أكد السفير اليوناني لدى البلاد كونستانتينوس بيبريجوس قوة ومتانة العلاقات اليونانية - الكويتية والتي وصفها بالتاريخية والمتطورة على كل الأصعدة ومختلف مجالات التعاون الثنائي، مشيرا إلى وجود تنسيق مستمر وتوافق في الرأي حول العديد من الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية، لافتا إلى وجود 30 اتفاقية ومذكرة تفاهم تسير العلاقات الثنائية بين البلدين وتغطي مختلف مناحي التعاون الثنائي، مشددا على تأييد بلاده لمبادرات الكويت ومساعيها على صعيد حل النزاعات وإحلال السلام وكشف بيبريجوس - في لقاء خاص لـ «الأنباء» - عن موعد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين في مطلع العام القادم، لافتا إلى أن إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ 30 مليون دولار، مشيرا إلى وجود إمكانية كبيرة لزيادته إذا تم فتح خط طيران مباشر بين البلدين، مشيرا إلى زيارة كان مزمع أن يقوم بها 30 من رجال الاعمال اليونانيين لاستكشاف الفرص المتاحة في السوق الكويتي وتعزيز التعاون الاقتصادي إلا أنها تأجلت بسبب الظروف التي فرضها تفشي فيروس كورونا.
ولفت إلى أن القسم القنصلي بالسفارة أصدر 6000 تأشيرة العام الماضي، موضحا أن الإجراءات سهلة وبسيطة وتصدر في اليوم نفسه للمواطن الكويتي، موضحا أن الجالية اليونانية في الكويت صغيرة ولكنها نوعية ومدربة وتعمل في مختلف المجالات الفنية المتخصصة حيث لا يتجاوز عددها الـ800 نسمة، فإلى التفاصيل:
* كيف تصف العلاقات الكويتية - اليونانية وأبرز مراحل تطورها وآفاقها المستقبلية؟
- العلاقات اليونانية - الكويتية علاقات قوية ومتينة بنيت على أسس صلبة من الصداقة والثقة والاحترام المتبادل وهي علاقات في مجملها تاريخية حيث تتعدى أكثر من نصف قرن، فالعلاقات الديبلوماسية بين البلدين بدأت عام 1964 وكانت الكويت في طليعة دول المنطقة التي تقيم علاقات ديبلوماسية مع اليونان.
علاقاتنا مع الكويت ممتازة ومتطورة على مختلف الأصعدة وكل مجالات التعاون حيث يتمتع البلدان بإمكانات كبيرة من الممكن أن تتكامل وتثمر وتصب في صالح الشعبين الصديقين، وأرى أن هناك فرصة كبيرة لتحقيق ذلك.
وعلى الصعيد السياسي، هناك تنسيق مستمر وتوافق في الرأي حول العديد من الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية، الزيارات المتبادلة بين البلدين تعكس عمق هذه العلاقات فبعد وصولي إلى الكويت بشهر كانت هناك زيارة ناجحة لوزير الخارجية اليوناني إلى الكويت والذي التقى خلالها عددا من المسؤولين الكويتيين، كما التقى نظيره الكويتي الشيخ د. أحمد ناصر المحمد مرتين بعد هذه الزيارة الأولى في ميونيخ والثانية عبر اجتماع افتراضي بسبب الظروف التي فرضها تفشي فيروس كورونا.
وعلى صعيد العلاقات الاقتصادية، أعتقد أنها ما زالت لا ترقى إلى مستوى الطموح وتحتاج إلى عمل جاد لتطويرها في ظل الامكانات الهائلة التي تتمتع بها البلدان، وكذلك على صعيد التبادل الثقافي هناك فرص كبيرة لتطويره.
* ما عدد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تسير العلاقات الثنائية بين البلدين؟
- لدينا 30 اتفاقية ومذكرة تفاهم تسير العلاقات الثنائية بين البلدين، وتغطي مختلف مناحي التعاون الثنائي.
* ما أبرز جهود السفارة لتطوير التعاون الاقتصادي؟
- وفي مارس 2019 عقد الاجتماع الأول للجنة الاقتصادية المشتركة في أثينا على مدار ثلاثة أيام، وخلال الاجتماع وقعنا العديد من الاتفاقيات والتي تمثل إطارا متكاملا للتعاون الاقتصادي بين البلدين وأصبحت لدينا اتفاقيات متكاملة تغطي مختلف مناحي التعاون الثنائي.
كنا نخطط لزيارة 30 من رجال الاعمال اليونانيين لاستكشاف الفرص المتاحة في السوق الكويتي وتعزيز التعاون الاقتصادي ولكن بسبب الظروف التي فرضها تفشي فيروس كورونا اضطررنا إلى تأجيل الزيارة، ولكن هناك اتفاق مع غرفة الصناعة والتجارة على أن تتم هذه الزيارة في أقرب وقت ممكن، كما نتوقع أن يعقد الاجتماع الثاني للجنة الاقتصادية المشتركة مطلع العام القادم.
* هل لديكم تعاون مع الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية؟
- بالفعل، لدينا تعاون مع الصندوق الكويتي للتنمية العربية، حيث لديه استثمار في أحد أشهر الفنادق في اليونان وأكثرها رفاهية ((Four Seasons والذي يبعد 20 كيلومترا من وسط العاصمة أثينا، ونتوقع أن تزيد هذه الاستثمارات.
ولكن بصفة عامة فإن الاستثمارات الكويتية في اليونان ما زالت دون الطموح ونأمل في زيادتها، وأعتقد أن اللجنة الاقتصادية المشتركة سيكون لها دور كبير في ذلك.
* ماذا عن حجم التبادل التجاري بين البلدين؟
- حجم التبادل التجاري بين البلدين أيضا لا يرقى لمستوى الطموح ولا يعكس الإمكانات المتاحة فيهما، حيث لا يزيد على 30 مليون دولار من الاتجاهين، وأعتقد أن بعد فتح خط طيران مباشر بين البلدين ستكون هناك إمكانية كبيرة لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.
* ما آخر أخبار خط الطيران المباشر بين البلدين؟
- كان مقررا أن تبدأ الرحلات المباشرة بين البلدين في الثامن من يوليو الماضي بالتعاون مع الناقل الوطني الخطوط الجوية الكويتية ولكنها تأجلت بسبب الظروف التي فرضها تفشي فيروس كورونا، بالفعل سيكون لذلك أثر كبير على تطور العلاقات الثنائية وزيادة حجم التبادل التجاري وزيادة أعداد السائحين الكويتيين في اليونان حيث إن المسافة لا تتجاوز الثلاثة ساعات والنصف.
* الكويتيون لديهم اهتمام متزايد بقطاع العقار في اليونان، هل لديكم ارقام عن حجم هذه الاستثمارات؟
- بالفعل الكويتيون لديهم اهتمام متزايد بقطاع العقار في اليونان والكثيرون منهم لديهم شقق ومنازل هناك، ولكن ليست لدينا إحصاءات دقيقة عن حجم هذه الاستثمارات.
* لبلادكم إمكانات سياحية كبيرة، كم عدد التأشيرات التي يصدرها القسم القنصلي في السفارة سنويا؟
- القسم القنصلي بالسفارة أصدر حوالي 6000 تأشيرة العام الماضي وإجراءات التأشيرة سهلة وبسيطة وسريعة وتصدر في اليوم نفسه للمواطن الكويتي، أما بالنسبة للجنسيات الأخرى فقد تستغرق من 10 إلى 15 يوما.
* ما تقييمك للدور الذي تلعبه الكويت على صعيد حل النزاعات وإحلال السلام إقليميا ودوليا؟
- الكويت تعتبر من أبرز الرواد الذين لديهم دور مؤثر في المنطقة، فهي بحق أحد اللاعبين الرئيسيين فيها على صعيد حل النزاعات وإحلال السلام، ونحن نؤيد مبادرات الكويت ومساعيها في هذا الصدد، وأذكر في هذا الصدد الدور الرائد والوساطة المميزة لصاحب السمو الأمير في الحفاظ على وحدة وكيان مجلس التعاون الخليجي والتي نقدرها جدا في اليونان.
كما تتميز الكويت بدورها الإنساني الرائع الذي طال مشارق الأرض ومغاربها، فبكل مكان لها بصمة إنسانية رائعة ودور مميز في التخفيف من الآم الناس وخصوصا المشردون والمتضررون من ويلات الحروب، الكويت أنشأت الصندوق الكويتي للتنمية العربية بعد استقلال الكويت مباشرة ليكون قاطرة الكويت لمساعدة الأشقاء والأصدقاء، فضلا عن أنها فتحت أبوابها وأوجدت فرص عمل للعمالة الأجنبية من مختلف الجنسيات والذين ساهموا في نهضتها.
* كيف ترى الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الكويتية في مواجهة ومكافحة الفيروس والوقاية منه؟
- الكويت كانت في طليعة الدول التي اتخذت إجراءات حاسمة لمواجهة ومكافحة فيروس كورونا المستجد والوقاية منه وذلك لحماية المواطن والمقيم، ولذلك تجد أن جميع السفراء المعتمدين على أراضيها قرروا البقاء وعدم العودة إلى بلادهم ومن هؤلاء أنا حيث قضيت الـ 11 شهرا الماضية في الكويت ولم أفكر في مغادرتها. وسعيد جدا بإجراءات رفع الحظر وعودة الحياة الطبيعية مرة أخرى نظرا لأهمية استئناف النشاط الاقتصادي.
* ماذا عن التعاون الأكاديمي بين البلدين وعدد الطلاب الكويتيين الذين يدرسون في اليونان؟
- خلال العام الماضي قررت الجامعات اليونانية وضع المزيد من البرامج الدراسية باللغة الإنجليزية وهذا ما فتح الباب للطلاب الكويتيين والناطقين وباللغة الإنجليزية للدراسة في اليونان والاستفادة من جامعاتها العريقة والمشهود بكفاءتها عالميا.
* كم عدد أبناء الجالية اليونانية في الكويت؟
- الجالية اليونانية في الكويت جالية صغيرة حيث لا تتجاوز الـ 800 نسمة ولكنها جالية نوعية ومدربة وتعمل في مختلف المجالات الفنية المتخصصة في المجالات الاقتصادية والطبية والتعليمية والأكاديمية.
* ماذا عن التعاون بين البلدين على صعيد الاكتشافات الأثرية؟
- أنا على اتصال مباشر مع السلطات الكويتية حول سبل دعم الاكتشافات الأثرية في جزيرة فيلكا، وكان هناك وفد من الأثريين اليونانيين كان مقررا له زيارة الكويت في هذا الصدد ولكن تأجلت الزيارة بسبب ظروف كورونا.
* ما انطباعك عن الكويت بعد مرور 11 شهرا على تواجدك فيها؟
- المجتمع الكويتي منفتح يقبل الآخر ويتعايش معه ولم تواجهني أي مشكلة في التكيف، فالكويتيون شعب مضياف ويعلم الكثير عن اليونان وتاريخها العريض ولذلك كان من السهل عليّ التعامل معهم.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}