نبض أرقام
07:32 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/24
2024/11/23

مدير عام «أبوظبي للصحة العامة»: إجراءاتنا الاحترازية في مواجهة «كوفيد-19» سـريعة وحـاسمة

2020/09/22 الاتحاد

من خلال عمله السابق في المجال العسكري، فإن مطر النعيمي، مدير عام مركز أبوظبي للصحة العامة، ومدير إدارة الجاهزية والاستجابة بدائرة الصحة في أبوظبي، يعلم جيداً مدى أهمية الاستعداد لخوض معركة كبرى.

 

وعن ذلك يقول: «أؤمن بأهمية التدريب في كافة المجالات، وأعلم يقيناً بأننا من خلال التدريب الشامل والفعال يُمكننا إنجاز 70% على الأقل من مهمتنا، وساهمت في وقت سابق بتدريب كوادر طبية عالية المستوى، أثناء عملي في المؤسسة العسكرية».


وفيما يتعلق بالاستعداد لجائحة كورونا، أشار أن قلّة من الناس في العالم كانوا مستعدين للأحداث التي تكشّفت في الأسابيع والأشهر، التي أعقبت انتشار الأخبار عن ظهور فيروس كورونا الجديد في الصين في شهر يناير 2020، غير أن الأمر كان مُختلفاً في الإمارات، فسرعان ما أصبح الأمر أكبر معركة التي تحتاج لخوضها كافة الأسلحة الطبية التي نمتلكها.

 

وأكد استعداد الإمارات منذ وقت بعيد، حيث بدأ ذلك بعد ورود بيان أصدرته منظمة الصحة العالمية، حول خطر كبير يمثله تفشي محتمل لمرض مُعد ينتقل عبر الرذاذ المتطاير في الهواء، وقد أدى ذلك إلى حشد كافة الجهود، استعداداً لمواجهة المرض الذي نملك بالفعل الوسائل الدفاعية والإجراءات الاستباقية ضده - وقد ثبت فيما بعد بأن هذا الاستعداد شكّل عنصراً مهمّاً وفعالاً في استجابتنا لـ «كوفيد-19».


وأوضح أن الوسائل الدفاعية شملت التدريب والقدرات والمعدات الطبية والتواصل والتكامل بين أنظمة الرعاية الصحية العديدة في أبوظبي ودولة الإمارات.

 

استعدادات مبكرة 


قال مطر النعيمي: إن الاستعداد حدث قبل انتشار كوفيد-19، حيث كانت الفرق على أهبّة الاستعداد قبل سماع الأخبار في يناير الماضي من ووهان الصينية، بأن هناك تفشياً لفيروس جديد هناك، لذا حرصنا على البدء ببعض الإجراءات الضرورية لإبلاغ العاملين في القطاع الصحي، بتعريف الحالة المريضة للطواقم الطبية في القطاع الصحي، كان ذلك في 21 يناير، فيتم إرسال تعميم وإخطار في اليوم ذاته لكافة الجهات المعنية، بأن العدوى ستصل إلى الإمارات لا محالة، وأن التحضير والتجهيز بشكل فوري هو أول أمر نقوم به. ولفت بأن الإجراءات الاحترازية كانت سريعة وحاسمة ومتعددة الأوجه، منها تثقيف الكوادر الطبية حول الأعراض، وتقديم عينة مرجعية مُبكّرة من الفيروس إلى المختبر في مدينة الشيخ خليفة الطبية، وزيادة عدد المختبرات للتمكن من تشخيص الحالات، وإطلاق 39 فريقاً للتقصي الوبائي الميداني، وكذلك التركيز على الفئات الأكثر عرضة من أفراد المجتمع لمنع مضاعفات العدوى، مع تحديد وفتح مراكز العزل والمستشفيات الميدانية، هذا بالإضافة إلى عنصر مهم وحيوي آخر، وهو إعلام وتثقيف الجمهور بكافة المعلومات المتعلقة بالمرض، وتزامن ذلك بالتنسيق مع العديد من المؤسسات الحكومية المشاركة في عمليات الاستجابة.

 

ويضيف مطر النعيمي: «لم نكن نرغب في إرباك القطاع الصحي، وبالتأكيد فإن الضغط على منظومة الرعاية الصحية، قد تكون له عواقب وخيمة بالنسبة لنا - ولن نكون قادرين عندها على فعل أي شيء آخر».

 

وكشف عن مدى إعجابه بالروح المُجتمعية التي أبداها أفراد مجتمع دولة الإمارات من جميع القطاعات ومن مختلف الجنسيات، مع الإشادة بأبطال الخطوط الأمامية، الذين كانوا العمود الفقري لمكافحة الوباء.

 

وقال «لقد ضحوا كثيراً.. ضحوا بوقتهم مع أسرهم، وراحتهم، وصحتهم، وربما حتى بصحتهم الذهنية، أعرف أشخاصاً يعملون خلال أوقات الذروة في الأماكن التي تتطلب مجهوداً كبيراً كالمختبرات، وخدمات الإسعاف، وغرف الطوارئ، ووحدات العناية المركزة - إنها مرهقة بطبيعتها فما بالك بضغط العمل المتواصل، ولكن في ظلّ هذه الظروف، يُسعدنا تضافر جهود أفراد المجتمع في جميع المجالات... هذا التفاني، وهذا الالتزام فريد من نوعه، وباعتقادي لا يوجد هذا سوى في دولة الإمارات».

 

فخر الوطن 


أكد مطر النعيمي، عن دعمه لمكتب «فخر الوطن»، الذي تمّ إنشاؤه في يوليو 2020 بمرسوم اتحادي من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وبرئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

 

وقال: يعمل مكتب «فخر الوطن» على التحديات وأولويات أبطال الإمارات في الخطوط الأمامية، والاستجابة لها من خلال تقديم حلول تلبي تطلعاتهم في المرحلة الحالية وعلى المدى البعيد، ويحرص المكتب على ضمان تقدير جهود، والإشادة بمساهمات وتضحيات أولئك الذين يعرضون أنفسهم للخطر في الأزمات، من أجل صحة وسلامة مجتمع دولة الإمارات.

 

الإصابة بالفيروس 

 

فيما يتعلق بعمله المتواصل لدعم الجهود الكبيرة المبذولة في استجابة دولة الإمارات للتعامل مع الجائحة، ومروراً بتعرضه للإصابة بفيروس «كوفيد-19»، والتزامه التام بأداء عمله من سرير في المستشفى وموقع العزل الطبي لمدة 20 يوماً، يروي مطر النعيمي لـ«الاتحاد» بعضاً من تفاصيل هذه المعركة، قائلاً: «كان الأمر وكأنه قدر من الله، أن أتعامل مع كوفيد-19، من خلال وظيفتي الرسمية وكمريض أيضاً».

 

وأضاف: في الثامن من فبراير، شعرت بأنني لست على ما يرام- أُصبت بالحمى، وكان عندي إحساس بأنني مصاب بالكورونا، لذلك توجّهت مباشرة إلى المستشفى وخضعت للفحص، «عندما ظهرت نتيجة الفحص وتأكدت من إصابتي بالفيروس، كنت أعاني  أعراض المرض، وبالتأكيد كان الأمر مرهقاً بالنسبة لي ولعائلتي، لكنني قررت أن لا أتوقف يوماً واحداً عن مواصلة العمل، رغم إقامتي في المستشفى والعزل الطبي. وتابع: شعرت بأن واجبي يُحتم علي الاستمرار حتى آخر يوم لي في هذه الحياة، أردت أن يراني فريق عملي والجميع حاضراً بصورة يومية مع كافة الفرق العاملة في المنتشرة في مناطق إمارة أبوظبي والعين والظفرة، كنت أقوم بذلك بهدف تعزيز فكرة بأننا، وبغضّ  النظر عما يُصيبنا، فنحن في هذه المعركة معاً لنقوم بالدور المطلوب منا تجاه الوطن وأفراد مجتمع الإمارات.

 

وذكر مطر النعيمي، أن اتصال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أثناء إقامته في المستشفى، للاطمئنان على صحته، كان له أثر كبير على نفسيته، وهذا ليس بغريب على سموه وعلى قادة الإمارات. ولفت أنه كان جلياً تصميمه على دعم جهود الدولة في مكافحة المرض، كما كان نهج «القيادة بالقدوة» الذي يتبعه فعالاً للغاية، ومع ذلك، يوضح بأن تجربته الشخصية كانت ثانوية مُقارنة بالمهمة الأكبر التي كانت بين يديه.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.