دعا أطباء متخصصون، الأهالي إلى تجنب منتج تجاري يتم الترويج له حالياً عبر منصات التسوق الإلكتروني، يأتي على شكل «ساعة يد للتعقيم» متنوعة الأشكال، والالوان، يتم ملؤها بمعقم وتستخدم كبديل عن عبوات التعقيم، حيث يتم الضغط عليها وتخرج قطرات المعقم منها حينما يحتاج الشخص لذلك.
ولاحظ الأطباء أنه يتم تداول «ساعة التعقيم» بكثرة حيث يقبلون على شرائها لأطفالهم الذين قد يسيؤون استخدامها، واستعمالها من باب اللهو واللعب.
وأوضح الأطباء أن هذه المنتجات قد تعطي شعوراً كاذباً للأهل بأن أطفالهم مستمرون في تعقيم أيديهم، ولكن الطفل قد يغفل عن غسل اليدين بالماء والصابون بشكل مستمر، وهي إحدى الوسائل الأساسية للوقاية من الفيروسات عموماً، وفيروس كورونا، كما قد يتم استخدامها بشكل مبالغ فيه، ما يؤذي جلد الطفل، وصحته عموماً.
وأوضح الدكتور عادل سعيد سجواني، أخصائي طب الأسرة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع عضو الفريق الوطني للتوعية بفيروس كورونا المستجد، أن التجارب خلال تعايشنا مع الأزمة أثبتت أن الالتزام بالتباعد الجسدي وتجنب أماكن الازدحام وارتداء الكمامات، تعتبر أهم شروط للوقاية من الإصابة بالفيروس، يلي ذلك التعقيم، مشيراً إلى أنه ضد هذه المنتجات، حيث إن عملية تعقيم اليدين لها مواصفات معينة حتى تقوم بقتل الجراثيم والميكروبات، أهمها أن يحتوي المعقم على منتج كحولي لا يقل عن 60%، كما يجب أن نسأل انفسنا هل الطفل في المرحلة التعليمية الأولى قادر على استخدام هذه المنتجات بشكل صحيح؟ ومن الممكن أن يتعامل الطفل مع هذه المنتجات من باب اللعب نظراً لاختلاف أشكالها، وألوانها، ولا ندري فقد يتم استخدمها بشكل خاطئ، كابتلاعها مثلاً، أو فرك العين بها، أو إفراط استخدامها على الجلد.
وحذر الدكتور خالد عثمان استشاري الأمراض الجلدية في أبوظبي، من الاستخدام المفرط للمعقم من قبل الأطفال الصغار تحديداً، حين يستخدمون هذه الساعات من باب اللعب مع أقرانهم، نظراً لعدم إدراكهم التام بخطورة تعرض الجلد المبالغ فيه للمعقمات، حيث يسبب ذلك جفاف الجلد، وحدوث حساسية شديدة وتقرحات، خصوصاً أن بشرة الأطفال لا تزال حساسة، خصوصاً في الأعمار الأقل من 6 سنوات.
ودعا الى تجنب استخدام معقمات اليدين إن أمكن، حيث يفضل غسل اليدين بالماء، والصابون، عوضاً عن استخدام المعقمات الكحولية، وفي حال استخدامها يتم وضع كمية قليلة من المعقم على اليدين، لأن وضع كمية كبيرة من المعقم تؤدي إلى بطء تبخر المعقم، أو تسربه من على اليد، مشدداً على ضرورة قيام الأهل بالإشراف على الأطفال عند استخدامهم للمعقم، والتأكد من فرك الأطفال أيديهم حتى يجف المعقم.
من جانبها، قالت الدكتورة زينب الجباس أخصائية طب الأطفال في أبوظبي،: «لاحظت انتشار هذه المنتجات مؤخراً بين الأطفال، حيث أصبحت بعض الأمهات يعتمدن عليها، خصوصاً عند ذهاب أبنائهن للمدرسة، وفي اعتقادهن أنها انسب وسيلة للحماية من الفيروس خارج المنزل، إلى جانب الكمامة، لكني أرى أن هذه المنتجات لا تغني بشكل مؤكد عن غسل اليدين بالماء، والصابون، وهو الأساس في عملية التعقيم والوقاية من الفيروسات عموماً، لذلك أرى أنها تعطي شعوراً كاذباً بأنه بديل عن غسل اليدين، على اعتبار أن الطفل لن ينسى تعقيم يديه كلما نظر إلى «ساعة التعقيم» التي يرتديها، ما قد يخلق شعوراً لدى الأطفال بالكسل، وفي قناعتي أرى أن الهدف من مثل هذه المنتجات هو تجاري وتسويقي فقط، ولا يستند إلى أسس علمية».
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}