تفرض التحولات الجذرية التي يشهدها الاقتصاد العالمي يومياً على إدارات البنوك، وضع خطط تناسب متطلبات المرحلة الحالية لجهة قياس مؤشرات الأداء وتنفيذ البرامج الإستراتيجية، بما يضمن استمرار الابتكار والربحية. ومن هنا، كان بنك بوبيان سبّاقاً في إنشاء إدارة للتخطيط الإستراتيجي كأول بنك يحصل على موافقة بنك الكويت المركزي لإنشائها، لتُعنى بدراسة المؤشرات المالية المحلية والعالمية وتحديد الفرص المناسبة والجديدة التي تكفل تحقيق الأهداف الموضوعة على جميع الصعد. وفي أول مقابلة صحافية لها قالت رئيسة التخطيط الإستراتيجي في «بوبيان» المهندسة نوره سليمان الفصام، لـ«الراي» إن إدارة التخطيط الإستراتيجي تعد شريكاً رئيسياً مع قياديي البنك في قياس مؤشرات الأداء وتنفيذ البرامج الإستراتيجية.
وأضافت أن «بوبيان» أثبت خلال السنوات العشرة الأخيرة جدارته، وزاد جميع حصصه السوقية، كما تفوق تقنياً على مستوى البنوك الكويتية، ما كوّن قناعة لدى مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية، بأهمية وجود جهاز للتخطيط الإستراتيجي لمواجهة المتغيرات السريعة في الاقتصاد والقطاع المصرفي.
وتابعت الفصام أن الإدارة التنفيذية ممثلة بنائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي عادل الماجد، وضعت نموذجاً ناجحاً في فن الإدارة، يرتبط باستقطاب الكفاءات ذات القيمة المضافة للبنك. ولفتت الفصام إلى أنها شكّلت فريقاً يضم نخبة من الشباب والشابات الكويتيين في العام 2019 ليكون بمثابة النواة للتخطيط الإستراتيجي، مبينة أن «بوبيان» يعتبر من أعلى جهات القطاع الخاص في نسبة العمالة الوطنية، في حين بلغت نسبة الإناث 26 في المئة من إجمالي القوى العاملة على مستوى جميع إداراته.وهنا نص المقابلة:
* ما دور رئيس التخطيط الإستراتيجي وحدود تعاونه مع مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية ومختلف إدارات البنك؟
- يعكف رئيس التخطيط الإستراتيجي على صياغة الإستراتيجيات، التي تتماشى مع رؤية البنك على المدى الطويل، ويتابع مع مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية، مدى نجاح الإدارات في تنفيذ البرامج الإستراتيجية من خلال قياس مؤشرات الأداء.
ويختلف دور رئيس التخطيط الاستراتيجي اليوم، عما كان عليه سابقاً، إذ كان ومازال مسؤولاً عن إعداد الخطط، ومتابعة تنفيذ الإستراتيجيات وفق جدول زمني محدد، إلا أن معطيات العمل الحالي قد تغيّرت، ولذا أصبح هذا الدور حيوياً، بحيث يعتبر شريكاً أساسياً مع قياديي البنك في مراجعة الخطط، وإيجاد الحلول، من خلال التواصل المستمر والمرن مع جميع الإدارات، لإزالة أي عائق من شأنه أن يؤثر سلباً على تنفيذ هذه الخطط.
وهنا، نقوم بدور المستشار لمسح السوق، وملاحظة التوجهات المناسبة في مجال الصناعة المصرفية عالمياً، لتقديم الأفضل لعملائنا، ولنكون عنصر بناء مع الإدارة العليا في تحديد الأولويات واختيار الفرص الجديدة.
خارطة الطريق
* إلى أي مدى يمكن للتخطيط الإستراتيجي أن يلعب دوراً في التاثير على ربحية وإنتاجية المؤسسات؟
- يلعب التخطيط الإستراتيجي دوراً مهماً في إعداد خارطة طريق واضحة للإدارات، لتحقيق أهدافها مع تحديد متطلباتها من حيث الموارد والميزانية بالتعاون مع الإدارة المالية في البنك، ما يعمل على زيادة الكفاءة التشغيلية، ويرفع من إنتاجيته، في وقت قد يؤثر التأخير في تنفيذ الخطط الإستراتيجية سلباً على الربحية والإنتاجية في المستقبل.بنك رائد.
* كيف تنظرون إلى كون «بوبيان» أول بنك يحصل على موافقة «المركزي» في هذا الصدد، وتولي هذه المسؤولية من سيدة كويتية؟
- يعتبر «بوبيان» بنكاً رائداً في مواكبة التطورات في القطاع المصرفي، وقد أثبت خلال السنوات العشرة الأخيرة جدارته، وزاد جميع حصصه السوقية، كما تفوق تقنياً على مستوى البنوك الكويتية، ما أهلّه للحصول على أرفع الجوائز العالمية، وأبرزها جائزة أفضل بنك اسلامي في العالم في مجال الخدمات المصرفية الرقمية من «غلوبال فاينانس» للسنوات الخمس الأخيرة.
وقد تكونت قناعة لدى مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية، بأهمية وجود جهاز للتخطيط الإستراتيجي داخل البنك في الفترة السابقة، لمواجهة المتغيرات السريعة في الاقتصاد والقطاع المصرفي، الأمر الذي أدى إلى اختياري لتولي رئاسة التخطيط الإستراتيجي، إذ شكلت فريقاً يضم نخبة من الشباب والشابات الكويتيين في العام 2019 ليكون بمثابة النواة للتخطيط الإستراتيجي.
أضف إلى ذلك، فإن «بوبيان» يعتبر من أعلى الجهات الخاصة في نسبة العمالة الوطنية، والتي وصلت إلى نحو 76.5 في المئة حتى الآن، في وقت يسعى الى استقطاب القيادات النسائية إذ بلغت نسبة الإناث 26 في المئة من إجمالي القوى العاملة على مستوى إداراته.
ولذلك، فليس من الغريب على «بوبيان» أن يستمر في تحقيق النجاحات، بالرغم من الظروف الاستثنائية التي مر بها العالم، إذ حصل على أول موافقة على مستوى البنوك الكويتية من بنك الكويت المركزي، وتم اختياري كأول سيدة كويتية، لمنصب رئيس التخطيط الإستراتيجي لديه.
ومن وجهة نظري فإنها تعتبر مسؤولية كبيرة ووسام فخر للمرأة الكويتية، ونحن أهلٌ لهذه المسؤولية، خصوصاً أن المرأة الكويتية أثبتت نجاحها في مراكز القيادة في مختلف المجالات، وهي تحظى بدعم من الجهات المسؤولة لتحقيق التقدم بشكل عام.
وعلى مستوى البنك، فإن الإدارة التنفيذية ممثلة بنائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي عادل الماجد، وضعت نموذجاً ناجحاً في فن الإدارة، والمرتبط باستقطاب الكفاءات ذات القيمة المضافة للبنك، إذ يتم تعيين الشخص المناسب في المكان المناسب حسب الخبرة في العمل، ولذا كان من السهل عليّ أن أتولى هذه المهمة، في ظل وجود نظام إداري متكامل ومبني على الثقة وتحمل المسؤولية.
ويأتي ذلك بعدما سبق لي أن توليت مناصب قيادية في عملي السابق، ولديّ خبرة واسعة على مدى 20 عاماً، في التعامل مع القيادات، إذ شاركت في مجالس إدارات لشركات محلية وإقليمية، بالإضافة إلى تعاملي المهني مع كبار المسؤولين التنفيذين في البنوك العالمية.
وكوني حاصلة على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال وبكالوريوس هندسة صناعية ونظم، فقد استطعت القيام بهذا الدور على أكمل وجه، نظراً لإلمامي بالخبرة العلمية والعملية في هذا المجال.
وأود أن أقتنص الفرصة لأتقدم بالشكر الجزيل لبنك الكويت المركزي، وعلى رأسه المحافظ الدكتور محمد يوسف الهاشل، على دعمه اللا محدود في استقطاب القيادات الوطنية إلى القطاع المصرفي، وآمل أن نكمل معاً وبكل جهد وإخلاص مسيرة النجاح في القطاع المصرفي في السوق المحلي.
استمرار النمو
* ماذا عن إستراتيجية «بوبيان» للسنوات المقبلة؟
- نعمل في البنك حالياً على تنفيذ خطتنا الإستراتيجية (2023) لتعزيز حصتنا السوقية، ونشير هنا إلى أن أهم أهداف هذه الخطة، تشمل الحفاظ على النمو من خلال الاستمرار في تقديم أفضل الخدمات التي تمتاز بالجودة وعنصر الابتكار، والتركيز على خدمة المجتمع والعملاء وفهم متطلباتهم، وتنفيذ خطة التوسع الجغرافي خصوصاً بعد الاستحواذ على بنك لندن والشرق الأوسط في المملكة المتحدة بداية العام الحالي، فضلاً عن الكشف عن فرص نمو جديدة في إدارة الثروات والأعمال البنكية الرقمية.
داخلية وخارجية
* هل تغيرت إستراتيجية البنوك أو ستتغير بسبب «كورونا»؟
- نعم، تغيرت لعوامل داخلية وخارجية عدة في الفترة السابقة، ومنها انتشار كورونا، ومن جهتي أرى أن أهم تغيير سيكون الاستمرار في الاستثمار بالخدمات الرقمية، التي أثبتت قدرتها على التعامل مع الأزمة الأخيرة، لا سيما في ظل الإغلاق الكامل في معظم دول العالم، والاعتماد على التواصل عن بعد بأشكاله كافة.
وسيتم التركيز على تطوير أدوات إدارة المخاطر وأمن تكنولوجيا المعلومات، واستقطاب الكفاءات في مجالات التكنولوجيا والذكاء الصناعي، لضمان تجربة مصرفية آمنة عبر المنصات الرقمية للبنك.
ولا يخفى على أحد دور البنوك الاقتصادي والاجتماعي، لدعم ومساندة القطاعات المتضررة بجميع السبل المتاحة مع الدولة للخروج من الأزمة بنجاح.
خبرة 20 عاماً
تعتبر المهندسة نوره سليمان الفصام، أول شخصية تحصل على موافقة من بنك الكويت المركزي، لمنصب رئيس التخطيط الإستراتيجي على مستوى البنوك الكويتية، وتمتلك خبرة عملية تزيد على 20 عاماً قضتها في الهيئة العامة للاستثمار وبنك الكويت الوطني في مجموعة الخدمات المصرفية الاستثمارية ثم شركة الاستثمارات الوطنية. وشغلت الفصام منصب مستشار رئيس مجلس الإدارة لشركة الاستثمارات الوطنية، وتولت مسؤولية الإشراف على وضع الإستراتيجيات وتطوير التخطيط الإستراتيجي.
وحصلت الفصام على شهادة الماجستير في إدارة الاعمال من جامعة الكويت، وشهادة بكالوريوس الهندسة الصناعية والنظم مع مرتبة الشرف من جامعة الكويت أيضاً.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}