أكد تجار مواد بناء على تنوّع مصادر البضائع التي يتم استيرادها لتلبية احتياجات السوق المحلية مواد البناء لاسيما الاخشاب والحديد، مما يقلل من التأثيرات المباشرة للحرب الروسية في أوكرانيا على السوق المحلي.
وقال المدير العام لمؤسسة آل نوح حسن آل نوح على أنّ البحرين تستورد بعض الكميات من الأخشاب من ورسيا وأوكرانيا، إلا أنهما يعتبران مصادر مكملة لتغطية احتياجات السوق البحريني سنويًا، إذ لا تتجاوز كميات الأخشاب التي يتم استيرادها من روسيا وأوكرانيا أكثر من 20% من احتياجات السوق المحلي.
وذكر آل نوح أن البحرين لا تعتمد على مورد واحد لتوفير احتياجاتها من الأخشاب لاسيما في ظل تنوع الأخشاب وتنوع مصادرها، إلا أن أكثر الأخشاب التي يتم استخدامها في البحرين تأتي عادة من دول الشرق الأقصى وعلى رأسها ماليزيا واندونيسيا.
وأشار آل نوح إلى أن هناك كميات من خشب الزان «بييش» كان يتم استيرادها من روسيا وأوكرانيا وأيضًا رومانيا، لكن هذه الكميات لم تكن تغطي أكثر من 20% من احتياجات السوق البحريني من هذا النوع من الأخشاب.
ولفت آل نوح إلى أن غياب الفرص لاستيراد الاخشاب من أي سوق في العالم، أمرًا مؤثرًا حتى لو كان هذا التأثير يتفاوت من سوق إلى آخر وفق احتياجات كل سوق.
وقال آل نوح: «الاخشاب تتنوع، وبالتالي تتنوع مصادرها، لكن أكثر الأخشاب التي تحظى بالطلب في البحرين، هي الأخشاب التي يتم استيرادها من دول الشرق الأقصى، وعلى رأسها ماليزيا، فيما يتم استيراد الأخشاب التي تدخل عادة في الديكور من الولايات المتحدة، وجزء آخر من دول مختلفة في أوروبا، كذلك يتم استيراد بعض أنواع الأخشاب من كندا، لكن عندما ترتفع كميات الطلب على الأخشاب في الأسواق الأمريكية، تتضاءل في المقابل فرص استيراد هذه الأنواع من الأخشاب من كندا لهذا الجزء من العالم».
وتابع: «كذلك تُشكل أفريقيا أيضًا مصدرًا للأخشاب بالنسبة لدول المنطقة، سواء عبر التصدير إلى دول الخليج مباشرة، أو عبر شركات أوروبية. وبالتالي هناك تنوّع بالأخشاب وكذلك بالمصادر».
واعتبر آل نوح أن التوقع بحدوث تأثيرات مباشرة على تلبية احتياجات السوق البحريني من الأخشاب بفعل العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا - كمصادر للأخشاب - أمرًا مبكرًا، دون ان يستبعد حدوث هذه التأثيرات في المستقبل لاسيما من ناحية أسعار النقليات والشحن، وتزايد المخاطر الذي قد تؤدي إلى ارتفاع قيمة بوالص التأمين على الشحنات.
وقال آل نوح: «من المبكر القول إن هناك تأثيرات مباشرة على تلبية احتياجات السوق المحلي من الأخشاب، بالطبع قد نتوقع ذلك ولكن في المستقبل، فقد تتأثر أسعار شحنات الاخشاب بفعل ارتفاع أسعار المحروقات الناتجة عن ارتفاع أسعار النفط، الذي يؤثر بطبيعية الحال على كلفة التصنيع، والذي يؤثر أيضًا على أسعار الشحن».
وتابع: «كذلك يمكن أن ترفع شركات التأمين أسعار البوالص على الشحنات بفعل زيادة المخاطر، لذلك نحن نتعامل مع عملية مترابطة بشكل أو بأخر، لكن حاليًا من المبكر الحديث عن التأثير المباشر على تلبية احتياجات السوق، وكذلك التأثير على الأسعار».
من جانبه، أكد حسين آل نوح، على أن تلبية احتياجات السوق البحريني من الحديد تأتي من أسواق مختلفة، وأبرزها دولة الإمارات العربية، وسلطنة عمان ودول أخرى، لافتًا إلى أن استيراد الحديد من روسيا يبدو مكلف مقارنة بالمصادر الأخرى.
وقال آل نوح إن تنوع المصادر يقلل من فرص التأثيرات المباشرة على كميات الحديد - الذي يستخدم في أعمال البناء - لتلبية احتياجات السوق المحلي، دون أن يقلل من تداعيات الأزمة الحالية الناتجة عن العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا لاسيما على تكاليف النقل والشحن.
يذكر أن التبادل التجاري بين مملكة البحرين وجمهورية روسيا الاتحادية، كان قد حقق نموًا خلال العام 2021 بنسبة 10% مقارنة بالعام 2020، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 45،06 مليون دولار. وتصدّر روسيا إلى البحرين الفحم، ومنتجات مواد بناء، والأسفلت، والأغذية، والأدوية، فيما تصدر البحرين إلى روسيا الألمنيوم والمنتجات البتروكيماوية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}