أكدت وزارة التربية والتعليم أن شهادات العام الدراسي لهذا العام لن تحمل ختم «التعلم عن بُعد»، في ظل منظومة التعليم الحالية التي فرضتها جائحة «كوفيد-19»، وبعد أن اختار الطلاب البقاء في المنازل والدراسة «أونلاين»، أو وفقاً لمنظومة التعليم «الهجين»، وأوضحت أن شهادة نهاية الفصل الدراسي ستكون عادية كما كانت في السابق، فيما أشاد أولياء أمور وطلبة بموقف الوزارة، معربين تقبلهم بشهادات مختومة «تعلم عن بعد»، نظراً للظروف الطارئة التي يشهدها العالم.
من جانبه، أبدى ولي أمر طالبَين بالصفين: السادس والتاسع محمد عبدالحفيظ، تخوفه من احتمالية صدور شهادة نهاية العام الدراسي لابنيه ممهورة بختم التعلم عن بعد، وأوعز بأن صدور شهادة بهذا الختم تخلط بين نظام التعليم عن بعد في السابق، والنظام التعليمي الحالي، جراء أزمة جائحة كورونا العالمية.
وتساءل: هل ستحمل الشهادة صيغة التعلم الذي مر به الطالب خلال العام الدراسي (حضوري، أو عن بعد، أو هجين)، متخوفاً من تأثير ذلك في المراحل التعليمية المقبلة لأبنائه.
وأكد ولي الأمر ياسر سعدالله، أن لدية ثلاثة أبناء وعلى يقين بأن وزيارة التربية والتعليم في الإمارات، وأيضاً الجهات التعليمية بالدولة العربية تتخذ القرارات والإجراءات التي تصب بالمقام الأول في مصلحة الطالب ومستقبله، وذلك قياساً على كل قرارات الوزارة خلال الفترة الماضية، والتي أثبتت أن الطالب واستقرار المنظومة التعليمية، الأهم لديها.
وتساءل سعد الله: بما أن النظام السائد حالياً للتعليم هو التعلم عن بعد، هل ستشير الشهادات الدراسية بنهاية العام إلى هذا النظام؟ أم ستكون الشهادة عادية وغير متأثرة بأزمة كورونا على الطلبة وحضورهم بالمدارس؟ خاصة أنه لضمان سلامة الطلبة والأسر والمجتمع بأسره، عملت الوزارة والجهات المختصة على تنظيم العملية التعلمية، وفق إجراءات وتدابير تضمن حماية الجميع في ظل (كوفيد-19).
ظرف استثنائي
بدوره، أكد مدير مدرسة فيكتوريا الدولية الإنجليزية أمين النظامي، أن شهادات الطلاب ما زالت عادية وعلى سابقتها حتى الآن، ولم يرد أي توجه بأن تكون هذه الشهادات بختم «التعلم عن بعد»، وأن هناك العديد من الطلاب اختاروا نظام «الهجين»، وكانت الدراسة بين منظومتين في المنزل والمدرسة، ما يجعل الشهادات عادية جداً ولا يجوز ختمها بختم غير السابق.
وأضاف أن نظام التعليم عن بعد بجملته لا يمكن إنكاره أو التقليل منه، بل هناك جهات عالمية تعتمده ويشهد لخريجيها بالتميز والتفوق، وإنما هناك جهات غير معتمدة ذات سمعة أساءت للتعليم عن بعد.
ونوه مدير مدرسة سما الأمريكية في الشارقة حسان صباح، بأن شهادات التخرج ونهاية العام الصادرة من المدرسة ستكون كما بالسابق، ولا يوجد أي توجه بتغييرها أو وضع ختم «التعلم عن بعد»، لأنه في الواقع نظام «هجين» ومنظومة تعليمية فرضتها الظروف العالمية، حرص الجميع على العطاء والإخلاص فيها، لتمر المرحلة على الطلاب والكادر التعليمي بسلام.
وبين أن فكرة أن تحمل الشهادة ختماً يفيد بالتعلم عن بعد لا يقلل من مستوى التحصيل أو الدرجات التي حصل عليها الطالب، طوال العام الدراسي الاستثنائي الذي تعايش معه الجميع، وبالتالي لا يقلل أيضاً من شهادات نهاية الفصل أو العام الدراسي، وخاصة أن الجميع في ظرف استثنائي طارئ موحد.
التعليم عن بعد
من جانبه، يقول ولي أمر لأربعة طلاب في صفوف دراسية في إحدى المدارس التي تطبق المنهاج البريطاني بالشارقة محمد عبدالله بن درويش، إن الأمور الدراسية وواقع التعليم وتأثيره على الطلاب تغير كثيراً بالطارئ الجديد «وباء كورونا»، الذي حل علينا منذ الفصل الدراسي الثالث في العام الدراسي الماضي.
وأضاف أنه في الماضي لم يكن يخطر ببال أحد أن تكون منظومة التعليم بهذه الطريقة، وبات الجميع يدرس «عن بُعد» في مرحلة معينة وبنظام «الهجين» في مراحل أخرى، وبالتالي أصبح من المقبول أن تصدر شهادة مختومة بختم «تعلم عن بعد».
وذكر بن درويش أنه كغيره، عليه أن يسلم بشهادة نهاية العام التي ستصدر من مدرسة أبنائه، وليس أمامه أي خيار آخر طالما أن الأمر عام ولا يوجد فيه اختيار، مضيفاً أنه أمر طارئ وقع كل العالم، وبالتالي لا ضرر نفسياً أو تعليمياً منه.
شهادة ليست معيبة
وأوضح ولي الأمر حاتم مصطفى، أن لديه ابنه في مدرسة تتبع المنهاج البريطاني بدبي، وكان الوضع في السابق مختلف وكان الغالبية ينظرون لشهادات التعليم عن بعد أنها أقل شأناً وقدراً من الحضورية، التي بذل فيها الكثير من عناء الانتقال والحضور والتعايش، مضيفاً أن أزمة «كوفيد-19» منحت شهادات «التعلم عن بعد»، مصداقية وقوة أكبر وفرضتها بصورة عامة على الجميع، وبالتالي من العادي أن تكون الشهادة أيضاً مختومة بـ«عن بعد»، لكنه يفضلها أن تكون شهادة عادية لابنته.
وأكد ولي أمر لديه 3 أبناء في مدرسة خاصة بدبي عبيد عبدالله السركال، أن التعليم خلال المرحلة الحالية أنصف منظومة الدراسات والتعليم عن بعد والتي كانت معتمدة لدى الكثيرين، وكان هناك من لا يؤمن بها أو يقدرها بالصورة الكافية، ويعتبرها وسيلة سهلة للحصول على شهادات ودرجات علمية كبيرة، لا ترقى لمستوى الشهادات التي كان يداوم طلابها في مدارسهم وجامعاتهم.
وأشار إلى أن «التعليم عن بعد» عم البلاد وبات خياراً للجميع، وأصبح أكثر جدية ممّا كان يقدَّم في السابق، وبالتالي باتت فكرة أن تحمل شهادات التخرج ختم «التعلم عن بعد» ليست معيبة أو منتقصة، ولا يمكن أن ينكرها أو يقلل من شأنها أحد، سواء مدرسة أو جهة عمل أو حتى أصحابها.
أمر عام
من جهته، قال الطالب في إحدى المدارس الخاصة بدبي محمد عبدالرحمن السري، إن ختم شهادة العام الدراسي بشعار «التعلم عن بعد» لا ينتقص من الحاصلين عليها، لأن الأمر كان فرضياً على الجميع، مضيفاً: «سعدت بقرار وزارة التربية والتعليم بأن الشهادات ستكون عادية ولن تحمل هذا الختم».
وأفاد الطالب في الصف الثاني عشر بمدرسة خاصة بدبي زيد أحمد نواس، بأن ختم «التعلم عن بعد» إن كان فرضياً وفقاً للظروف الحالية فهو أمر استثنائي، وأنه شخصياً متقبل للختم طالما الأمر عام ولا يخصه فقط.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}