أظهرت أحدث بيانات مؤشر مديري المشتريات لدولة قطر أن اقتصاد شركات القطاع الخاص غير المرتبط بالطاقة، قد أنهى العام 2020 بتسجيل معدل نمو جديد أعلى من متوسط الدراسة على المدى الطويل.
وبحسب بيان لمركز قطر للمال، فإن إجمالي النشاط التجاري لشركات القطاع الخاص القطري غير المرتبط بالطاقة قد ارتفع بوتيرة ملحوظة نسبيا، ليستمر الاتجاه الذي ظهر مع التوسع السريع في شهري يوليو وأغسطس نظرا لاسترداد النشاط الاقتصادي عافيته من الركود الناجم عن فرض إجراءات الإغلاق للحد من تفشي جائحة كورونا "كوفيد-19" خلال الربع الثاني من العام 2020.
وشهدت الطلبات الجديدة نموا بمعدل أعلى من متوسط الدراسة على المدى الطويل، فيما سجلت الأعمال غير المنجزة أعلى ارتفاع لها منذ يوليو من العام 2018، ما يشير إلى تزايد ضغط الطلب على القدرة الإنتاجية للشركات، كما واصلت الشركات زيادة معدلات التوظيف ورفع الرواتب، بينما استمرت أسعار مستلزمات الإنتاج بالانخفاض في المتوسط، الأمر الذي سمح للشركات بالحفاظ على استقرار أسعار السلع والخدمات.
وأفاد البيان ، بأن مؤشر مديري المشتريات الرئيسي قد سجل 51.8 نقطة في شهر ديسمبر من العام 2020، منخفضا بدرجة طفيفة عن قراءة شهر نوفمبر البالغة 52.5 نقطة، موضحا أن هذه القراءة تتماشى مع متوسط المؤشر خلال الربع الرابع من العام 2020 والبالغ 51.9 نقطة، وتتجاوز بكثير مستوى الاتجاه على المدى الطويل البالغ 49.6 نقطة.
وأشارت هذه القراءة إلى إنهاء شركات القطاع الخاص غير المرتبط بالطاقة العام 2020 بتسجيل معدل قوي، بينما لا تزال جميع المكونات الخمسة لمؤشر مديري المشتريات، تسجل مستويات إيجابية.
ووفقا لبيان مركز قطر للمال، فقد استمر إجمالي النشاط التجاري بالتوسع بمعدل قوي نسبيا في شهر ديسمبر من العام 2020، وكان معدل التوسع في النشاط التجاري طيلة الربع الرابع من العام 2020 هو الأعلى منذ الربع الأول من العام 2018، باستثناء التعافي الذي شهده الربع الثالث من العام 2020 بعد تخفيف إجراءات الإغلاق، في حين استمرت الطلبات الجديدة بدعم النمو الإجمالي للنشاط التجاري، حيث كان مستوى الطلب قويا بدرجة كافية لرفع مستويات الأعمال غير المنجزة، علما أن معدل نمو الأعمال غير المنجزة كان هو الأعلى منذ يوليو من العام 2018.
وعلى مستوى القطاعات الفرعية، سجل قطاع الصناعات التحويلية أعلى معدلات التحسن في الأعمال التجارية طيلة الربع الرابع من العام 2020، تبعته قطاعات الإنشاءات والبيع بالجملة والتجزئة والخدمات على التوالي، فيما سجل قطاع الصناعات التحويلية أعلى معدلات النمو في مستوى الإنتاج للشهر الثاني على التوالي في ديسمبر من العام 2020، الأمر الذي يبشر بأداء قوي للصادرات غير النفطية.
كما ارتفعت معدلات التوظيف في شركات القطاع الخاص غير المرتبط بالطاقة في قطر في ديسمبر، وخصوصا في قطاع الخدمات الذي شهد توظيف عدد كبير من الموظفين في وقت رفعت فيه الشركات الأجور والرواتب بمعدل هو الأعلى خلال العامين الماضيين، ويعود ذلك جزئيا إلى القيود الناشئة على القدرة الإنتاجية للشركات نظرا لنقص الأيدي العاملة بسبب القيود المفروضة على السفر للحد من تفشي فيروس كورونا.
وفي إطار المقارنات مع الناتج المحلي الإجمالي الرسمي، يمكن تجميع قراءات مؤشر مديري المشتريات الشهرية على أساس متوسط ربع سنوي، علما أنه ومنذ بدء الدراسة في شهر أبريل 2017، ارتبط مؤشر مديري المشتريات الربع سنوي لـ0.66 نقطة بالتغير السنوي في النسبة المئوية في الناتج المحلي الإجمالي بالقيمة الحقيقية، حيث تعادل قراءة الـ50.0 نقطة في مؤشر مديري المشتريات نموا بنسبة 0.2 بالمئة على أساس سنوي.
وتشير أحدث البيانات الرسمية إلى انخفاض سنوي بنسبة 6.1 بالمئة بالقيمة الحقيقية في الربع الثاني من العام 2020، ما يعكس تأثير إجراءات الإغلاق المتخذة لاحتواء تفشي فيروس كورونا. كما تتماشى بيانات مؤشر مديري المشتريات للربع الثالث من العام 2020 مع الزيادة على أساس سنوي بنسبة 2.7 بالمئة في الناتج المحلي الإجمالي، وتشير بيانات الربع الرابع من العام 2020 إلى زيادة إضافية تصل إلى 1.0 بالمئة.
وتؤكد بيانات مؤشر مديري المشتريات لعام 2020 حتى الآن بأن المسار الاقتصادي لقطر أكثر تماشيا مع ما هو ملحوظ في اقتصادات الصين ودول شرق آسيا التي تشهد انتعاشا حادا سريعا بالمقارنة مع المسار الاقتصادي الملحوظ حاليا للدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.
ويتم تجميع مؤشرات مديري المشتريات لقطر، من الردود على الدراسة من لجنة تضم حوالي 400 شركة من شركات القطاع الخاص، وتغطي هذه اللجنة عدة مجالات تشمل الصناعات التحويلية والإنشاءات والبيع بالجملة والتجزئة، إلى جانب الخدمات، علما أنها تعكس هيكل الاقتصاد غير المرتبط بالطاقة، وفقا لبيانات الحسابات الوطنية الرسمية.
وفي تعليقها على بيانات المؤشر، قالت سعادة الشيخة العنود بنت حمد آل ثاني المدير التنفيذي لتنمية الأعمال بهيئة مركز قطر للمال، إن مؤشر مديري المشتريات لقطر سجل قراءة مرتفعة في شهر ديسمبر من العام 2020، ما يشير إلى أن اقتصاد شركات القطاع الخاص غير المرتبط بالطاقة قد استمر بالتوسع بوتيرة قوية نسبيا.
وأوضحت سعادتها أن الأعمال التجارية قد تحسنت خلال النصف الثاني من العام 2020 بشكل مطرد بعد الركود الحاد الذي شهدته خلال الربع الثاني من العام ذاته بسبب إجراءات الإغلاق المتخذة للحد من تفشي جائحة /كوفيد- 19/، فيما ارتفعت بالإضافة إلى ذلك، كميات الأعمال غير المنجزة بوتيرة هي الأسرع منذ عامين ونصف، الأمر الذي يبشر بالخير في الربع الأول من العام 2021.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}