كانت جملة "لا تكن شريرًا" شعارًا لشركة "جوجل" التي أسسها سيرجي برين ولاري بيج عام 1998، وكان المؤسسان اللذان ابتكرا طريقة رائدة للبحث عبر الويب يعتبران الإعلانات أحد الأشياء الشريرة في ذلك الوقت.
وقد أُثيرت الشكوك حول صدق هذا الشعار عندما طُرحت الشركة للاكتتاب عام 2004، خاصة أن المعايير الأخلاقية التي يعكسها هذا الشعار تتطلب نموذج عمل يدعمها، بينما لم يكن لدى مؤسسي الشركة نموذج عمل في البداية.
وقد ابتكر الاثنان فيما بعد نموذجًا ينطوي على تجميع بيانات المستخدمين لاستخدامها في الإعلانات المستهدفة، وخلال أربع سنوات من ابتكار هذا النموذج زادت إيرادات "جوجل" بنحو 3,590%، مما يعكس إلى حد كبير أن شعار الشركة كان غير واقعي على الإطلاق.
كتاب "لا تكن شريرًا"
- استخدمت الكاتبة رنا فورهور شعار شركة "جوجل" ليكون عنوان كتابها "لا تكن شريرًا"، والذي صدر عام 2019، وتنتقد من خلاله فورهور بشدة شركات التكنولوجيا الكبرى التي تهيمن على العالم الآن، وتتناول فورهور في كتابها قصة شركات التكنولوجيا العملاقة، وكيفية تحولها من شركات قد تحمل شعارات "ساذجة" إلى شركات تمتلك هيمنة احتكارية.
- كما تشير إلى أن شركات مثل "آبل" و"جوجل" و"فيسبوك" و"أمازون" و"نتفليكس" و"مايكروسوفت"، وغير ذلك من شركات تكنولوجية، ليست سوى شركات كبيرة تقوم بما فعلته الشركات على مدار التاريخ، من حيث استغلال الموارد لتحقيق الربح، وترى فورهور أن الفارق الوحيد بين شركات التكنولوجيا الحالية والشركات العملاقة القديمة، هو طبيعة الموارد المستغلة وهوامش الربح الضخمة.
كيف خانت شركات التكنولوجيا مبادئها التأسيسية؟
- يدور كتاب "لا تكن شريرًا" بشكل أساسي حول كيفية خيانة شركات التكنولوجيا الكبرى لمبادئها التأسيسية، ويسرد كيف كان الأشخاص الذين أسسوا هذه الشركات يتصفون بالبراءة والمثالية، قبل أن يتغيروا عبر السنوات بسبب متطلبات إدارة المؤسسات الرأسمالية.
- تشير فورهور في كتابها إلى شعارات أخرى مثالية لأصحاب الشركات الكبرى مثل جملة "ربط العالم" التي رددها مارك زوكربيرج مؤسس شركة "فيسبوك" بكثرة منذ طرح الشركة للاكتتاب في 2012، وينطبق ذلك أيضًا على عبارة رجل الأعمال الراحل ستيف جوبز مؤسس شركة "أبل"، والذي وصف جهاز الكمبيوتر الشخصي بمثابة "دراجة هوائية مخصصة للعقل"، وجميعها عبارات لا يشكك أحد في أن أصحابها لديهم نوايا خفية لأن يصبحوا أثرياء للغاية.
- توضح فورهور السبب الذي جعل شركات التكنولوجيا تحظى بهذا النمو السريع، وتحقق انتشارًا بين ملايين الأشخاص وهو برأيها أن بعض أصحاب هذه الشركات ليسوا في منتصف أعمارهم ويبدو عليهم الثراء مثل أصحاب الشركات الكبرى فيما مضى، لكنهم يرتدون ثيابًا عادية وبسيطة (مثل مارك زوكربيرج).
- تؤكد فورهور أن هؤلاء لا يختلفون عن أولئك رغم ذلك، فمؤسسو الشركات التكنولوجية الكبرى الذين أطلقوا شعارات مثالية في البداية، هم أنفسهم الذين يشرفون الآن على الشركات التي صارت غير مسؤولة اجتماعيًا.
- لا يقع كتاب فورهور في فخ اعتبار جميع شركات التكنولوجيا الكبرى متشابهة، فهم ليسوا متماثلين، وتحديد الفروق بينهم سيكون الحل لتنظيم عملهم، فنموذج الأعمال الخاص بشركة "فيسبوك" و"جوجل" على سبيل المثال، يختلف اختلافًا جذريًا عن نموذج الأعمال الخاص بـ "آبل" أو "مايكروسوفت"، بينما لدى شركة "أمازون" نموذج مختلف عنهم جميعًا.
- ومن أهم الأفكار التي ناقشتها فورهور في كتابها أن شركات التكنولوجيا الكبيرة ربما أصبحت بالفعل "أكبر من أن تفشل"، لأنها أصبحت تؤثر على الاقتصاد لأسباب غير متعلقة بالتكنولوجيا.
المصدر: الجارديان
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}