قال سعادة السيد أكبر الباكر، الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية إن «القطرية» ستخرج من جائحة كورونا وهي أقوى شركة طيران في العالم، مشيرا إلى مساهمتها بنسبة 11 % في الناتج المحلي الإجمالي للدولة، لافتا إلى أن جواز السفر الصحي الرقمي الذي ستباشر «القطرية» تطبيقه اعتبارا من مارس المقبل تم إطلاقه بالتعاون مع الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا».
وأوضح الباكر خلال لقاء أجراه مع برنامج نبض الاقتصاد على تليفزيون قطر أمس أن جواز السفر الصحي الرقمي سيوفر تجربة سفر آمنة للمسافرين من خلال تطبيق رقمي يخزن نتائج اختبارات فيروس كورونا ومعلومات التطعيمات على الهواتف المحمولة الخاصة بالمسافرين مع تسهيل عملية مشاركة شهادات الاختبار لفيروس كورونا والتحقق من كون اختبار ما قبل السفر أو التطعيم يفي بمتطلبات وجهاتهم وذلك قبل وصول المسافرين إلى المطار، لافتا إلى أن «القطرية» ستقوم بتجربة تطبيق «جواز السفر الرقمي» على متن رحلات الخطوط الجوية القطرية بين الدوحة وإسطنبول.
ولفت أن إعادة فتح المجال الجوي مع دولة قطر من قبل المملكة العربية السعودية، مملكة البحرين والإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية سيوفر على «القطرية» نحو 1.2 مليار دولار عبر تخفيض التكلفة التشغيلية فعندما كان الحصار ساريا.. كانت المسارات الجوية طويلة وكان لدينا المزيد من ساعات الطيران الإضافية والآن الأجواء باتت مفتوحة أمامنا وأصبحنا نطير إلى وجهاتنا عبر طرق أقصر وهو الأمر الذي سينعكس إيجابا على نتائجنا المالية في نهاية السنة المالية.
وأشار سعادته إلى أن هناك فارقا كبيرا بين مساهمة الدولة في شركة طيران وحصولها على مساعدات مالية، فقد حصلت شركات طيران عالمية على مساعدات حكومية تقدر بمليارات الدولارات حيث اتفقت شركات الطيران الأميركية مع وزارة المالية الأميركية لتزويدها بمساعدة مالية بقيمة 25 مليار دولار بالمرحلة الأولى، إلى جانب مساعدات مالية بقيمة 15 مليار دولار أخرى في المرحلة الثانية وذلك على خلفية أزمة كورونا وكذلك حصلت شركات الطيران الأوروبية على مساعدات مالية كبرى عبر حكوماتها وقد تكرر نفس السيناريو لدى شركات الطيران في أميركا الجنوبية والصين أيضا.. لكن في الخطوط الجوية القطرية يبدو المشهد مختلفا فالشركة مملوكة للدولة.. وبالتالي فإن التمويل الذي تحصل عليه لا يمثل مساعدة حكومية وانما استثمار في أسهم الشركة.
وأوضح أن قطاع الشحن الجوي ممثلا في الشركة القطرية للشحن الجوي المملوكة لـ «القطرية» يلعب دورا كبيرا في تعزيز أعمال مجموعة الخطوط الجوية القطرية حيث تباشر المجموعة تنفيذ استراتيجية لتعزيز حضورها بقطاع الشحن الجوي وقبل جائحة كورونا كانت «القطرية للشحن الجوي» بالمرتبة الثانية عالميا.. الآن هي في المرتبة الأولى عالميا واذا نظرنا إلى مسيرة النمو سنجد أن ترتيبنا قبل 5 سنوات كان بالمرتبة الـ22 عالميا في الشحن الجوي والآن نحن في الصدارة وهو ما يعكس القفزة الكبيرة المحققة وخصوصا أن أحدث البيانات المتاحة تكشف عن استحواذنا على حصة 10 % من إجمالي حركة الشحن الجوي عالميا ونخطط حاليا لتحديث اسطول الشحن الجوي ليصبح أكثر كفاءة على صعيد استهلاك الوقود وهو ما يسمح بتحقيق أهدافنا المتعلقة بالحفاظ على البيئة والتزامنا بخفض الانبعاثات الكربونية.
وأشار إلى أن الخطوط القطرية استمرت في عملياتها على قدم وساق في الفترة الماضية بالرغم من تحديات كورونا حيث أظهرت التزامها أمام مسافريها وعملائها لإعادتهم سالمين إلى وجهاتهم بالتزامن مع ريادتها في تطبيق أعلى معايير الإجراءات الاحترازية الوقائية من كورونا.. متابعا: في اكتوبر من العام 2020 قلت إنه لم تظهر بعد نهاية لجائحة كورونا.. وقد أثبتت الايام صحة توقعي في ظل ظهور موجات ثانية وثالثة من الوباء العالمي وهذا سيؤثر بكل تأكيد على قطاع السفر وسيزيح العديد من شركات الطيران حول العالم ولكن الأكثر تأثيرا حاليا هو أن كل حكومة لديها إجراءات وتدابير مختلفة بشأن الحجر الصحي والأمن والسلامة فبعضها يطلب 7 ايام حجرا والآخر 14 يوما وبعضها الآخر أغلق اجواءه بشكل كامل وهو ما يعرقل من حركة الطيران والسفر.. بل ان هناك بعض المسافرين فوجئوا بإغلاق المطارات المتجهين اليها وهم على متن الطائرة وفي منتصف الرحلة.. نحن في الخطوط الجوية القطرية نعتني بمسافرينا ونبذل قصارى جهدنا للعمل على راحتهم وعندما بدأ انتشار الجائحة عالميا في مارس 2020 ومع إغلاق المطارات عالميا طلب الركاب إعادة أموال التذاكر الخاصة بهم لأن هناك مخاطرة تعرقل قدرتهم على السفر وقد استجابت «القطرية» على الفور وقامت بإعادة قرابة 1.6 مليار دولار إلى مئات الآلاف من المسافرين في إطار حرصها على الوفاء بتعهداتها والتزاماتها تجاه المسافرين الذين يودّون تغيير خطط سفرهم بسبب جائحة فيروس كورونا التي أثرت على السفر العالمي بينما قامت شركات طيران أخرى بتجميد أموال تلك التذاكر وبعضها سمح فقط باستعادة قيمة التذاكر عبر قسائم شرائية.
وتابع سعادته قائلا: لم تقم «الخطوط الجوية القطرية» بزيادة أسعار تذاكر السفر خلال جائحة كورونا مقارنة بالأسعار الاعتيادية.. أعلم أن هناك تصورا أن تذاكر الطيران سترتفع.. لكنني أؤكد أن أسعار التذاكر على متن القطرية ستبقى في متناول المسافرين، وفي الوقت الذي أججت فيه جائحة كورونا مخاوف الطيران لدى قطاع من المسافرين فإننا في "القطرية" نبتكر حلولا للتغلب على ذلك حيث قمنا بتدشين أول «جسر جوي آمن للعطلات» بين قطر وجزر المالديف، ويسمح هذا الجسر للمواطنين القطريين والمقيمين بالاستمتاع بعطلة آمنة في 3 منتجعات فاخرة في جزر المالديف قامت الخطوط القطرية بحجزها كاملة دون الحاجة للخضوع للحجر الصحي أو العزل الذاتي عند العودة، واشتملت الباقات التي أطلقتها الخطوط القطرية: تذاكر سفر ذهابًا وعودة بين الدوحة والمالديف على الخطوط الجوية القطرية، وإقامة شاملة تتضمن كافة وجبات الطعام، والنقل من وإلى المطار، وجميع الضرائب والرسوم وقد حاولنا أيضا مع دولتين لن أذكر اسميهما وكلتاهما تشككتا حول السماح للمسافرين من قطر بالقدوم والإقامة ضمن منتجعات مغلقة في بلدانهم.
وأعرب الباكر عن فخره بكون مطار حمد الدولي هو أول مطار في الشرق الأوسط وآسيا يحصل على تصنيف الخمس نجوم في تدقيق تدابير السلامة الخاصة بكورونا في المطارات من شركة «سكاي تراكس».
كما حازت «الخطوط القطرية» ايضا على تصنيف 5 نجوم في تدقيق تدابير السلامة وقد قمنا في مطار حمد باتخاذ إجراءات لم تقم بها معظم المطارات حول العالم كما استثمرنا بشكل كبير في مطار حمد الدولي والخطوط الجوية القطرية فيما يتعلق بالتكنولوجيا والتعقيم والمعدات حتى ان مطار هيثرو في لندن سألنا عن نوعية المعدات التي نستخدمها لتعقيم مطارنا مما يعكس تبنينا لأفضل الإجراءات والتدابير الوقائية من كورونا.
ولفت الباكر إلى أن الخطوط الجوية القطرية قامت بجدولة عمليات استلام الطائرات الجديدة من «بوينغ» و«إيرباص» لنحو 10 أعوام بدلا من الحصول على هذا العدد الكبير من الطائرات خلال فترة بين 3 و4 سنوات وذلك لاستبدال الطائرات التي تخرج من الأسطول ولضمان الحفاظ على حداثة عمر الأسطول وبسبب كورونا فقد قمنا بجدولة استلام الطائرات حتى عامي 2028 و2029 مبينا أن هناك نوعين من الطائرات يتمتعان بكفاءة عالية وهما بوينغ 787 وايرباص A350 ولحسن الحظ يضم اسطول الخطوط الجوية القطرية كلا النوعين وسنقوم بضم بوينغ 777X مستقبلا والتي تعادلهما على صعيد الكفاءة.
ومن ناحية أخرى قال الباكر إن توسعة مطــار حمــد الدولــي تمضي قدما بكل قوة من أجل انهاء جميع أعمال التوسعة قبل حلول مونديال 2022 وستؤدي التوسعة إلى زيادة الطاقة الاستيعابية لمطار حمد إلى نحو 58 مليون مسافر في 2022 على ان تصل إلى 70 مليون مسافر في مرحلة لاحقة بعد عام 2022.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}