تسببت جائحة "كورونا" في تحولات جذرية ومن بينها التغيرات التي طرأت على قطاع العقارات، إذ أصبح المشترون يميلون إلى اقتناء المنازل البعيدة عن صخب المدن ويفضلون حياة القرى عنها.
واتجه العديد من الأشخاص إلى قضاء وقت أطول في المنزل الريفي، كما يتجه البعض الآخر لتأجير منازلهم الواقعة في المدن والإقامة في منزلهم الريفي بعيدًا عن صخب المدن.
وتحدثت "إيمي لينتيني" صاحبة شركة صغيرة عن تجربتها في مسألة اقتناء منزلين، إذ كانت تعيش في شقة سكنية في روما، قبل أن تقرر شراء منزل في منطقة ريفية في إيطاليا تدعى سابينا، إذ كان يُنظر إليها على أنها مكان صيفي لتجنب حرارة المدينة لكنه أصبح بعد ذلك سكنًا رئيسيًا لها خلال الجائحة.
وتطلب المنزل الذي تبلغ مساحته 220 مترًا مربعًا الكثير من المال والوقت في البداية، وذلك لشراء أثاث وإجراء عمليات التنظيف والتأمين، مؤكدة أنها لم تعد تشعر أنها من سكان المدن وينتابها إحساس بأنها في عطلة لحين عودتها لروما.
فيما روى المحلل المالي "شون مولروي" تجربته مع اقتناء منزلين قائلاً إنه قرر قضاء وقته في منزل والديه في منطقة ريفية في إنديانا خلال الجائحة، والآن يقسم وقته بين منزل العطلات وشيكاغو.
لكنه يرى في الوقت نفسه أن لديه حياته في المدينة والتي لا يريد التخلي عنها إذ يعتقد أنه من المستحيل انتقال وظيفته إلى إنديانا، ولذلك يذهب عادة إلى المكتب يومين أو ثلاثة.
وقال "ليونارد شتاينبرغ" من شركة الوساطة العقارية "كومباس" Compass إن نمط الحياة الهجينة هو شعار اليوم، وأن التصور المتعلق بأن امتلاك شخص ما لمنزل ثانٍ هو دليل على ثرائه أثبت خطأه خلال فترة الـ18 شهرًا الماضية.
إذ يرى أن الأشخاص التقليديين من الممكن أن يتملكوا شقة صغيرة في المدينة ومنزلاً صغيرًا خارجها.
ومكنت أسعار الفائدة المنخفضة على القروض العقارية ومدخرات حقبة الوباء ونظام العمل الهجين العديد من الأشخاص وليس فقط فاحشي الثراء من أن يعيشوا نمط حياة مزدوجاً.
وأظهر مسح "نايت فرانك جلوبال باير" knight frank global buyer survey أن 13% من المشاركين أكدوا على أن مشترياتهم المقبلة للمنازل سوف تكون بغرض اقتناء منزل لقضاء عطلة، كما أكد 33% على أنهم أكثر عرضة لشراء منزل ثانٍ بسبب الوباء.
ومع تفشي ظاهرة العمل من المنزل أصبحت مسألة اقتناء منزل ثانٍ خيارًا قابلاً للتطبيق بالنسبة للأشخاص الباحثة عن توازن أفضل بين العمل والحياة.
ورغم ذلك أكد خبراء الصحة العقلية على أن الرفاهية المفترضة للعيش المزدوج قد تكون مصدر ضغط على المدى الطويل، إذ يكون الاضطرار إلى التوفيق بين الإيجارات أو الرهون العقارية المتعددة والانتقال المتكرر من مكان إلى آخر أمرًا شاقًا.
وكشفت دراسة نشرتها مجلة the Journal of the Geographical Institute Jovan Cvijic أن مالكي المنازل الثانية يمكن أن يسهموا في زيادة أسعار المساكن والتكلفة الإجمالية للمعيشة في مجتمعاتهم، ولكن هناك أيضًا فوائد اقتصادية مثل الوظائف الجديدة والمزيد من خيارات التسوق والمرافق الترفيهية.
ووفقًا لـ"نايت فرانك"، زاد الطلب على الشقق السكنية عالميًا في العام الجاري، إذ أعرب 19% من المشاركين في الاستطلاع عن رغبتهم في شراء شقق هذا العام، ارتفاعًا من مستوى 12% في العام الماضي.
المصدر: وكالة "بلومبرج"
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}