أعلنت شركة "موديرنا "أنها قررت إرجاء الجهود المبذولة من أجل الحصول على براءة اختراع اللقاح المضاد لكورونا، والذي بات محل نزاع مع الحكومة الأمريكية حول من يفترض أن يجري إدراجه ضمن المخترعين، وهو ما يسمح بوجود مزيد من الوقت لإجراء المفاوضات.
اعترضت المعاهد الوطنية للصحة الأمريكية على إدراج شركة "موديرنا" لعلماء الشركة فقط، دون تضمين علماء مركز أبحاث اللقاحات التابع للمعاهد الوطنية للصحة، كمخترعين لدى التقدم بطلب الحصول على براءة الاختراع.
اعترفت الشركةبمشاركة علماء المعاهد الوطنية للصحة على أساس أنهم "متعاونون" بيد أنها أوضحت في طلبها المقدم في شهر يوليو الماضي إلى مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية بالولايات المتحدة أنها اتخذت هذا القرار بحسن نية؛ حيث لم يشارك هؤلاء الأفراد في ابتكار تركيبات الأحماض النووية الريبوزي المرسال mRNAs والحمض النووي الريبوزي المرسال المطالب باعتمادها في الطلب المحدد.
تهدئة الخلاف العلني
قامت شركة "موديرنا" بالتخلي عن هذا الطلب، وعوضاً عن ذلك قدمت طلباً جديداً ذا صلة للحصول على براءة اختراع بهدف منحها وقتاً للتفاوض مع المعاهد الوطنية للصحة.
ربما تسفر إجراءات الشركة عن تهدئة الخلاف العلني غير المعتاد مع الحكومة وتضمن، في الوقت الراهن على الأقل، تجنب نزاع قضائي بشأن القضية.
الشركة أوضحت في بيان: "لجأنا لاتخاذ هذا الإجراء من أجل توفير مزيد من الوقت لإجراء مناقشات مع المعاهد الوطنية للصحة".
حتى ذلك الحين تؤمن الشركة بأن علماءها قاموا باختراع تسلسل الحمض النووي الريبوزي المرسال وهو الأساس في براءة الاختراع.
قالت شركة "موديرنا": " تعتبر المعاهد الوطنية للصحة بقوة مماثلة أنه من المفترض إدراج علمائها في قائمة المخترعين المشاركين في الابتكار".
مكتب براءات الاختراع أكد أنه يوجد إمكانية الموافقة على الطلب، بيد أن الشركة لم تدفع الرسوم المقررة على الإطلاق من أجل إصدارها حتى حلول الموعد النهائي في 29 نوفمبر الماضي، وجري اعتباره متنازل عنه خلال الأسبوع الجاري.
قالت المعاهد الوطنية للصحة إنها أشادت بإجراءات الشركة.
أضافت في بيان "تثمن المعاهد الوطنية للصحة تعاونها مع شركة موديرنا، والذي أسفر عن تطوير لقاح يؤدي إلى انقاذ حياة الناس".
تابعت "نحن نرحب بوجود فرصة للعمل مع الشركة من أجل التوصل لحل لقضايا الملكية الفكرية المعلقة بأسلوب يعترف بالمساهمات المهمة تماما لعلماء المعاهد الوطنية للصحة كمخترعين مشاركين في الابتكار."
وصعدت أسعار أسهم شركة "موديرنا" 0.6 % عقب إغلاق الأسواق الأمريكية.
نطاق قانوني ملتبس
يمتلك كل فرد جرى إدراجه كمخترع بحقوق كاملة بالنسبة لبراءة اختراع، رغم أن غالبية الباحثين في الحكومة والشركات مطالبون بالتوقيع بالتنازل رسمياً عن تلك الحقوق لأصحاب العمل.
تمنح عملية إدراج علمائها ضمن المخترعين المعاهد الوطنية للصحة الملكية المشتركة ويصبح في إمكانها إعطاء ترخيص الاختراع لأطراف ثالثة دون الحصول على إذن من شركة "موديرنا".
من جهته، قال جيمس لوف، مدير المجموعة المؤيدة "المعرفة الإيكولوجية الدولية"، إن الطلب الجديد سيوفر الوقت لشركة "موديرنا" من أجل القيام بالبحث في الخيارات المتاحة لديها.
لوف ذكر: "الأمر يبدو وكأن شركة موديرنا ترغب في التعرف على ما ستقوم به المعاهد الوطنية للصحة حال وصل الأمر في النهاية إلي حصولها على حقوق مخترع متساوية في براءة الاختراع، وذلك قبل أن تمضي موديرنا قدما في طلب الحصول على براءة الاختراع".
أضاف:"من خلال بعض السيناريوهات، ربما ستفضل شركة موديرنا عدم الحصول على براءة اختراع ، بينما في حالات ثانية، على غرار الشركة ، حيث تقوم بالتحكم في عملية الترخيص وتقاسم العائدات عند القيام بإعطاء رخصة براءة الاختراع لأطراف ثالثة، يعد حق براءة الاختراع مسألة إيجابية للشركة، حتى في حال حقوق الابتكار المشتركة ".
مسألة صعبة
إلدورا إليسون، التي تعمل محامية في مجال براءات اختراع التكنولوجيا الحيوية لدى شركة "ستيرن كيسلير" (Sterne Kessler) في واشنطن ، والتي لا تساهم في هذه القضية قالت : "يعتبر تعيين الأفراد الذين من المفترض القيام بإدراجهم كمخترعين مسألة صعبة تشمل عملية تحليل الصياغة المحددة الخاصة بمطالبات براءات الاختراع والعمل الذي أداه الأفراد".
إليسون أضافت خلال مقابلة قبل صدور إعلان شركة موديرنا: "حتى المحاكم أعترفت بأن الاختراع هو واحد من بين المجالات الأكثر إلتباسا في نطاق القانون".
تابعت: "نسعي لإدراك ما جرى، بطريقة واقعية، ومن أين جاءت الأفكار التي تقف وراء التوصل للاختراع ودراسة المشاركات الفكرية للأفراد."
أوضحت أن مكتب براءات الاختراع يركز على معرفة ما إذا كان الطلب ينطوي على اختراع حديث ولا يتدخل في تحديد الأفراد الذين من المفترض القيام بإدراجهم في الطلب كمخترعين.
يتعين أن تصدر المحاكم قرارا بذلك في حالة وجود خلاف، ومن الممكن أن تسفر الأخطاء في إدراج المخترعين الأصليين عن اعتبار براءة الاختراع غير صالحة أو غير قابلة للتفعيل.
مزيد من الشفافية
وجهت مجموعات مختصة بحقوق المستهلكين اتهامات لشركة "موديرنا" بالفشل في الإفصاح عن حجم الأموال التي حصلت عليها من أجل تطوير وتصنيع لقاحها، وتقول إن توفير مزيد من الشفافية سيضمن توزيع لقاح شركة "موديرنا" مجاناً وأن يكون متاحاً على نطاق واسع في كافة أنحاء العالم.
من الممكن أن يسفر إدراجهم كمخترعين عن حصول العلماء الحكوميين على عوائد تفوق رواتبهم العادية، رغم أن المبلغ محدود بموجب القانون.
قال لوف قبل صدور إجراءات شركة "موديرنا": "إنهم كانوا يعملون معهم، إنهم مخترعون معهم وتعاونوا معهم". "يوجد مجد، وتوجد جوائز ستتحقق. يوجد ترقي وظيفي. توجد أسباب مهنية كثيرة تجعل لبراءة الاختراع وضعاً خاصاً بغض النظر تماماً عن مكاسب الأموال".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}