«ملاحة» تسعى إلى زيادة عوائدها

قال سعادة الشيخ جاسم بن حمد بن جاسم جبر آل ثاني، رئيس مجلس إدارة شركة الملاحة القطرية «ملاحة» إن العام 2020 كان عاما استثنائيا، نظرا للتأثير البالغ الذي فرضته جائحة كورونا على الاقتصاد العالمي، والمجتمعات والأفراد ومجمل قطاعات الأعمال، وكذلك على ملاحة، وفي ظل هذه الظروف، تم اتخاذ مجموعة من التدابير الاحترازية الفعالة والاستباقية، لضمان صحة وسلامة موظفينا، باعتبارهم أولويتنا القصوى، مع الحفاظ على استمرارية الأعمال واستقرار العمليات التشغيلية.

ونتيجة لذلك، تم تكريم ملاحة من قبل مجلس السلامة البريطاني لاتباعها أفضل الممارسات الرائدة في إدارة آثار جائحة كورونا، وذلك على الرغم من ارتفاع نفقات التشغيل نتيجة الجائحة العالمية، كما تم إدارة السيولة بشكل فعال واستكمال خطط للاستثمار في فرص النمو المستقبلية.

وأضاف سعادته في كلمته التقديمية للتقرير السنوي لـ«ملاحة»: استمرت الشركة في دعم جهود الدولة في توفير سلاسل إمداد مستقرة ومستدامة أثناء الجائحة، من خلال تأمين تدفق البضائع وتعزيز عمليات الاستيراد والتصدير باستخدام مجموعتها المتكاملة من الخدمات البحرية واللوجستية، وخلال السنوات القليلة الماضية واجهت أسواق الشحن العالمية تحديات كبيرة، وقد ازداد الأمر سوءا في عام 2020 بسبب جائحة كورونا، والتي أثرت كذلك على القيمة التقديرية للسفن بشكل كبير، وبلغ صافي أرباح ملاحة في عام 2020 نحو 59 مليون ريال.

وتعتبر قوة الأداء التشغيلية في ظروف السوق الصعبة، شهادة على جهود الشركة خلال السنوات القليلة الماضية في بناء أسس أكثر استقرارا وربحية واستدامة لتحقيق النمو المستقبلي، كما ان استمرار العمليات التشغيلية الرئيسية بشكل فعال، يعد جزءا من استراتيجية الشركة لإعادة تركيز أنشطتها في القطاعات البحرية واللوجستية الأساسية.

وأشار سعادته في هذا الإطار، إلى ان ملاحة قامت بإنشاء قطاع استراتيجي رابع، هو ملاحة للخدمات البحرية والتقنية، والذي سيوفر لكل من ملاك السفن والمعدات الصناعية والمشغلين خدمات شاملة ومتكاملة، بالإضافة إلى ذلك، قام قطاع ملاحة لخدمات المنصات البحرية بتوسيع نطاق أعماله عبر إضافة خدمات جديدة ذات قيمة مضافة لقطاع النفط والغاز، بما في ذلك خدمات دعم عمليات الآبار النفطية وخدمات تحت سطح البحار وكذلك واصلت ملاحة إحراز تقدم في تصفية الأصول منخفضة الأداء والإشغال، بما في ذلك السفن والمعدات، وذلك بما يتماشى مع استراتيجية الشركة في السعي لتحقيق عوائد أكبر باستخدام أصول أقل وتقديم خدمات ذات قيمة مضافة، حيث خرجت ملاحة من عدد من الأنشطة والاستثمارات غير الأساسية وذات العائد الضعيف بهدف تركيز الإنفاق والأصول على تعزيز الأعمال الرئيسية.

مرونة وقوة

من جانبه قال عبدالرحمن عيسى المناعي الرئيس والمدير التنفيذي لـ"ملاحة" : كان العام 2020 مليئا بالتحديات وبمثابة اختبار حقيقي لمرونتنا وقوتنا التشغيلية والمالية، فبالرغم من التحديات الكبيرة التي واجهتنا وما نتج عنها من اضطرابات في العديد من قطاعات أعمالنا، فقد نجحنا في التغلب على تحديات جائحة كورونا، حيث قمنا بإنشاء فريق الاستجابة للطوارئ تحت إشرافي المباشر لمراقبة تأثير تداعيات الجائحة عن كثب على موظفينا وأعمالنا، ولضمان استمرارية العمليات التشغيلية لتلبية متطلبات عملائنا واحتياجات الدولة، مع إعطاء الأولوية القصوى للحفاظ على صحة وسلامة موظفينا، سواء في مواقع العمل أو على متن أسطولنا من السفن.

وأضاف في كلمته أنه على الرغم من اضطرابات السوق، فقد واصلت الشركة تنفيذ استراتيجيتها الطموحة من خلال التركيز على توسيع أنشطتها الرئيسية وتحسين الخدمات التي تقدمها، لا سيما في السوق القطري.

وقد قامت بتعزيز وجودها والتوسع في قطاع النفط والغاز، من خلال إضافة قدرات جديدة في إطار تنمية خدماتها البحرية المتنوعة لدعم العمليات المتعلقة بخدمات آبار النفط والغاز، لتشمل عمليات المسح تحت سطح البحر وخدمات الصيانة والتركيب، كما انه كجزء من جهودنا لتعزيز مكانة قطر كمركز رائد للنقل البحري في المنطقة، قمنا بتعزيز استثماراتنا لتحسين وتجديد حوض بناء السفن القائم منذ 40 عاما في مدينة مسيعيد، من خلال الاستحواذ على رصيف بحري عائم جديد قادر على استيعاب السفن التي يصل طولها إلى 230 مترا وبقدرة رفع تناهز 30 ألف طن، وذلك لتقديم خدمة أفضل لكل من السفن التجارية والترفيهية والقوات البحرية.

وتابع: في إطار استراتيجيتنا طويلة المدى لتطوير خدمات وحلول متكاملة المالكي السفن ومشغليها، بدأنا باتخاذ خطوات أولية وهامة نحو تنمية قدراتنا في مجال تجهيز السفن في قطر، لتوفير خدمات احترافية للسفن العاملة في قطر أو القادمة إلى مواني الدولة، ولتحقيق هذه الغاية قمنا بإنشاء قطاع رئيسي جديد هو الخدمات البحرية والتقنية، الذي يشمل إدارة السفن، وحوض بناء السفن، ووكالات الشحن وخدمات تجهيز السفن، وستساهم خدماتنا وحلولنا المتكاملة في مساعدة عملائنا في السوق المحلي على زيادة الكفاءة في الأصول وخفض التكلفة التشغيلية.

وأشار إلى ان ملاحة استمرت في القيام بدور هام في دعم استقرار وتطوير سلاسل التوريد لدولة قطر والحفاظ عليها، وخلال تفشي وباء كورونا ازداد الطلب على الخدمات في مجال التخزين ولوجستيات الطرف الثالث بشكل ملحوظ، مما أدى إلى رفع نسب الإشغال في مدينة ملاحة اللوجستية بنسبة فاقت 80 % خلال 2020، ونظرا لجهودنا في رفع نسب الكفاءة، بالإضافة إلى تحسن أوضاع السوق، عاود قطاع شحن الحاويات تحقيق الأرباح عبر مختلف الشبكات الإقليمية.

ويعكس هذا النجاح خلال الوباء ثقة السوق في قوة وقدرة الشركة على خدمة عملائها تحت أي ظرف، كما انه تماشيا مع استراتيجية الشركة والتركيز على الاعمال الأساسية، تم التخلي عن الاستثمارات غير المنتجة والأصول ذات الأداء المنخفض، بالاضافة إلى الخروج من قطاع وكالات السفر.

الصحة والسلامة

وذكر المناعي أنه بهدف ترسيخ ثقافة السلامة في العمل، تطبق الشركة أعلى معايير الصحة والسلامة والاستدامة ، ولذلك تمكنت من الفوز بجوائز «سيف الشرف» وأربع جوائز الشرف مجلس السلامة البريطاني، كما ساهم التزام شركة ملاحة واستثمارها في التكنولوجيا والبرمجة الرقمية لأعمالها في تعزيز قدرتها على التكيف الفعال والتعامل المرن مع كافة الاضطرابات التي واجهتها الشركة في عام 2020، وشمل ذلك ترقية منصة الشركة وتحديث أنظمتها وأجهزتها الرقمية لتحقيق كفاءة أكبر في التواصل وإنجاز الأعمال، كما انه في إطار دعم جهود الدولة لتمرير منظومة الأمن السيبراني والتصدي اللجرائم الإلكترونية، عززت ملاحة من قدراتها في هذا المجال بما يتوافق مع المعيار الدولي لإدارة أمن المعلومات ( الأيزو 27001) والمعايير الوطنية لأمن المعلومات.

وأكد المناعي على نجاح الشركة في إدارة التداعيات الناتجة عن جائحة كورونا والحد من آثارها السلبية، في حين استمرت ملاحة في خدمة عملائها ودعم الاقتصاد الوطني، وقد برزت جهود الشركة في هذا المجال من خلال نتائجها المالية، حيث بلغت الإيرادات التشغيلية 2.27 مليار ريال في عام 2020، مع تحقيق صافي ربح بلغ 59 مليون ريال.

واختتم المناعي قائلا: «نؤكد التزامنا بالمضي قدما في تنفيذ رؤية الشركة وخططها الاستراتيجية الهادفة إلى تنمية وتطوير خدماتها وقطاعات أعمالها بما يعزز من مكانتها في مجال النقل البحري والحلول اللوجستية، وبما يساهم في دعم رؤية قطر الوطنية 2030 ببناء اقتصاد متنوع قائم على التوسع في الصناعات والخدمات التنافسية».

ويشير تقرير ملاحة السنوي إلى ان العام 2020 قد شهد تحسينات في إدارة الأداء بما في ذلك العمليات والأدوات والمقاييس الجديدة والاستثمار بالمشاريع القائمة في البرمجة الرقمية للأعمال.

وفي حين تأثر بعض العملاء الرئيسيين بشدة بجائحة كورونا، شهد نشاط التخزين والتوزيع تأثيرا إيجابيا وحقق نموا ملحوظا، وقد حصلت الشركة على تعاقدات مع عملاء ومشاريع جدد، كذلك تم تنفيذ العديد من مبادرات خفض التكاليف بنجاح.محمد الأندلسيدعم جهود الدولة في توفير سلاسل إمداد مستقرة ومستدامة.