تعرضت أسعار الذهب لضغوط قوية، خلال الأسبوع الماضي، رغم تثبيت الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في اجتماع الأربعاء، بفعل ما اعتبرته الأسواق توجهًا لنقطة متشددة تبناها البنك المركزي الأمريكي في بيانه الأخير.
كشف البيان عن توقع الفيدرالي رفع معدل الفائدة مرتين خلال عام 2023، بعدما قال في مارس إن ذلك لن يحدث قبل عام 2024، كما رفع توقعاته للتضخم إلى 3.4% هذا العام من 2.4%، جنبًا إلى جنب مع توقعات أفضل للنمو وتراجع البطالة.
عمقت أسعار الذهب خسائرها عقب الإعلان وعلى مدى اليومين التاليين، وهبطت العقود الآجلة بنسبة 5.9% أسبوعيًا، وهي أكبر وتيرة منذ منتصف مارس من عام 2020، وسجلت 1769 دولارًا للأوقية، وهو أقل سعر في 7 أسابيع.
مع اختلاف الأسباب، لم يكن الذهب، السلعة الوحيدة التي تعرضت للضغط في الأيام الماضية، حيث هوت أسعار العقود الآجلة للخشب في الولايات المتحدة بنسبة 43% اعتبارًا من منتصف يونيو، ومنذ أن بلغت ذروتها عند 1700 دولار لكل ألف قدم في أواخر مايو.
شهدت السلعة انخفاضًا سريعًا في الأيام القليلة الماضية، على الرغم من أن الأسعار ما زالت مرتفعة بنسبة 139% عن العام الماضي، مما يجعلها واحدة من أفضل السلع أداءً في تلك الفترة. تراجعت الأسعار إلى ما دون ألف دولار في الأسبوع الماضي.
هذا التراجع الحاد كان محل ترحيب واسع من البعض، وقال"درو هورتر"، الرئيس والمدير التنفيذي للمعلومات في "Tactical Fund Advisors"، إن الخشب قد ينخفض إلى 600 دولار لكل ألف قدم في الأشهر الستة المقبلة، مضيفًا: "لا يمكنك الاستمرار في البناء بهذه الوتيرة. هناك أيضا تأثير الدومينو إلى حد ما".
ورغم اختلاف الأسباب فيما يتعلق بانخفاض السلعتين، فقد يكون لهذا الهبوط المتزامن دلالة بالغة الأهمية لأسواق الأسهم بالتحديد.
العلاقة بالأسهم
- انخفاض أسعار الخشب كان أحد أكبر وأسرع الانخفاضات في التاريخ، ومن الطبيعة البشرية محاولة إيجاد معنى لهذا، لأن البديل هو قبول أن تغيرات الأسعار بهذه الأهمية ليست أكثر من مجرد تقلبات عشوائية، ولا أحد يقبل أن تخضع المحافظ الاستثمارية لمثل هذه التقلبات القاسية.
- إحدى الطرق التي يجد بها البعض معنى في انخفاض الخشب هي من خلال مؤشر توقع السوق استنادًا إلى نسبة الخشب الذي تم تقطيعه إلى الذهب، وقد وجدت إحدى الدراسات أنه عندما تكون النسبة أعلى مما كانت عليه قبل 13 أسبوعًا، يجب أن تكون الظروف مواتية للأسهم الأمريكية، وعندما تقل، تستفيد سندات الخزانة.
- ليس من المستغرب، نظرًا للانخفاض الأخير في الأخشاب، أن الرسالة الحالية للنسبة المتراجعة (انظر الرسم البياني أدناه) تشير إلى اتجاه هبوطي للأسهم.
- للمساعدة في تحديد مدى تأثير هذه الرسالة، يمكن النظر إلى البيانات منذ عام 1984، وهو مدى امتداد البيانات السابقة المتاحة على "فاكت ست"، وبحساب ما إذا كانت نسبة الخشب إلى الذهب أعلى أو أقل مما كانت عليه قبل 13 أسبوعًا لكل أسبوع منذ ذلك الحين تبين ما يلي.
- عندما تكون النسبة أعلى من الثلاثة عشر أسبوعًا السابقة، فإن سوق الأسهم يرتفع على مدار مدة تعادل 66% من الشهر التالي، وبنسبة 74% على مدار الربع التالي، وبنسبة 86% على مدار العام التالي.
- أما عندما تكون النسبة منخفضة، فإنه يرتفع على مدار 65% من الشهر التالي، و72% على مدار الربع و86% خلال العام، لكن البيانات كشفت أيضًا أنه خلال كل الأوقات وبعيدًا عن مؤشر نسبة الخشب إلى الذهب، يرتفع السوق بنسبة 66% و73% و82% خلال الشهر والربع والعام اللاحقين.
- يلاحظ من البيانات السابقة أن نسبة الخشب إلى الذهب لا تُحدث فرقًا يذكر في تحرك سوق الأسهم لأعلى، ويشير هذا إلى أن التراجع الأخير في نسبة الخشب إلى الذهب قد لا تكون مثيرة للقلق كما قد يبدو.
- لكن لا تضمن أي من هذه النتائج أن سوق الأسهم لن يشهد تصحيحًا في الأسابيع المقبلة، أو حتى بدء سوق هابط، ويمكن أن يكون هناك الكثير في أي وقت بالنظر إلى مدى المبالغة في تقييم سوق الأسهم، لكن انخفاض نسبة الخشب إلى الذهب ليست سببًا إضافيًا للتنبؤ بمثل هذا الهبوط.
هل التصحيح قادم إذن؟
- منذ بلغت الأسهم الأمريكية القاع في 23 مارس 2020، تمتع المستثمرون بارتفاع قوي تاريخيًا حيث حقق مؤشر "إس آند بي 500" ارتفاعًا مثيرًا للإعجاب بنسبة 90%. لكن كلا من مقاييس التاريخ والتقييم تشير بشكل لا لبس فيه إلى أن هبوطًا كبيرًا وشيكًا في سوق الأسهم.
- على سبيل المثال، كان هناك انخفاض أو انخفاضان بنسبة مزدوجة (10% فأكثر) في غضون السنوات الثلاث التي أعقبت بلوغ القاع في كل من الأسواق الهابطة الثمانية السابقة للانهيار المصاحب لبداية الوباء (والتي يعود تاريخها حتى عام 1960).
- على الرغم من أن الأسواق الصاعدة تميل إلى الاستمرار لسنوات، فإن الارتدادات من السوق الهابطة ليست بهذه السلاسة التي جرت بها، حيث مرت قرابة 15 شهرًا من قاع السوق الهابط لشهر مارس 2020 ولم تشهد الأسواق بعد أي شيء قريب من تصحيح مزدوج النسبة.
- تُظهر البيانات من شركة "Yardeni Research" لتحليلات السوق أنه كان هناك 38 انخفاضًا مزدوج النسبة لمؤشر "إس آند بي 500" على مدار الـ71 عامًا الماضية. هذا يعني أن هناك انهيارًا أو تصحيحًا، في المتوسط، كل 1.87 سنة، ورغم أن السوق لا يلتزم بالمتوسطات، فإنه يعطي إحساسًا عامًا بالموعد المحتمل.
- على أساس التقييم، فإن نسبة السعر إلى الأرباح للمؤشر هي علامة حمراء تلوح في الأفق، وقد بلغت 38 في الأسبوع الماضي، وفقًا لمقياس "شيلر لنسبة السعر إلى الأرباح" (يأخذ في الاعتبار الأرباح المعدلة حسب التضخم في السنوات العشر الماضية).
- هذا المستوى أكثر من ضعفي المتوسط المسجل لمدة 151 عامًا، وهو أعلى مستوى منذ ما يقرب من عقدين. المرات الأربع السابقة التي تجاوز فيها مقياس "شيلر" واستقر فوق 30 خلال صعود السوق الصاعد، انخفض المؤشر لاحقًا بنسبة 20% على الأقل.
المصادر: أرقام- ماركت ووتش- ذا موتلي فول- بزنس إنسايدر
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}