أكد مسؤولون في القطاع الصحي، أن اتباع البروتوكول الصحي الخاص بإجازة احتفالات العام الميلادي الجديد والصادر عن الجهات الصحية، يضمن سلامة الجميع خلال فعاليات الاحتفال وأيام العطلة، مشددين على ضرورة أن نبقى ملتزمين جانب الحذر، ومتبعين للتعليمات الصحية الصادرة عن الجهات الرسمية.
وأشاروا في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، إلى أهمية تبني عادات وممارسات تضمن صحة وسلامة الجميع مثل الالتزام بارتداء الكمامات، مع ترك المسافة الآمنة عند المشاركة في مناسبات الاحتفال، لافتين إلى ضرورة الحرص على إجراء الفحوصات الدورية والمحافظة على التعقيم المستمر، بالإضافة إلى الاهتمام والمحافظة على كبار السن وذوي الأمراض المزمنة. وقالوا: «إن أفراد المجتمع لهم دور مهم في تعزيز وتكامل الجهود الوطنية التي تقوم بها كافة قطاعات الدولة في مواجهة جائحة (كوفيد- 19»، فبتعاون الجميع والتزام المجتمع، نحن قادرون على السيطرة واحتواء هذا المرض، ومنع تصاعد حالات الإصابة بالمرض».
وأضافوا: «إن زيادة حالات الإصابة بفيروس (كورونا) المستجد، حالياً، هي موجة عالمية، وتعتبر الإمارات من بين الدولة الأفضل في التعامل مع تداعيات الفيروس، إلا أنه يجب الاستمرار في اتباع التدابير الاحترازية والإجراءات الوقائية.
مستلزمات العطلة
في البداية، أكد يحيى كايد، مدير العمليات بمستشفى برجيل في الشارقة، أن دولة الإمارات حققت معدلات متميزة في خفض حالات الإصابة الجديدة بفيروس «كورونا» المستجد، مما جعل الدولة أكثر قدرة على المضي قدماً في السيطرة على المرض، مشيراً إلى أن استمرار انخفاض أعداد الإصابات خلال عطلة رأس السنة الميلادية ضرورة ملحة، وهدف استراتيجي يحتاج إلى مشاركة المجتمع الأفراد في تحقيقه.
وذكر أن تجنب استمرار ارتفاع حالات الإصابة التي حدثت مؤخراً، يستلزم اتباع الإجراءات الاحترازية كافة، والحرص على التباعد الجسدي وارتداء الكمامة والتعقيم المستمر، والابتعاد عن الأماكن المزدحمة والتجمعات، ودورية الفحوصات.
وقال: «كل أفراد المجتمع وشرائحه لهم دور مهم ومؤثر في مساندة الجهود الوطنية، عن طريق التزامهم وتعاونهم بالإجراءات التي تم الإعلان عنها، فخطر الإصابة مازال قائماً والعالم مازال يواجه خطر هذا الوباء».
مخاطر التهاون
من جهتها، أكدت غادة سوالمة المدير التنفيذي لمستشفى قرقاش التخصصي بدبي، أن التهاون خلال الاحتفالات سيؤدي إلى زيادة حالات الإصابة، مشيرة إلى أن صحة وسلامة المجتمع ومن يعيش على أرض الوطن هي مسؤوليتنا جميعاً، ويتوجب علينا جميعاً حماية أسرنا، ودعم جهود الدولة الحثيثة للسيطرة على الوباء بعدما نجحت في تحقيق إنجازات ضخمة، متفوقة على العديد من الدول العالمية.
وقالت: «تتميز دولة الإمارات في مواجهتها للجائحة، بتعاون وتنسيق الجهود في جميع القطاعات الحكومية والمحلية والخاصة، لتوفير بيئة صحية وقائية لأفراد المجتمع وضمان الاستقرار الصحي لجميعِ شرائح المجتمع، من مواطني ومقيمي وزوار الدولة.
ونوَّهت بالإجراءات الصحية والطبية والوقائية التي تنفذها الجهات الصحية في التعامل مع الجائحة منذ وبداية، وحتى الآن، حيث استطاعت الحد من تداعيات الوباء، وهو ما يظهر بوضوح منذ البداية، وحالياً في التعامل مع الزيادة في حالات الإصابة، في ظل الموجة العالمية للزيادة بحالات الإصابة.
وأكدت سوالمة، أن الجرعات الداعمة تعتبر من أهم العوامل للمحافظة على الصحة العامة وسلامة أفراد المجتمع، ولها دور كبير وفعال في تعزيز المناعة المكتسبة لتحقيق أقصى استفادة، خاصة في الظروف الراهنة التي يشهد فيها العالم تزايداً في أعداد الحالات المسجلة.
إجراءات عملية
بدوره، أكد الدكتور مازن زويهد، استشاري أمراض الرئة، ورئيس قسم العناية المركزة في المستشفى الأميركي دبي، ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية المعلنة من قبل الجهات الرسمية في الدولة خلال احتفالات رأس السنة الميلادية، وذلك لمنع زيادة أعداد الإصابة بفيروس «كوفيد- 19» والحفاظ على الصحة العامة.
وأشار إلى الإنجازات الكبيرة المحققة في السيطرة على الوباء، بفضل جهود الحكومة في توفير عدة أنواع من اللقاحات والجرعات الداعمة، وتكثيف إجراءات التقصي والفحص وتوسيع نطاق الفحوص على مستوى الدولة.
وشدد على أهمية الالتزام بتطبيق البروتوكول الوقائي الصادر على مستوي الدولة خلال الاحتفالات، والذي يتضمن عدة اشتراطات أساسية، أبرزها إظهار المرور الأخضر عبر تطبيق الحصن، وإبراز نتيجة فحص مخبري خلال 96 ساعة، مع الالتزام بلبس الكمامات والتعقيم المستمر والتباعد الجسدي. مشيراً إلى أن الالتزام المجتمعي بهذه الإجراءات يسهم بشكل كبير في تقليل أعداد الإصابات وتعزيز مسيرة التعافي ودعم جهود الدولة في السيطرة على الوباء واحتوائه.
وذكر أن الوعي والمسؤولية المجتمعية لدى كل من يقيم على أرض الوطن في ظل الظروف الراهنة، هو واجب وطني لحماية النفس والأهل والمجتمع، وخصوصاً الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، مثل كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، لافتاً في الوقت ذاته إلى أهمية أخذ الجرعات الداعمة أو التنشيطية للوصول إلى المناعة المجتمعية، من خلال حصول الإنسان على الأجسام المضادة اللازمة للوقاية من المتحورات والطفرات الجينية للفيروس، فضلاً عن أن التطعيم يقلل من فرص الإصابة بالفيروس، وحتى في حال الإصابة تكون الأعراض خفيفة وليست خطيرة.
وأشار إلى ارتفاع معدلات الوعي لدى المجتمع الإماراتي، حيث تشير آخر النتائج المعلنة منذ أيام، إلى بلوغ نسبة متلقي الجرعة الأولى من اللقاح إلى 100%، ونسبة 91.6% لمتلقي الجرعتين من إجمالي السكان في الدولة، فضلاً عن وصول مجموع الجرعات التي تقديمها حتى الأربعاء الماضي إلى أكثر من 22.57 مليون جرعة.
وأضح أن مواصلة حملات التطعيم يسهم في حماية الأرواح، وتحصين المجتمع من تفشي الجائحة، كما يساعد على الوصول للمناعة الجماعية التامة والتقليل من أعداد الحالات المصابة والوفيات، وإحكام السيطرة بشكل كامل على الفيروس.
وذكر زويهد، أن ارتفاع أعداد الإصابات في الدولة هو أمر طبيعي، لا سيما وأن العالم كله يشهد زيادة كبيرة في أعداد الإصابات خلال الفترة الراهنة والتي تتزامن مع بداية فترة الشتاء، ما دفع العديد من دول العالم إلى إعلان حالة الطواري والإغلاق الكامل بالتزامن مع موسم الأعياد والاحتفالات، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه رغم زيادة عدد الإصابات في الدولة خلال الفترة الأخيرة، إلا أنها تعد من أقل الإصابات على مستوى العالم بفضل جهود الدولة الحثيثة والمستمرة في التصدي للوباء، والنظام الطبي والوقائي المتقدم والمتطور.
وأوضح أن السلالة الجديدة من فيروس «كوفيد- 19»، والمعروفة علمياً باسم «أوميكرون» وصنفته منظمة الصحة العالمية بالمثير للقلق، تنتشر بشكل سريع مقارنة بباقي سلالات الفيروس، إذ ترجح الدراسات أن يصبح «أوميكرون» المتحور المهيمن في العالم، عما قريب، نظراً إلى سرعة انتشاره منذ رصده أول مرة في نوفمبر الماضي.
وأفاد بأنه في ظل هذه التطورات، نشدد على أهمية أخذ الجرعات الداعمة لتعزيز مناعة المجتمع والحفاظ على صحته وسلامته.
اللقاح الجديد
قال الدكتور وائل ناصر، استشاري أمراض الرئة والعناية المركزة: في إطار حرص الدولة على توفير عدة أنواع من اللقاحات والجرعات الداعمة، وتعزيز وقاية أفراد المجتمع من الجائحة، تمت الموافقة على الاستخدام الطارئ للقاح جديد معتمد على البروتين المؤتلف من شركة «سينوفارم سي إن بي جي».
وأضاف: يستخدم هذا اللقاح «بروتين النتوء الشوكي» الذي يحيط بفيروس «كوفيد-19» مما يساعد الجسم على التعرف على الفيروس ومكافحته حال الإصابة به، بما يعكس استراتيجية دولة الإمارات في ضمان أولوية صحة أفراد المجتمع وضمان سلامتهم والجهود المستمرة لمكافحة الوباء».
وذكر أن اللقاح الجديد سيساعد دون شك في الوقاية من المتحورات الجديدة لفيروس «كوفيد -19»، لا سيما وأنه فعال بشكل أكبر في إنتاج أجسام مضادة للوقاية من الفيروس وبالتالي تحقيق فعالية أكثر للوقاية من المتحورات الجديدة، مشيراً إلى أن التقنية المستخدمة في صناعة هذه اللقاح ليست جديدة، إذ تم استخدامها من قبل في تصنيع لقاحات أخرى مثل التهاب الكبد الوبائي «ب».
وذكر أن الآثار الجانبية لهذه اللقاح لا تختلف عن آثار اللقاحات الأخرى والتي تتمثل في الصداع وتورم واحمرار وحكة في موضع التطعيم، والإجهاد وقد تصل إلى الحمى، أو صعوبة في البلع والغثيان.
وأشار إلى عدم وجود أي مخاوف من استخدام اللقاح، خصوصاً وأن الموافقة على استخدامه في الإمارات جاءت بعد دراسات وتقييمات تم إجراؤها في الدولة أظهرت مؤشرات إيجابية مرتفعة للأجسام المضادة المحايدة مع معدلات سلامة عالية وانعدام الآثار الجانبية الخطيرة لدى جميع المشاركين، ليتوافق الاستخدام الطارئ لهذا اللقاح بشكل تام مع اللوائح والقوانين التي تسمح بمراجعة أسرع لإجراءات الترخيص.
وأكد أهمية أخذ الجرعات الداعمة أو التنشيطية للوصول إلى المناعة المجتمعية من خلال حصول الإنسان على الأجسام المضادة اللازمة للوقاية من المتحورات والطفرات الجينية للفيروس، فضلاً عن أن التطعيم يقلل من فرص الإصابة بالفيروس، وحتى في حال الإصابة تكون الأعراض خفيفة وليست خطيرة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}