نبض أرقام
02:22
توقيت مكة المكرمة

2024/07/28
2024/07/27

بفضل 80 ألف موظف يعملون في البحث والتطوير فقط .. العالم مضطر للدفع لـ"هواوي" ليحصل على الـ5G

2020/11/27 أرقام - خاص

أكثر من 194 ألف موظف يعملون لدى عملاق الاتصالات الصيني "هواوي"، ما يقرب من 80 ألفًا منهم يعملون في قسم البحث والتطوير فقط! تولي "هواوي" البحث والتطوير أهمية أكثر من أي شركة في العالم، وذلك في إطار حرصها على إيجاد موطئ قدم لنفسها في سوق تكنولوجيا الاتصالات العالمي أمام منافسيها الغربيين.

 

 

بعد أن أنفقت 19.3 مليار دولار على البحث والتطوير في عام 2019 وهو ما يمثل 13% من إيراداتها في ذلك العام، عادت "هواوي" ورفعت ميزانية البحث والتطوير في العام الجاري لتصل إلى 20 مليار دولار، وهو ما يتجاوز بكثير مجموع ما ينفقه أبرز منافسي الشركة الصينية في سوق معدات الاتصال وبالأخص "نوكيا" الفنلندية" و"إريكسون" السويدية.

 

أكبر محفظة من براءات الاختراع

 

بفضل تسخيرها لهذا الكم الهائل من الموارد المالية والبشرية لصالح قسم البحث والتطوير في الشركة، أصبحت "هواوي" اليوم صاحبة أكبر محفظة في العالم من براءات الاختراع الخاصة بتقنية الجيل الخامس أو الـ5G، مما يضمن للشركة الصينية الحصول على أموال من دول كثيرة حول العالم في مقدمتها الولايات المتحدة مقابل حقوق استخدام تلك البراءات.

 

تمتلك "هواوي" إلى جانب خمس شركات أخرى وهي "سامسونج" و"إل جي" الكوريتان الجنوبيتان و"نوكيا" الفنلندية و"إريكسون" السويدية و"كوالكوم" الأمريكية – معًا أكثر من 80% من براءات الاختراع الخاصة بشبكات الجيل الخامس، "هواوي" وحدها تسيطر على 19% من تلك البراءات.

 

هذه الإحصاءات قد تبدو مُحرجة للرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الذي حاولت إدارته بشتى الطرق محاصرة "هواوي" ليس في الولايات المتحدة، وإنما في دول أخرى كبيرة مثل بريطانيا التي أقنع رئيس وزرائها بحظر معدات "هواوي" في البلاد، فضلًا عن فرض الحكومة الأمريكية حظرًا على الشركة الصينية يمنعها من الوصول الكثير من المكونات الإلكترونية المهمة المصنعة من قبل شركات أمريكية.

 

 

ولكن حتى لو تعاقدت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا مع شركات أخرى من أجل مساعدتها في بناء شبكات الجيل الخامس، فلا يزال يتعين على واشنطن ولندن وغيرهما من العواصم دفع المال لهواوي من أجل حقوق استغلال براءات الاختراع الخاصة بها.

 

والجدير بالذكر في هذا الإطار هو أن "هواوي" حصلت على أكثر من 1.4 مليار دولار من مستخدمي عدد من براءات الاختراع الخاصة بها، بينما دفعت نحو 6 مليارات دولار لشركات أخرى مقابل استخدامها لبراءات الاختراع الخاصة بها، وذلك بحسب ما كشفته الشركة خلال نزاعها القضائي مع شركة "فيرايزون للاتصالات".

 

في خلال عقد من الزمان

 

في عام 2009 عزمت شركة الاتصالات السويدية العملاقة "تيلياسونيرا" على بناء أولى شبكات الجيل الرابع في العالم في مدينة ستوكهولم، ولبناء هذه الشبكة وقع اختيار الشركة السويدية على شركة معدات الاتصال الصينية "هواوي" والتي لم تكن معروفة خارج الصين في ذلك الوقت.

 

بفضل هذه الصفقة، تمكنت "هواوي" في نفس السنة من توقيع عقد مع الحكومة النرويجية تقوم بموجبه الشركة الصينية باستبدال شبكة الاتصالات الخاصة بالبلاد بالكامل، والتي كانت مبنية في الأصل من قبل "إريكسون" و"نوكيا"، وحينها تمكنت الشركة الصينية الواعدة من بناء الشبكتين وتسليمهما قبل الموعد المحدد وفي حدود الميزانية المتفق عليها.

 

 

يرى كثير من الخبراء أن ذلك العام كان بمثابة اللحظة التي بلغت فيها "هواوي" سن الرشد في صناعة الاتصالات العالمية، لم تعد "هواوي" مجرد شركة صينية تحاول الحصول على أي حصة في السوق من خلال حرق الأسعار أو سرقة حقوق الملكية الفكرية، بل تمتلك الشركة الصينية اليوم أحدث التقنيات الموجودة في صناعة معدات الاتصال، بفارق كبير عن "نوكيا" و"إريكسون" اللتين كانتا في وقت من الأوقات ملء السمع والبصر.

 

في السنوات الأخيرة بدأت الكثير من الحكومات تدرك أن "هواوي" ليست البديل الأرخص سعرًا فحسب، بل الأكثر جودة أيضًا بفضل التطور السريع الذي حققته على مدار العقد الماضي، والذي لا يمكن إنكار أن الحكومة الصينية كان لها دور كبير فيه حتى لو كان غير معلن، وذلك من خلال تقديم مليارات الدولارات من الإعانات وخطوط الائتمان للشركة، مما جعلها قادرة على أن تنفق على البحث والتطوير مبالغ هائلة.

 

 

وبفضل جهود "هواوي" أصبحت الصين للمرة الأولى في تاريخها الحديث في وضع يمكنها من السيطرة على أهم تقنية في العالم الآن وهي تقنية الجيل الخامس.

 

ومن المتوقع أن تصبح هذه التقنية هي عصب الحياة بشكل عام في السنوات المقبلة، فمن خلال السرعة الفائقة لنقل البيانات التي توفرها هذه التقنية سيصبح بإمكاننا ربط كل جهاز في العالم بالإنترنت، بدايةً من الصواريخ وانتهاء بالأجهزة المنزلية.

 

ستكون الـ5G بمثابة المحرك الأساسي للاقتصاد العالمي، وإذا استمرت "هواوي" في صعودها الحالي، فإن بكين وليس واشنطن هي التي ستكون صاحبة اليد العليا في هذا السوق.

 

أخيرًا، إن قدرة "هواوي" على اختراق ما كان يعتبر حتى وقت قريب ملعبًا حصريًا للاقتصادات الغربية المتقدمة أحدثت حالة من حالات الصدمة ليس في الصناعة فقط ولكن في العواصم الغربية ذاتها.

 

 

المصادر: أرقام – فورين بوليسي – بلومبرج – فايننشيال تايمز

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة