 40% في أيام الأسبوع العادية، إلى 55% في أيام العطلات والأعياد.
وتوقع عوض الله، أن ترتفع هذه النسبة خلال الفترة المقبلة بنحو 10 إلى 15%، فور عودة الحركة بين أبوظبي وبقية إمارات الدولة إلى طبيعتها، دون الحاجة إلى إجراء فحص كوفيد-19 قبل الدخول، موضحاً أن الأسر والعائلات تتصدر الطلب على الحجوزات خلال عطلة نهاية الأسبوع، بنسبة تزيد على 20%، مقارنة ببقية أيام الأسبوع.
وأشار إلى أنه في ظل الأوضاع الحالية التي فرضتها جائحة كوفيد-19 وتفضيل الغالبية العظمى من الأسر المواطنة والمقيمين عدم السفر إلى الخارج، شكلت المنتجعات والفنادق الشاطئية والفنادق الكبيرة في المدينة، الملاذ الأبرز أمام العائلات والأسر والأفراد لقضاء عطلتهم، بعيداً عن أجواء المنزل، للخروج من الحالة التي تسببت فيها الأزمة، مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي تشكل صمام أمان، ليس فقط للتعايش مع هذا الواقع الجديد، ولكن لعبور هذه المرحلة بسلام.
وتوقع عوض الله، أن يشهد الطلب المحلي انخفاضاً خلال شهر سبتمبر المقبل، مع بدء العام الدراسي، الأمر الذي يجب أن يتطلب من الفنادق العمل على تصميم عروض جذابة وبأسعار تشجيعية، للحفاظ على استمرارية الأعمال، إلى أن تستأنف السياحة الدولية نشاطها تدريجياً، خاصة أن هناك العديد من الشركات التي تترقب توصل العالم إلى لقاح لفيروس كورونا، لاستئناف أنشطتها السياحية، متوقعاً أن تتحسن أوضاع القطاع السياحي بقوة خلال العام 2021.
تعزيز الطلب المحلي
قال مدحت برسوم، المدير العام لفندق كابيتول دبي، إن السياحة الداخلية تعدّ المصدر الوحيد للمنشآت الفندقية العاملة في السوق المحلية خلال الفترة الحالية، موضحاً أن الفنادق على مختلف فئاتها تسعى إلى طرح عروض تسهم في رفع الطلب المحلي، وفي الوقت ذاته الحفاظ على التكاليف التشغيلية في مستويات معقولة.
وأضاف برسوم أن العروض تتركز في توفير الإقامة بأسعار مخفضة، إلى جانب خصومات على خدمات الطعام والأنشطة الأخرى، فيما تستهدف بعض الباقات الأخرى حجز أكثر من ليلة والحصول على ليلة مجانية، لافتاً إلى أن المنشآت الفندقية تسعى إلى الحفاظ على استمرارية الأعمال خلال الفترة الحالية، ترقباً لعودة حركة السياحة الخارجية التي بدأت تظهر بوادرها مع طلب شركات سياحية خارجية عروض أسعار للإقامة خلال الفترة المقبلة، وكذلك استضافة دبي لمسابقة الكريكت العالمية في 19 سبتمبر المقبل.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}