كشف معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي لــ«البيان» عن أن الهيئة كجزء من استراتيجيتها نحو التحول الرقمي قامت بالعديد من الإجراءات نحو تطوير وتحسين الكفاءات والقدرات في مجال الطائرات من دون طيّار والذكاء الاصطناعي للمهام الرئيسية للهيئة ومن بينها إنتاج وتحلية المياه، لافتاً إلى أن الهيئة تمتلك حالياً أصنافاً متعددة من الطائرات من دون طيّار تقوم بمهام متعددة مثل: الطائرات المائية متعددة المراوح والتي بمقدورها جمع عينات المياه في كل الأوقات أو وفق الحاجة، مع ضمان أعلى درجات السلامة لطواقم العمل، والطائرات ذات الأجنحة الثابتة، والتي يتم استخدامها في مراقبة بقع الزيت ولمسافة تمتد حتى 3 كيلومترات عن الشاطئ مما يساعدنا في الكشف المبكر عن أية ملوثات للمياه، ويساهم في تجنب تأثيرها على جودة المياه المنتجة.
وأضاف معالي سعيد الطاير: كما يتم الاستفادة من الطائرات متعددة الأجنحة في مراقبة البنية التحتية للمحطات بالاعتماد على قدرتها على التصوير الحراري، وهذه الخاصية تساعدنا في الكشف عن الحالة الفنية للعزل الحراري لوحدات التحلية في وقت قصير مما يرفع كفاءة عملية إنتاج المياه، كما يتم استخدام المركبات التي تعمل تحت سطح الماء، والتي يتم التحكم بها عن بُعد لمعاينة البنية التحتية لمآخذ مياه البحر.
وأضاف: كما نقوم بتسخير الذكاء الاصطناعي في توقع وإدارة أداء الممتلكات كاستخدامنا لمنصة PREDIX من شركة «جنرال إلكتريك» لمراقبة أداء المضخات الرئيسية في وحدات التحلية من خلال التطبيقات الذكية مما يساعدنا في الكشف المبكر عن أية أعطال محتملة لتفادي تلك الأعطال ومن ثم تقليل فترات توقف محطات التحلية.
توجيهات سامية
وقال معالي الطاير: تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتوفير بنية تحتية متطورة من الكهرباء والمياه لمواكبة متطلبات التنمية المستدامة في دبي، نعمل على رصد احتياجات المياه في الإمارة بشكل دقيق من خلال تطبيق أفضل الممارسات العالمية واستخدام منهجيات مبتكرة وأدوات حديثة في دراسات توقعات الطلب المستقبلية على المياه تمتد حتى عام 2030.
وبناءً على هذه التوقعات يتم تخطيط وتنفيذ التوسعات في قدرة إنتاج وتحلية المياه لضمان تلبية 100% من احتياجات المياه في الإمارة بشكل آمن وموثوق به مع توفير هامش احتياطي مناسب. كما يتم بشكل مستمر متابعة ورصد التطورات التقنية في مجال تحلية المياه، لاختيار أفضلها من حيث الكفاءة التشغيلية والاقتصادية واستخدام مصادر الطاقة النظيفة لتشغيلها، بالإضافة إلى بذل جهود مستمرة واستخدام أفضل الممارسات العالمية لخفض الفاقد المائي والوصول إلى المستوى الأفضل عالمياً.
التقطير الومضي
وأضاف الطاير: لدينا حالياً 43 وحدة إنتاج مياه تعمل بتقنية التقطير الومضي متعدد المراحل (MSF) وبقدرة إنتاجية إجمالية 445 مليون جالون من المياه يومياً موزعة على 6 محطات D, E, G, K, L, M ووحدة إنتاج مياه تعمل بتقنية التناضح العكسي لتحلية مياه البحر (SWRO) وبقدرة إنتاجية 25 مليون جالون من المياه يومياً، وبهذا تصل القدرة الإنتاجية الإجمالية للمياه في هيئة كهرباء ومياه دبي إلى 470 مليون جالون من المياه يومياً، وذلك في مجمع محطات جبل علي لإنتاج الطاقة وتحلية المياه، والذي يعتبر إحدى الركائز الرئيسية لتزويد إمارة دبي بخدمات كهرباء ومياه ذات اعتمادية وكفاءة وجودة عالية، وتسعى الهيئة لرفع القدرة الإنتاجية الإجمالية للمياه المحلاة في دبي في العام 2030 لتصل إلى 750 مليون جالون يومياً، لمواكبة الزيادة في الطلب على المياه.
وتابع: كما تتوفر لدى الهيئة قدرة إنتاجية من المياه الجوفية لاستعمالها في حالات الطوارئ بالإضافة إلى المياه المخزّنة في خزانات المياه الكبرى في شبكة نقل المياه. كما يتم تنفيذ مشروع لتخزين 6000 مليون جالون من المياه المحلّاة في أحواض المياه الجوفية واستعادتها عند الحاجة لتعزيز المخزون الاستراتيجي، ويجري حالياً العمل على مشروع لربط الشبكات المائية في الدولة لتعزيز أمن المياه وتبادلها خصوصاً في الحالات الطارئة.
دراسة فنية
وأوضح معاليه أن هيئة كهرباء ومياه دبي أجرت دراسة فنية شاملة بهدف تحديد إمكانية حقن وتخزين المياه المحلّاة في أحواض المياه الجوفية واسترجاعها عند الحاجة، تضمنت مسحاً شاملاً للآبار الموجودة في إمارة دبي لتحديد المناطق الملائمة لحقن المياه المحلاة وتخزينها فيها. وقد تم حفر آبار استكشافية وآبار مراقبة لجمع المعلومات اللازمة، بالإضافة إلى دراسات استكشافية جيوفيزيائية وهيدروجيولوجية لتحديد مواقع الأحواض ونوعية المياه والتربة، حيث تم استخدام المعلومات لتطوير نماذج محاكاة المياه الجوفية واستخدامها لتحديد إمكانية الحقن والاسترجاع.
وأضاف: قد أكدت الدراسات إمكانية حقن وتخزين حوالي 6000 مليون جالون من المياه المحلاة في أحواض المياه الجوفية في منطقة محمية المها جنوب شرق دبي.
وقد اكتملت المرحلة الأولى من المشروع، وسيتم استكمال كل أعمال المشروع في عام 2024. ويعتبر هذا المشروع من المشاريع الاستراتيجية المهمة التي تدعم أمن إمدادات المياه في إمارة دبي.
التناضح العكسي
وقال الطاير: من أهم المشاريع التي نعكف على تنفيذها مشروع محطة تحلية مياه البحر بتقنية التناضح العكسي (SWRO) في المحطة «K» في مجمع محطات جبل علي، حيث وصلت نسبة الإنجاز العام في هذا المشروع إلى 79%. ويشهد المشروع حالياً تقدماً ملحوظاً خاصة في أعمال التشطيبات النهائية للمباني الرئيسية والانتهاء من أغلب الأعمال البحرية، كما تم البدء في أعمال التدشين، وذلك بعد نجاح تشغيل أول محولات الطاقة الرئيسية.
وأضاف: يتم تطوير هذه المحطة الجديدة، والتي تعمل بتقنية التناضح العكسي لتحلية مياه البحر (SWRO) وما يلزمها من منشآت أخرى مُلحقة، عن طريق منشآت المعالجة الأولية لمياه البحر ومرحلتين من أغشية التناضح العكسي، فضلاً عن منشآت المعالجة النهائية قبل ضخها في شبكة المياه وذلك لضمان أعلى مستويات الجودة، ومن المتوقع الانتهاء من تدشين هذه المحطة بحلول الربع الأول من عام 2021 للوفاء بمعيار هامش الاحتياطي المحدد للطلب الذروي على المياه.
فصل عملية التحلية
وتابع: تنسجم مشاريع تحلية المياه قيد التنفيذ مع خطط الهيئة لفصل عملية تحلية المياه عن إنتاج الكهرباء والتوجه نحو تقنية تحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية، حيث ساهمت المشاريع الكبيرة التي أطلقتها الهيئة في خفض تكلفة إنتاج الكهرباء عبر الطاقة الشمسية، محطمة الأسعار العالمية في هذا المجال مرات عدة، وتمضي الهيئة في استراتيجيتها لفصل عملية تحلية المياه عن إنتاج الكهرباء والوصول إلى إنتاج 100% من المياه المحلّاة بحلول عام 2030 بمزيج من الطاقة النظيفة يجمع بين مصادر الطاقة المتجددة والحرارة المهدورة، الأمر الذي سيجعل دبي تتجاوز الهدف المحدد عالمياً فيما يتعلق باستخدام الطاقة النظيفة في تحلية المياه.
وقال معالي سعيد الطاير: نتوجه حالياً نحو تقنية تحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية، حيث ساهمت المشاريع الكبيرة التي أطلقتها الهيئة في خفض تكلفة إنتاج الكهرباء عبر الطاقة الشمسية، محطمة الأسعار العالمية في هذا المجال مرات عدة.
ونقوم الآن بتحلية المياه كجزء من الإنتاج المشترك للطاقة والمياه باستخدام تقنية التقطير الومضي متعدد المراحل (MSF) التي تتسم بالكفاءة، وتعتمد على استخدام الحرارة المهدورة الناتجة عن إنتاج الكهرباء لتحلية المياه، بالإضافة إلى استخدام تقنية التناضح العكسي لتحلية مياه البحر (SWRO)، وحققنا أخيراً إنجازاً عالمياً جديداً بحصولنا على أدنى سعر تنافسي عالمي بلغ 0.277 دولار أمريكي للمتر المكعب من المياه المحلّاة في مشروع تحلية المياه بنظام المنتج المستقل في مجمع حصيان، بقدرة إنتاجية تبلغ 120 مليون جالون يومياً، حيث يعد أول مشروع من نوعه يعمل وفق نموذج المنتج المستقل للمياه في الهيئة.
ويتوقع أن يتم الانتهاء من المشروع في عام 2024. وستعتمد هذه المحطة على أحدث التقنيات وأكثرها كفاءة وموثوقية في هذا المجال، بما يسهم في تعزيز شبكة المياه التابعة لهيئة كهرباء ومياه دبي، ويضمن لها توفير إمدادات مستدامة.
وأضاف: في الوقت الحالي نعمل على بناء محطات لإنتاج المياه بواسطة تقنية التناضح العكسي لتحلية مياه البحر (SWRO) نظراً لأنها تحتاج لطاقة أقل مقارنة بتقنية التقطير الومضي مما يجعل هذا الخيار الأفضل لتحلية المياه، خصوصاً في ظل المشاريع الاستراتيجية التي نعكف على تنفيذها لإنتاج الطاقة الشمسية، حيث سيتم الاعتماد على الطاقة الشمسية النظيفة المنتجة في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في عملية تحلية المياه بواسطة تقنية التناضح العكسي لتحلية مياه البحر (SWRO).
حلول ذكية
وأشار الطاير إلى أن الهيئة وشركاءها وعدداً كبيراً من الشركات العالمية تستعرض أحدث التقنيات والحلول الذكية في تحلية المياه وإنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء والمياه، وكذلك حلول الطاقة المتجددة والنظيفة خلال الدورة الثانية والعشرين من معرض تكنولوجيا المياه والطاقة والبيئة (ويتيكس)، والدورة الخامسة من معرض دبي للطاقة الشمسية، واللذان تنظمهما هيئة كهرباء ومياه دبي افتراضياً من 26 إلى 28 أكتوبر الجاري.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}