أكد السفير الأردني لدى البلاد صقر أبوشتال عمق العلاقات الأردنية ـ الكويتية والتي وصفها بالتاريخية والمتطورة عبر إرث طويل من الثقة والاحترام المتبادل والقواسم المشتركة ثقافيا واجتماعيا، لافتا إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين ذات خصوصية كبيرة واضحت نموذجا يحتذى في العلاقات بين الدول.
وكشف أبو شتال، في لقاء خاص مع «الأنباء»، عن وجود أكثر من 60 اتفاقية ومذكرة تفاهم تسير العلاقات بين البلدين وتغطي جميع مناحي التعاون الثنائي، موضحا ان ملتقى الأعمال الأردني ـ الكويتي والذي عقد في عمان العام الماضي يهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين وبحث فرص التعاون التجاري والاستثماري، مشيرا إلى أن حجم الصادرات الأردنية إلى الكويت بلغ 70.300 مليون دولار خلال الـ 5 أشهر الأولى من عام 2020، مبينا أن الكويت تتصدر الاستثمارات الأجنبية في الأردن بإجمالي يتراوح ما بين 17 و18 مليار دولار.
ولفت أبوشتال إلى أن أيادي الكويت البيضاء طالت مشارق الأرض ومغاربها وبصماتها تتحدث عن نفسها كمركز للخير والعطاء، موضحا أن الجالية الأردنية جالية نوعية وماهرة وملتزمة ويبلغ تعدادها 60 ألف نسمة، وفي السطور التالية تفاصيل اللقاء:
* كيف تصف العلاقات الكويتية ـ الأردنية وابرز ملامح تطورها وآفاقها المستقبلية؟
- الأردن لديه علاقات مميزة مع مختلف الدول العربية ولكن تظل العلاقات الأردنية ـ الكويتية ذات خصوصية كبيرة ونموذج يحتذى في العلاقات بين الدول، حيث تحظى برعاية القيادة السياسية في البلدين وهناك رؤية مشتركة وتطابق في وجهات النظر وتنسيق كامل حيال العديد من القضايا والملفات على الساحتين العالمية والإقليمية وخصوصا القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
العلاقات الثنائية مع الكويت تحكمها وتسيرها عدد من الاتفاقيات تتجاوز الـ 60 اتفاقية تغطي جميع مناحي التعاون الثنائي بما فيها السياسي والتجاري والاقتصادي، ومؤخرا زرت غرفة التجارة والصناعة ووجدت من الرئيس والاعضاء اهتماما بالغا لتعزيز العلاقات التجارية مع الأردن، وخصوصا أن الأردن لديه إمكانات كبيرة ومميزة في الإنتاج الزراعي والصناعي وإن كانت الأرقام الدقيقة لحجم التبادل التجاري بين البلدين شهدت انخفاضا مؤخرا بسبب جائحة كورونا.
كما أن العلاقات الثنائية مع الكويت تتطور بشكل دائم ومستمر وهذا ما يعطي مستقبل العلاقات زخما أكبر نظرا للإمكانات التي يتمتع بها البلدان الصديقان، ونتطلع إلى ترتيب زيارات متبادلة لرجال الاعمال الكويتيين والاردنيين بعد فتح المطارات لتحقيق الآمال المعقودة على تطور هذه العلاقات.
* حدثنا عن أبرز ملامح ملتقى الاعمال الأردني ـ الكويتي؟
- ملتقى الأعمال الأردني ـ الكويتي والذي عقد في عمان في الفترة بين 17 ـ 20 نوفمبر 2019 يهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين وبحث فرص التعاون التجاري والاستثماري بين أصحاب الاعمال في البلدين وتم توقيع بروتوكول تعاون بين غرفة تجارة وصناعة الأردن وغرفة التجارة والصناعة في الكويت، لبحث فرص الاستثمار الصناعي، وخصوصا أن الأردن لديه حدودا مع ثلاثة دول برية مع سورية والعراق والسعودية، بالإضافة إلى بنية تحتية مميزة قد تكون نقطة انطلاق لرجال الاعمال الكويتيين للمشاركة في إعادة إعمار سورية على سبيل المثال، بالإضافة إلى أن الحكومة الأردنية تشجع الاستثمارات العربية والأجنبية المباشرة بحزمة من القوانين المحفزة التي تصب في صالح المستثمر، ولدينا أفكار لعقد اجتماعات افتراضية لتعزيز التعاون.
التعاون خلال أزمة «كورونا»
* ما أبرز أوجه التعاون بين البلدين خلال ازمة كورونا؟
- الأردن كان له دور فعال في تلبية احتياجات السوق الكويتي من المنتجات الزراعية ومواد التعقيم والاحتياجات الخاصة بالصحة العامة خلال ازمة كورونا، وخصوصا أن الأردن يتميز في قطاع الصناعات الدوائية وينتج يوميا ما بين 2 إلى 3 ملايين كمام، وبداية الأزمة وصل فريق عمل طبي أردني كمساند لإخوانه من الكوادر في القطاع الطبي الكويتي في مناطق الحجر والعزل واستمر في البلاد لمدة شهرين، كما قام جلالة الملك بإرسال مواد طبية تخص «كورونا».
* ما حجم التبادل التجاري بين البلدين؟
- حجم التبادل التجاري بين البلدين يتطور بصورة ملحوظة وإن كان شهد انخفاضا ملحوظا بسبب ظروف تفشي فيروس كورونا، بصفة عامة بلغ حجم الصادرات الوطنية الأردنية إلى الكويت خلال الـ 5 أشهر الأولى من 2020 حوالي 70.300 مليون دولار مقارنة بـ 115 مليون دولار العام الماضي.
* وما حجم الاستثمارات الكويتية في الأردن؟
- الكويت تتصدر الاستثمارات الأجنبية في الأردن بإجمالي يتراوح بين 17 و18 مليار دولار وهذا يعكس ثقة الجانب الكويتي في الأردن وبيئته الاستثمارية الملائمة وإمكاناته الواعدة في مختلف القطاعات، فضلا عن حماية الحكومة لتلك الاستثمارات وتوفيرها لحزمة من القوانين المشجعة للاستثمار بما فيها حرية الاستملاك الكامل ورفع القيود وتذليل العقبات أمام المستثمرين الذين ما عليهم إلا التواصل مع هيئة الاستثمار الأردني لتقديم المشاريع أو الاستفادة من المشاريع الجاهزة التي تنشرها الهيئة على موقعها الالكتروني مشفوعة بدراسات الجدوى الاقتصادية. وتتنوع الاستثمارات الكويتية في الأردن لتشمل قطاعات الاستثمار العقاري والسياحي والصناعات المتوسطة.
عدد طلبتنا بالأردن
* كم عدد الطلاب الكويتيين الذين يدرسون في الأردن؟
- المؤسسات التعليمية الأردنية مشهود بكفاءتها وتجذب العديد من الطلاب من مختلف الجنسيات، ولدينا الآن حوالي 4200 طالب كويتي يدرسون في الأردن، ونحن حريصون على زيادة أعداد الطلاب الكويتيين الدارسين في الأردن لما له من دور بارز في تعزيز العلاقات الشعبية والثقافية والأكاديمية بين البلدين الشقيقين، ونقيم معارض سنوية لتعريف الطلاب بالفرص الاكاديمية المتاحة في الأردن، ولدينا توجه لنقيم أسبوعا أردنيا في الكويت يغطي مختلف مناحي العلاقات الثنائية ويكون بمنزلة تعريف للمجتمع الكويتي بالقطاعات المتميزة في الأردن السياحية والتجارية والاقتصادية وغيرها.
* ما مدى التعاون بين البلدين في القطاع الصحي؟
- هناك تعاون في المجال الطبي بين البلدين ونسعى لدعمه وتعزيزه، خصوصا أن هذا القطاع من القطاعات المتميزة في الأردن ولدينا 800 طالب كويتي يدرسون الطب في الجامعات الأردنية. أما فيما يتعلق بالتعاون في مجال الصناعات الدوائية فهذا التعاون تحكمه التزام الكويت بمنظومة مجلس التعاون الخليجي والتي تنص على أن تكون الأولوية للمنتج الخليجي.
* ماذا عن المشاورات السياسية بين البلدين؟
- هناك تشاورات دائمة ومستمرة سواء على مستوى القيادة العليا أو مستوى وزراء الخارجية ودائما ما يوجد تنسيق في المواقف حول القضايا والملفات على الساحتين الإقليمية والدولية تحت شعار كبير أن ما يمس الكويت يمس الأردن والعكس صحيح.
تطوير العلاقات
* كيف تسعون إلى تطوير العلاقات الثقافية الكويتية ـ الأردنية في ظل وجود قواسم مشتركة بين البلدين؟
- نولي تطوير العلاقات الثقافية بين البلدين أهمية قصوى لأنها جسر للتواصل بين الشعبين الصديقين وتعزيز للعلاقات بينهما، ولقد كنا بصدد إقامة أسبوع ثقافي أردني في الكويت إلا أننا أجلنا الفكرة بسبب الظروف التي فرضتها جائحة كورونا. لدينا تعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ونحرص دائما على وجود ومشاركة الفنانين والفرق الكويتية في مهرجان جرش، كما يحرص المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على دعوة الفنانين والفرق الأردنية لإقامة عروضهم في الكويت سنويا.
* كم عدد أبناء الجالية الأردنية في الكويت؟
- الجالية الأردنية في الكويت تعدادها يقارب الـ 60 ألف نسمة وهي جالية نوعية وماهرة وملتزمة بشهادة السلطات الكويتية.
التغيرات في عمل السفارة
* ما أبرز ملامح تغيرت آلية العمل في السفارة في زمن الكورونا؟
- بالطبع، الظروف الاستثنائية التي تعيشها مختلف دول العالم ومنها الكويت فرضت تغيرا على آلية العمل وخصوصا في ظل القيود التي فرضتها مختلف دول العالم على السفر مما أدى إلى زيادة الاقبال على السفارة من قبل مواطنينا لإنجاز معاملاتهم مثل تجديد الجوازات، ولذلك حرصت السفارة منذ بداية الأزمة على تطبيق تعليمات السلطات الكويتية الخاصة بالوقاية من فيروس كورونا المستجد مثل التباعد الاجتماعي والالتزام بالشرائط الصحية مثل الكمام والقفازات وأجهزة الفحص الحراري، للحفاظ على المراجع والمواطن، ووفرنا خدمات المعاملات الالكترونية من المنزل، والمواطن يأتي للسفارة فقط لدفع الرسوم وتسلم الجوازات ومختلف الوثائق الحيوية، وبصفة عامة نستقبل يوميا من 250 إلى 320 مراجعا.
* ما أبرز المشاكل التي تصلك من أبناء الجالية الأردنية؟
- بابي مفتوح لكل أبناء الجالية ولدى لقاء أسبوعي معهم كل يوم سبت استمع لهم، بصفة عامة أبناء الجالية ملتزمون وليس لديهم أي مشاكل تذكر وأغلب المشكلات التي تصلني من حالات فردية تتعلق بمسائل إدارية مثل تجديد الاقامات وما على شاكلتها.
* من خلال تواصلك مع زملائك في الخارجية الكويتية، ما مدى تعاونهم معك؟
- اعتبر نفسي سفيرا للكويت قبل أن أكون سفيرا للأردن، لدينا تواصل دائم ومستمر حتى في ظل الظروف الحالية، وكل مطالبنا تلبى بسرعة كبيرة. الخارجية الكويتية تضم كوادر ذات كفاءة عالية وتتميز باحترافية كبيرة.
السياسة الخارجية الكويتية
* ماذا عن الدور الذي تلعبه الكويت إقليميا على صعيد حل النزاعات وإحلال السلام؟
- الكويت تميزت دائما وأبدا بدورها الإنساني الرائد واستحقت عن جدارة أن تكون مركزا للعمل الإنساني واستحق ربانها وقائد سفينتها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد لقب قائد العمل الإنساني، فأيادي الكويت البيضاء طالت مشارق الأرض ومغاربها وبصماتها تتحدث عن نفسها، فهي مركز العطاء والخير، والكويت دائما وأبدا ما تتبنى وترعى القضايا العربية وهذا ديدنها.
* متى يفتتح القسم القنصلي؟
- الأردن لم يغلق أبوابه والأمر يتعلق بشركات الطيران، وأبوابنا مفتوحة لكل من له مصلحة أو إقامة وضمن الشرائح والمعايير التي تحددها السلطات فكل مسافر إلى الأردن بمن فيهم المواطن الأردني يخضع لحجر مؤسسي لمدة أسبوعين وأسبوع آخر في المنزل.
من أجواء اللقاء
تهنئة بالعام الهجري
رفع السفير الأردني لدى البلاد صقر أبوشتال أسمى أبيات التهاني والتبريكات لمقام صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ولسمو ولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد ولرئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ولسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد وكل أعضاء الحكومة وعموم الشعب الكويتي بمناسبة العام الهجري الجديد، داعيا المولى عز وجل أن يديم على الكويت الرخاء والاستقرار والأمن والأمان، متمنيا عودة صاحب السمو إلى وطنه الكويت سالما معافى وأن يديم الله على سموه موفور الصحة ودوام العافية.
إجراءات فعالة
أشاد السفير الأردني لدى البلاد بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة الكويتية لمكافحة والحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، واصفا تلك الإجراءات بالفعالة والتي صادفت وقتها، حيث كانت الكويت في طليعة الدول التي احتاطت واتخذت التدابير الملائمة للحفاظ على صحة المواطنين والمقيمين على أراضيها دون تمييز، متوجها بالشكر لكل العاملين في الصفوف الأمامية من المسؤولين والكوادر الطبية.
أمشي من 2 إلى 5 كيلومترات يومياً
أكد السفير الأردني لدى البلاد صقر أبوشتال حرصه على ممارسة الرياضة، موضحا أن المشي هي رياضته المفضلة ويمشي من 2 إلى 5 كيلومترات يوميا، لافتا إلى أن الظروف التي فرضتها كورونا غيرت من نمط حياة الجميع وأصبح التواصل يعتمد بصورة كبيرة على الأساليب الالكترونية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}