في صفقة تمويل ضخمة، هي الأكبر من نوعها في الكويت منذ بدء انتشار جائحة كورونا، وقعت مؤسسة البترول الكويتية مع البنوك المحلية مؤخرا قرضا مجمعا بقيمة مليار دينار ما يعادل 3.2 مليارات دولار، لمدة 15 عاما وبفائدة متغيرة.
وقال مصدر مسؤول لـ«الأنباء» ان بنك الكويت الوطني قاد تحالف البنوك التقليدية في القرض بنحو 600 مليون دينار، فيما قام بيت التمويل الكويتي «بيتك» بالتنسيق مع البنوك الاسلامية المحلية لجمع 400 مليون دينار، مشيرا الى ان أغلب البنوك المحلية شاركت في التمويل.
وذكر المصدر ان البنوك المحلية أثبتت قدرتها في توفير المبلغ الضخم للقرض في هذا التوقيت الحساس لتلبية احتياجات مؤسسة البترول الكويتية في تطوير مشاريعها الانتاجية ضمن استراتيجية 2040.
وقال ان مؤسسة البترول الكويتية تلعب دورا محوريا في الاقتصاد الوطني كونها جزءا لا يتجزأ من مالية الدولة من حيث تعزيز إيراداتها او من حيث السمعة المالية، حيث ان سمعة المؤسسة توثر على سمعة المالية العامة للدولة والعكس صحيح.
من جهة أخرى، قالت مصادر مصرفية لـ«الأنباء» إن تمويل الشريحة التقليدية والاسلامية في القرض المجمع لمؤسسة البترول تأكيد جديد لقدرة البنوك المحلية على توظيف منظومة علاقاتها المحلية في القطاع المصرفي والثقة الكبيرة في إدارة وتمويل المشاريع النفطية الكبرى.
وأضافت ان مشاريع القطاع النفطي لها قيمة اقتصادية كبيرة ودور محوري في تنمية ثروة الكويت الأولى وهي النفط.
وأشادت المصادر بالمشاركة الإيجابية والتنسيق الرفيع في الصفقة بين «الوطني» و«بيتك» والذي أكد نجاح القطاع الخاص في أداء دور في جهود التنمية ودفع العمل الاقتصادي بالكويت في إدارة وترتيب مثل هذه الصفقات التمويلية الضخمة بنجاح وتفوق ينافس ما يمكن أن تقدمه البنوك الأجنبية الكبيرة.
وذكرت ان اقتراض مؤسسة البترول الكويتية يعتمد على الحالة المالية للمؤسسة وذلك بعد أخذ موافقة مجلس الوزراء في 2019 على أخذ قروض بنكية لتمويل المشاريع الرأسمالية للقطاع النفطي خلال السنوات الخمس المقبلة، وكانت «البترول» تسعى للحصول على قرض بقيمة ملياري دينار إلا ان بنك الكويت المركزي قرر الموافقة على أخذ قرض بمليار دينار فقط.
وقالت ان القرض الذي تم توقيعه يعتبر من افضل العروض التي حصلت عليها «مؤسسة البترول» مؤخرا من ناحية المرونة وكلفة الدين، مشيرا الى ان القرض سيستخدم في تمويل مشاريع نفط الكويت الانتاجية بالإضافة الى مشاريع خاصة بالشركة الكويتية لنفط الخليج.
هذا وتعتبر مؤسسة البترول الكويتية واحدة من أكبر 10 شركات نفطية في العالم، وهي رائدة في توفير طاقة آمنة وموثوقة ونظيفة للأسواق العالمية.
وتسعى المؤسسة في لعب دورها في امن امدادات السوق، وقد رسمت استراتيجية 2040 والتي تطلب إطلاق العديد من المشاريع العملاقة بما في ذلك الاستثمار في نشاط التكرير والبتروكيماويات خارج الكويت، وكذلك بناء مصفاة الزور ومشروع الوقود البيئي، إلى جانب زيادة إنتاج النفط الخام.
ومع ذلك، تنظر وتقيم المؤسسة كل مشروع بصورة منفصلة حيث ان لكل منها خواصها واقتصاداتها وجدواها، مما يمنح المؤسسة القدرة على استكشاف خيارات تمويل مختلفة كقروض المؤسسات أو تمويل المشاريع خارج البلاد من خلال الإقراض على أساس الاحتياطيات والتمويل على أساس التدفق النقدي.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}