كشفت شركة المها لتسويق المنتجات النفطية عن خطة طموحة للتوسع والتطوير لتحقيق نقلة نوعية في استثمارات الشركة بدءًا من العام المقبل لمواكبة التغيرات ومتطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية.
وترتكز خطة المها لتسويق المنتجات النفطية على اتجاهين الأول التوسع في السوق المحلية والارتقاء بمحطاتها بتحويلها إلى مراكز خدمة شاملة تلبي احتياجات مرتاديها، والاتجاه الآخر هو الولوج للسوق الخارجية واقتناص الفرص في السوق العالمية لتوسيع استثماراتها وتعظيم إيراداتها.
يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه الشركة أعمالها، حيث أسندت في الأشهر التسعة الماضية عقودا تقدر قيمتها بحوالي 1.4 مليار ريال عماني، كان نصيب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة منها حوالي 95 مليون ريال.
وقال المهندس حمد بن سالم المغدري الرئيس التنفيذي للمها لتسويق المنتجات النفطية: إن الشركة خلال سنواتها الماضية استطاعت أن تستحوذ على حصة جيدة من السوق المحلي بلغت نحو 30 بالمائة بفضل الانتشار الواسع في جميع محافظات السلطنة، حيث بلغ عدد محطاتها 226 محطة لتحقق هدفها الأساسي والمتمثل في أن تكون رفيقة زبائنها حيثما يكونون، لتلبية متطلباتهم، والالتزام بدعم القطاعات الاقتصادية في البلاد وخصوصا القطاع السياحي للنهوض به كجزء من استثماراتها، حيث تتواجد المها ضمن انتشارها الواسع في الأماكن السياحية كالجبل الأخضر ووادي بني خالد ووادي دماء والطائيين وغيرها من الأماكن التي تعتبر قبلة السياح، متجاوزة في ذلك حجم العائد.
وعلاوة على ذلك تسيطر المها على جزء كبير من السوق التجاري فهي المزود الرئيسي لمطار مسقط الدولي والموانئ والعديد من شركات النفط والمؤسسات الحكومية.
التحول إلى مراكز خدمة متكاملة
وأوضح المغدري أن لدى الشركة خطة طموحة للارتقاء بنوعية الخدمات في محطاتها لتفعيلها بشكل يتواكب مع تطلعات الزبائن من خلال إعادة هيكلتها وتحويلها إلى مراكز خدمة متكاملة تشمل إلى جانب محطات الوقود والمنتجات مرافق أخرى ومنها خدمة السيارات ومحلات تسويق وصيدليات ومطاعم سياحية ومقاه وأماكن للصلاة، مؤكدًا أن تلبية متطلبات الزبائن بكل ما يحتاجونها يعد هدفًا أساسيًا بالنسبة لشركة المها لتسويق المنتجات النفطية.
وتعتزم الشركة إدخال نظام جديد لطلب الوقود وهو الطلب المسبق عبر تطبيق المها، ويأتي ذلك كتوفير بديل آخر إلى جانب بطاقات المها مسبقة الدفع، احترازًا في التعامل مع مقدمي الخدمة في المحطات في ظل انتشار فيروس كورونا وتقليل التعامل بالنقود.
وقال: إن الشركة مستمرة في الاستثمار بقطاع بيع التجزئة الذي يعتبر من أهم ركائزها، حيث تهدف إلى زيادة انتشار محطاتها لزيادة مبيعات هذا القطاع.
وتدرس شركة المها لتسويق المنتجات النفطية حاليًا العديد من المواقع الاستثمارية خصوصًا في محافظة مسقط، حيث تخطط لاستغلال موقع استثماري في بوشر ليكون نموذجًا متفردًا كمركز خدمة شامل يتضمن إلى جانب محطات الوقود مطاعم سياحية ومقاه ومرافق أخرى كالصيدليات ومحلات التسوق وإضافة إلى ذلك هناك مواقع أخرى في الغبرة والمعبيلة والخوض.
نظام آلي لضمان الجودة
ولفت الرئيس التنفيذي للمها لتسويق المنتجات النفطية إلى أنه في إطار الاستعدادات لاحتياجات المستقبل والتغيرات المتسارعة من خلال ظهور المركبات الكهربائية فإن الشركة وضعت ضمن خطتها إيجاد منافذ لتوفير الطاقة الكهربائية لتعبئة هذه النوعية من المركبات، إدراكًا من المها للتطورات العلمية والتقنية التي يشهدها العالم بما فيه السلطنة. مؤكدًا أن الاهتمام بالطاقة النظيفة والتي سيتم الاعتماد عليها حتى في تشغيل المحطات وسائر مرافق الخدمة.
وقال: إن الشركة تكرس جهودها للتحول من شركة تقليدية إلى شركة عصرية في إدارة الوقود وربط كل المحطات بنظام آلي مركزي يوفر المعلومات عن الاحتياجات الفعلية في مواقع المها وتحديث البيانات بشكل آلي منتظم ومتابعة العمل أولا بأول. لضمان الجودة واستمرارية الخدمة.
الاستثمار في الأسواق الخارجية
وفي إطار توسيع استثماراتها بالبحث عن فرص في الأسواق الأخرى فان الشركة بصدد الاستثمار في بعض البلدان الخليجية والإفريقية.
وعلق المغدري بالقول: ندرس حاليًا العديد من الفرص في هذه الأسواق، وفي بعضها وصلنا لمراحل متقدمة، ونأمل أن نبدأ أول استثماراتنا مطلع العام القادم. مضيفًا: لدينا خطة للتوسع خارج السلطنة ونطمح في أن نرى المها في بلدان كثيرة، لدينا نظرة مستقبلية للاستثمار تتخطى حدود السوق المحلي ونعمل على تحقيقها.
واستدرك حديثه بالقول: منتجات المها كالزيوت مثلا أصبحت حاليًا تتواجد في كثير من الأسواق الخارجية وهذا يعود إلى الجودة العالية التي تتمتع بها منتجات المها.
1.4 مليار ريال عقود العام الحالي
وكشف المهندس حمد بن سالم المغدري عن حجم العقود التي أسندتها الشركة منذ بداية العام الحالي التي يمتد بعضها لأكثر من عشر سنوات حيث بلغت قيمتها قرابة 1.4 مليار ريال عماني، كان نصيب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة منها حوالي 95 مليون ريال، مشيرًا إلى أن الشركة فتحت الباب أمام المقاولين بعد أن كان سابقًا يتم التعامل مع عدد محدود ليبلغ عدد المقاولين الذين تتعامل معهم الشركة حاليًا 35 مقاولًا.
دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
وقال: إن شركة المها لتسويق المنتجات النفطية تولي اهتمامًا متزايدًا بدعم قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وفي هذا الجانب تنتهج أسلوبًا متفردًا من خلال إسناد عمليات تشغيل المحطات وصيانتها والخدمات اللوجستية الأخرى ومنها النقل والأعمال الإنشائية إلى هذه الشريحة من المؤسسات تنفيذًا لتوجهات الحكومة، منوهًا في هذا الصدد إلى أنه بالرغم من أن لدى الشركة أسطولا يتضمن قرابة 21 ناقلة إلا أنها تعتمد في نقل منتجاتها على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ليبقى أسطول الشركة لأوقات الطوارئ.
ويبلغ عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي أسندت إليها شركة المها لتسويق المنتجات النفطية أعمالًا أكثر من 20 مؤسسة. مؤكدًا أن الشركة ماضية في التنسيق مع مؤسسات أخرى لإدارة الأصول والمحلات التجارية.
تأثيرات كورونا
وواجهت شركة المها لتسويق المنتجات النفطية كغيرها من الشركات تحديات كبيرة بسبب مرض فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» والإجراءات الحكومية للحد من آثار الجائحة، فقد تأثر الأداء وتراجعت المبيعات بشكل لافت سواء في قطاع البيع بالتجزئة أو الأعمال التجارية المرتبطة بالمطارات والموانئ والمؤسسات الأخرى.
وخلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي والمنتهية في 30 سبتمبر سجلت الشركة إيرادات قرابة 254 مليون ريال مقارنة بـ352 مليون ريال في الفترة المماثلة من العام الماضي بانخفاض 28 بالمائة، فيما ارتفع بند إيرادات أخرى إلى 1.9 مليون ريال من 1.2 مليون ريال، وبلغ صافي الأرباح 385 ألف ريال مسجلًا بذلك تراجعًا بنسبة 87 بالمائة من 3 ملايين ريال في الفترة نفسها من عام 2019.
إلا أن الشركة تنظر بتفاؤل إلى المرحلة بسبب جائحة كورونا التي أدت إلى انخفاض أداء العديد من القطاعات الاقتصادية فإنه من المتوقع أن يستمر الانخفاض إلى السنة المقبلة مع انحسار الجائحة والتغلب على آثارها، مؤكدة الخروج بنتائج إيجابية لتكون أكثر استعدادًا في التعامل مع مثلها مستقبلا.
وقال المغدري: إن الجائحة أثرت على سوق المبيعات بشكل كبير خصوصًا في الأيام التي فرض فيها منع الحركة، وكذلك غلق المطارات وتقليص الحركة، لقد فقدنا جزءًا كبيرًا من المبيعات،حيث وصل الانخفاض في بعض الأماكن إلى 50 بالمائة، ولكن الأمور بدأت تتحسن مع عودة النشاط إلى السوق.
90 % نسبة التعمين
وتعتمد المها لتسويق المنتجات النفطية على الكوادر الوطنية، حيث بلغت نسبة التعمين لدى الشركة قرابة 90 بالمائة.
وقال الرئيس التنفيذي: إن التعمين وإحلال الكوادر الوطنية هدف أساسي لدى المها، ونبذل قصارى جهودنا لتأهيلها من خلال التدريب المتواصل بغية الوصول إلى 100 بالمائة في القريب العاجل، مشيدًا بالإمكانيات التي يتمتع بها الكادر الوطني واستعداداته على القيام بما يطلب منه على اكمل وجه، مضيفًا: إن الوظائف القيادية في الشركة يشغلها عمانيون وأثبتوا وجودهم وإمكانياتهم في الارتقاء بالعمل.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}