"سارة الأميري": انتقال مسبار الأمل من «مدار الالتقاط» إلى «العلمي» أبريل المقبل

ينتقل مسبار الأمل، بحلول أبريل المقبل، من مرحلة «مدار الالتقاط» حول الكوكب الأحمر، الذي سيدخل إليها في 9 فبراير المقبل، إلى مرحلة «المدار العلمي» للمريخ، وذلك إيذاناً ببدء مهامه العلمية الأساسية، وذلك بحسب معالي سارة الأميري وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة، رئيسة مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، قائدة الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، في مقال لها بمجلة «سكاي آت نايت»، التابعة لشبكة «بي بي سي».

ويواصل مسبار الأمل حالياً، رحلته المُسماة بـ «مرحلة الدخول لمدار المريخ»، والتي سبقها انتهاؤه من مرحلة «الرحلة إلى المريخ»، حيث أجرى خلالها سلسلة مناورات خلال الشهور الماضية بعد إطلاقه، وتم خلالها تشغيل الأجهزة العلمية، وفحصها، للتأكد من أنها تعمل بشكل صحيح، وبكفاءة عالية، تمكنها من أداء مهمتها بنجاح كبير، فيما تشهد «مرحلة الدخول لمدار المريخ»، الحالية، الاقتراب من الكوكب الأحمر بسرعة محددة، وزاوية انحراف دقيقة، تُمكنه من الدخول إلى مداره بنجاح.

وسيعتمد المسبار خلال عملية الدخول، إلى مدار الالتقاط حول المريخ، على إدارة أجهزته بشكل مستقل 100 %، دون تدخل من مهندسي فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، الذين لن يتمكنوا من التعامل مع المسبار، بسبب تأخر الإشارات اللاسلكية الصادرة عنه، التي سوف تستغرق مدة تتراوح بين 13 إلى 26 دقيقة للوصول إلى الأرض.

اتصال مستمر

وعند اكتمال عملية الدخول إلى مدار المريخ، سيكون «مسبار الأمل» محجوباً بواسطة المريخ، وعندما يخرج المسبار من الجانب المظلم للكوكب، ستتم إعادة الاتصال به مرة أخرى، وعندها، يمكن للفريق التأكد من نجاح مناورة الدخول إلى مدار الالتقاط حول المريخ، ولإتمام الدخول الناجح لمدار المريخ، سيحرق المسبار نصف كمية الوقود الموجودة في خزاناته، لإبطائه إلى الحد الذي يسمح بإدخاله في مدار الالتقاط، وستستمر عملية حرق الوقود «إطلاق صواريخ دلتا في»، لمدة 30 دقيقة، لتقليل سرعة المسبار من 121 ألف كيلومتر في الساعة إلى 18 ألف كيلومتر في الساعة.

وسيتمكن مسبار الأمل من إتمام دورة كاملة حول كوكب المريخ، كل 55 ساعة، بدرجة ميل مداري تبلغ 25 درجة، فيما يؤدي مهمته العلمية التي تتعلق بدارسة الغلاف الجوي للمريخ، من مدار علمي، يكون في أقرب نقطة إلى سطحه، على ارتفاع يبلغ 20 ألف كيلومتر، وفي أبعد نقطة، يكون على ارتفاع 43 ألف كيلومتر.

بيانات علمية

وتبلغ عدد مرات اتصال «مسبار الأمل» مع المحطة الأرضية، مرتين فقط في الأسبوع، وتتراوح مدة الاتصال الواحد بين 6 إلى 8 ساعات، ومن المخطط أن ينقل المسبار خلال هذه الفترة، مجموعة كبيرة من البيانات العلمية عن الغلاف الجوي للمريخ، وديناميكياته، وسيصل حجم هذه البيانات بنهاية المهمة، إلى أكثر من 1 تيرابايت من البيانات العلمية، في صورتها الأولية.