نبض أرقام
03:15 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/24
2024/11/23

القرار الصعب يقترب .. من يحصل على اللقاح أولاً؟

2020/11/18 أرقام - خاص

بدأ العالم يلتقط أنفاسه أخيراً مع تتابع إعلان الشركات عن تطوير لقاحات فعالة ضد فيروس "كوفيد-19" بعد أن أودى بحياة ما يزيد على 1.3 مليون شخص حول العالم.

 

لكن مع انتهاء المرحلة الأولى من الأزمة، تحول اهتمام الجميع إلى الخطوة التالية والمتمثلة في تحديد ترتيب توزيع اللقاح المرتقب بعد بدء تصنيعه.

 

 

الإنقاذ والخطة الأقرب

 

- أعلنت شركة "موديرنا" أن النتائج الأولية لتجاربها أظهرت أن اللقاح المحتمل ضد فيروس "كورونا" أثبت فاعلية بنسبة 94.5% لمنع العدوى بالوباء.

 

- قبل أيام قليلة، خرجت شركتا "فايزر" و"بيونتيك" لإعلان نتائج المرحلة الأخيرة للتجارب السريرية والتي كشفت فاعلية للقاحهما المحتمل تتجاوز 90%.

 

- مع انتظار حصول اللقاحات المحتملة على موافقة الجهات التنظيمية في الدول الكبرى، بدأ الجدل حول الخطوات التالية والتي ستشمل النقل والتوزيع حول العالم.

 

- بديهياً، لن تكفي اللقاحات المتوقع إنتاجها بداية من شهر ديسمبر على الأقرب لتطعيم كل سكان العالم في آن واحد أو حتى في أوقات متقاربة، بسبب عوامل الطاقة الإنتاجية والنقل والتوزيع.

 

- تتوقع "فايزر" وشريكتها الألمانية "بيونتيك" إنتاج 50 مليون جرعة من لقاحهما هذا العام و1.3 مليار جرعة في العام المقبل، في حين تعتقد "موديرنا" بقدرتها على توفير 20 مليون جرعة في 2020 ونحو مليار جرعة في العام القادم.

 

- بالفعل، استعدت عدة دول لفكرة ضرورة تحديد الأكثر أولوية بين السكان للحصول على اللقاح، عبر إعلان قائمة للفئات التي من المتوقع أن تتلقى التحصين المبكر من "كورونا".

 

- من الطبيعي أن يتصدر سكان وموظفو دور الرعاية قائمة الأكثر أولوية للحصول على اللقاح المنتظر، يليهم العاملون في مجال الرعاية الصحية والخطوط الأمامية للتعامل مع الفيروس.

 

 

- تتمثل الخطة الحالية في منح عامل العمر الأولوية التالية في قائمة التطعيم، فالأكبر سناً سيحصل على اللقاح أولاً نزولاً لمن هم في سن أقل.

 

- ترى لجنة التطعيم والتحصين في المملكة المتحدة أن تصميم برنامج مبسط قائم على عامل السن لاختيار أولوية منح اللقاح من المرجح أن يؤدي لتسليم أسرع واستيعاب أفضل لدى أولئك المعرضين للخطر الأعلى.

 

- من شأن هذه الخطة أن تكون أسهل من الناحية اللوجستية، بالإضافة إلى أنها تستهدف الأفراد الذين يعانون من مخاطر مرتبطة بالعمر مثل أمراض القلب والسكري وغيرهما.

 

- في الولايات المتحدة، هناك اتفاق عام على أن العاملين في مجال الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية يجب أن يكونوا أول من يتلقى اللقاح، لكن المجموعة التالية لا تزال غير محددة وما إذا كان الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بالمضاعفات الصحية مثل كبار السن ومعتلي الصحة أم مقدمي الخدمات الأساسية.

 

 

- من المنتظر أن تعقد لجنة خاصة تابعة لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة اجتماعا في الأسبوع المقبل لتحديد القائمة النهائية لأولوية توزيع اللقاح في البلاد.

 

الشباب في ذيل القائمة

 

- تضع معظم الجهات الصحية المسؤولة في دول العالم الفئة العمرية الأقل من 50 عاماً في آخر قائمة المستحقين للحصول على اللقاح، باعتبارهم أكثر قدرة على تجاوز المرض.

 

- ترى كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية "سوميا سواميناثان" أن الشباب لن يحصلوا على اللقاح على الأرجح قبل عام 2022، مع الاتجاه لمنح العاملين في قطاع الصحة وكبار السن أولوية التطعيم.

 

- رغم أن منظمة الصحة العالمية لم تعلن رؤيتها الخاصة بتفاصيل الأولويات الخاصة بتلقي اللقاح، فإنها ترجح أن حماية كبار السن والفئات الأكثر تعرضاً للعدوى تمثل الخيار الأول في الأزمة.

 

- لكن على الجانب الآخر، يجادل البعض بأن الشباب يمتلكون حياة اجتماعية أكثر نشاطاً، وبالتالي هم أكثر احتمالية للعدوى بـ"كوفيد-19" ومن ثم التسبب في إصابة الآخرين به، ما يجعلهم بمثابة ناقل نشط للفيروس.

 

 

- تبرز الحجة الخاصة بمنح الشباب الأولوية في الحصول على اللقاح في أن حماية صغار السن من تلقي العدوى بالفيروس ستعني ضمنيا حماية باقي فئات المجتمع والوصول لمناعة القطيع.

 

- لا يزال من غير الواضح المدى الزمني للمناعة من الفيروس والتي يمنحها للقاح المحتمل، وهو ما سيكون له أثر في تحديد أولوية توزيع اللقاح بين الفئات العمرية المختلفة.

 

- يتوقف الأمر أيضاً على عدد اللقاحات التي سيتم تطويرها وتوزيعها، مع حقيقة أن هناك 8 لقاحات أخرى – تضاف إلى لقاحي فايزر وموديرنا - في طور التجربة الأخيرة حالياً، ما قد يقلص الوقت المطلوب لتطعيم عدد أكبر من سكان العالم.

 

وجهات نظر مخالفة

 

- رغم منطقية وأخلاقية الاقتراحات الخاصة بضرورة حصول كبار السن بشكل خاص على اللقاح أولاً، فإن هناك وجهات نظر أخرى تخالف هذا الرأي.

 

- حتى عقد مضى، كان الاتجاه الغالب دائماً يتمثل في حصول كبار السن والمرضى الذين يعانون من ظروف صحية صعبة على أولوية تلقي أي لقاح جديد، لأن حدوث العدوى قد يعني بالنسبة لهم حكماً بالإعدام.

 

- لكن هذا التوجه شهد إعادة نظر في عام 2009 بعد نشر ورقة بحثية في مجلة "ساينس" أشارت إلى أن مسؤولي الصحة الذين يتعاملون مع إمدادات محدودة لأي لقاح يمكن أن يمنعوا تفشي المرض والوفاة عن طريق تطعيم الفئات الأكثر عرضة لنقل المرض وليس للمعرضين للضرر الأكبر في حالة الإصابة.

 

 

- في الاتحاد الأوروبي، تظهر وجهات نظر مختلفة بشأن الفئات الأولى بالحصول على اللقاح المحتمل أولاً، مع تباين تجارب كل دولة خلال الموجة الأولى للوباء التي ضربت القارة العجوز في مارس الماضي.

 

- في فرنسا مثلاً ورغم وجود نقاط التقاء ملحوظة مع وجهة النظر المعلنة في المملكة المتحدة، فإن هناك أيضاً اختلافا في الرؤى بشأن قائمة أولويات توزيع اللقاح على السكان.

 

- تتفق الجهات الصحية في فرنسا على ضرورة وضع العاملين في مجال الرعاية الصحية في صدر قائمة الأولوية، لكن الاختلاف يظهر في منح الأولوية للمهن عالية الخطورة مثل عمال المتاجر وموظفي المدارس والنقل وعمال الضيافة وكل من يتعامل مع الجمهور بشكل كبير ومباشر.

 

- التوجه الفرنسي كان له ما يبرره بالنظر إلى أن الموجة الأولى للوباء شهدت معدلات وفاة مرتفعة بشكل خاص بين بعض المهن مثل السائقين والذين كان معظمهم تقل أعمارهم عن 50 عاماً.

 

- قد نشهد تغيرات لكل النصائح والتفضيلات الخاصة بأولوية توزيع اللقاح، مع ظهور مزيد من المعلومات عن تجارب اللقاحات المحتملة والتي ستشكل صورة أكثر وضوحا عن الفاعلية والأمان والاعتبارات اللوجستية.

 

- الواقع أنه برغم كل شيء، فإن الأمر المؤكد هو أن العالم سيضطر لمواجهة أشهر الشتاء الصعبة وربما ما بعد ذلك دون لقاح فعال.

 

المصادر: أرقام – منظمة الصحة العالمية - وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية البريطانية - بي بي سي –  فاينانشيال تايمز – سي إن إن – ذا كونفرزيشن – سي نت

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.