نبض أرقام
11:08 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/10/20
2024/10/19

فهم توجهات الاحتيال خلال جائحة "كوفيد-19"

2021/02/23 بيان صحفي

نجح المستهلكون بالتكيف مع المدفوعات الرقمية بالكامل خلال مرحلة تفشي جائحة "كوفيد-19"، فقد بات 78% منهم يحرصون اليوم على استخدام وسائل الدفع هذه نظراً لمخاوف الصحة والسلامة المرتبطة بالمدفوعات النقدية، ويؤكد 48% منهم ابتعادهم تماماً عن المتاجر التي لا تقدم قنوات المدفوعات اللاتلامسية. ورغم أن هذه السلوكيات الجديدة تقدم فرصاً هائلة لتجار التجزئة الحريصين على توفير سبل الدفع الرقمية، إلا أنها لا تخلو من المخاطر.

ففي ضوء تحول المستهلكين للتسوق عبر الإنترنت، سعى المحتالون إلى استغلال التغيير الحاصل في طريقة سداد المستهلكين لمشترياتهم وخدماتهم عبر الإنترنت. وقد أكدت الشركات العالمية تعرضها لنحو 4 آلاف هجوم إلكتروني في المتوسط يومياً منذ بدء جائحة "كوفيد-19"، بزيادة نسبتها 400% مقارنة بفترة ما قبل الجائحة. وفي المقابل، شهدنا مبادرة المؤسسات إلى تطبيق تدابير أمنية جديدة لضمان تعزيز موثوقية المعاملات وأمانها.

 

المحتالون يرون مزيداً من الفرص لممارسة نشاطاتهم خلال جائحة "كوفيد-19"

وقال هيكتور رودريغيز، نائب أول للرئيس ومسؤول المخاطر الإقليمي، في شركة Visa لمنطقة وسط أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا: شهدت المرحلة الجديدة نمواً في المحاولات الاحتيالية لخداع المستهلكين ودفعهم  لمشاركة معلوماتهم الحساسة. فمثلاً، ارتفعت معدلات هجمات الهندسة الاجتماعية في منطقة وسط أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، بما فيها عمليات التصيد حيث يقوم المحتالون باستغلال الثغرات التي كانت موجودة قبل انتشار الجائحة واشتدت خلالها. وتحديداً، أصبحت محاولات التصيد أكثر تعقيداً خلال الجائحة وظهر ضمنها عدد من الحيل مثل استهداف ضحية محددة عن طريق الاتصالات الشخصية والخداع الصوتي،  إلى جانب المواقع الإلكترونية المخادعة.


وبالنسبة لعمليات الخداع الشخصي، يمكن أن ينتحل المحتالون هوية أشخاص معروفين مثل العائلة أو الأصدقاء أو المديرين التنفيذيين أو المسؤولين الحكوميين.


وارتفعت أيضاً وتيرة نوع آخر من الهجمات يدعى "احتيال المقربين"، عندما يتم استخدام بطاقات المدفوعات الشخصية ورموزها السرية من قبل الأصدقاء أو أحد أفراد العائلة أو المقربين دون إذن مسبق. ويمكن أن تكون هذه الهجمات أمراً مكلفاً بالنسبة للتجار، نظراً لصعوبة تعقبها واضطرارهم إلى إعادة الأموال المدفوعة دون التحقق بدقة من المسألة. ويشار إلى أن "احتيال المقربين" يقلل من المبيعات المشروعة بنسبة 1% والأرباح بنسبة 20%.


استجابة المنظومة بأسلوب فعّال


ورغم ذلك كله، أدركت المنظومة التجارية التحديات واستجابت لها بكفاءة عالية، وتبنت منهجية مدعومة بالتقنيات الحديثة للتصدي للتهديدات الناشئة. وفي حين أن معظم الشركات تستثمر بالفعل في أنظمة الأمن المدعومة بالتقنيات المتطورة، فإن تفشي الجائحة دفعها لتعزيز جهودها تلك، لاسيما مع مساعي معظم الشركات لتقوية قدرتها على التصدي للمحتالين ومزاولة أعمالها بأمان ضمن العالم الرقمي الجديد. ومع زيادة الشركات وتيرة استخدامها لتقنيات الأمان، بما في ذلك الترميز والتقنيات اللاتلامسية وشرائح البطاقات الذكية المدعومة بتقنية EMV، تحسنت بشكل ملحوظ مستويات أمان وأداء المعاملات الرقمية.


الاستثمار في مستويات الأمان لعالم ما بعد الجائحة


تشير التوقعات إلى استمرار حالة غياب اليقين الناجمة عن الجائحة العالمية في المستقبل المنظور، ولهذا قد تظهر في الفترة المقبلة خلال 12 إلى 18 شهراً القادمة موجة جديدة وسريعة الانتشار من التحول في سبل المدفوعات. وعلى أي حال، أؤمن بأن هذا التحول الكبير الذي شهدناه نحو المدفوعات الرقمية سيواصل وتيرته مع ازدياد توجه التجار والمستهلكين نحو التجارة الإلكترونية والمدفوعات اللاتلامسية.


ومما لا شك فيه، أن الجائحة حفزت وتيرة الاستخدام الواسع لقنوات الدفع الرقمية، مع توجه المستهلكين حول العالم للمدفوعات اللاتلامسية والبدائل الرقمية. وحتى مع رفع قيود الإغلاق الشامل، تواصل التجارة الرقمية نموها، مُحدثة تحولاً حقيقياً في سلوك العملاء سيستمر خلال العام الجديد، وطويلاً بعد جائحة "كوفيد-19". وفي الحقيقة، فإن 96% من المستهلكين في منطقة وسط أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا يتوقعون استمرار تسوقهم عبر منصات التجارة الإلكترونية أو زيادة وتيرته بعد جائحة "كوفيد-19".


بالنظر إلى سرعة تغير سلوكيات المستهلكين وتطور حيل المحتالين، لم يعد من المفاجئ ازدياد تعقيد إدارة المخاطر في المستقبل القريب. لذلك أفادت 97% من المؤسسات والشركات بأن إدارة المخاطر ستكون محط تركيز رئيسي خلال العامين المقبلين.


مع استعدادنا للمستقبل، يتوقع التجار ارتفاع استخدام المدفوعات اللاتلامسية بمعدل 30% بعد الجائحة بما يجعلها أكثر أهمية من أي وقت مضى حيث تمكن المؤسسات من مواكبة متطلبات المرحلة الرقمية. وبالتأكيد، مع استمرار المحتالين بإيجاد حيل جديدة في العالم الرقمي، يتعين على المؤسسات تعزيز الابتكار والاستثمار في التقنيات المتطورة لتلبية المتطلبات المتنامية وضمان أمن وسلامة المعاملات الرقمية التي يقوم بها العملاء. كما أن الاستثمار في أساليب جديدة ومبتكرة لاستقطاب العملاء وتمكينهم من الدفع على غرار المنصات الإلكترونية والتطبيقات والقنوات اللاتلامسية وإنترنت الأشياء، سيكون حجر الزاوية في استمرارية الشركات أو انهيارها في عالم ما بعد جائحة "كوفيد-19".

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.