يعتقد معظم الأشخاص أن المستثمرين الأثرياء يمتلكون عبقرية استثنائية، لا يمتلكها الأشخاص العاديون، لكن الصحفي "ويليام جرين" يؤكد في كتابه "أكثر ثراءً وحكمة وسعادة: كيف يربح أعظم المستثمرين في العالم في الأسواق والحياة" أن جميع الأشخاص يمكنهم أن يكونوا ناجحين في العمل والحياة مثل المستثمرين الأثرياء.
ويؤكد "جرين" أن ما يمكن أن يتعلمه الأشخاص من المستثمرين الأثرياء ليس فقط كيف يصبحون أغنياء، وإنما أيضاً كيف يحسنون طريقة تفكيرهم وقراراتهم، موضحاً أنهم يحاولون بناء حياة غنية بالمعنى الذي يتجاوز المال.
وقد اعتمد "جرين" في كتابه على مقابلات أجراها على مدى أكثر من 25 عاماً مع العديد من أغنى المستثمرين في العالم، والتي كشفت له أن مواهب أولئك المستثمرين تتجاوز الجانب المالي، وأن أكثر المستثمرين نجاحاً قادرون على التفكير بعقلانية وموضوعية.
ويصف "جرين" المستثمرين الناجحين باللاعبين المحترفين القادرين على تعظيم احتمالات نجاحهم في الحياة والأسواق على المدى الطويل، وتقليل احتمالات وقوع أي مخاطر.
- يمكن للقراء من خلال كتاب "جرين" اكتشاف الطريقة التي يعيش بها أكثر من 40 مستثمراً.
- يتضمن ذلك "هوارد ماركس" الرئيس المشارك لشركة "أوكتري كابيتال مانجمنت"، والتي تدير أصولاً تبلغ قيمتها 120 مليار دولار.
- يكشف "جرين" كيف أن "ماركس" يحتفظ في محفظته بورقة نقدية مطوية من فئة الخمسة دولارات، والتي وجدها في مكتبة كلية هارفارد للأعمال، مشيراً إلى أنه يحتفظ بها لتذكره بمحدودية نظرية كفاءة السوق.
- تفترض هذه النظرية أن ورقة نقدية من فئة الخمس دولارات، لن تظل في مكانها حتى يلتقطها شخص ما، وتذكره هذه الورقة النقدية بتجنب الأسواق الأكثر كفاءة، والتركيز على الأسواق الأقل كفاءة.
- أما نصيحة المستثمر "كين شوبين شتاين" الذي أصبح مدير صندوق تحوط فهي أنه لكي يصبح أي شخص مستثمراً ناجحاً، فعليه أن يعرف ما يدور بذهنه.
- يتوافق ذلك مع رأي المستثمر "جيفري جوندلاش" المعروف باسم "ملك السندات".
- يعرف "جوندلاش" جيداً أنه قد يخطئ في بعض الأوقات، لذلك يسأل نفسه قبل أن يقوم بأي استثمار: "إذا كنت مخطئاً في هذا الأمر، فماذا ستكون النتائج؟"، لذلك فهو ينصح الأشخاص بتجنب الأخطاء القاتلة.
- ومن الحكايات التي يرويها "جرين" في كتابه أيضاً موقف حدث مع المستثمر الراحل السير "جون تمبلتون".
- ففي عام 1939، وهي السنة التي اندلعت بها الحرب العالمية الثانية، قرر "تمبلتون" الاستثمار في 104 شركات أمريكية، والتي كانت أسهمها تُباع بدولار واحد أو أقل، وقد استثمر 100 دولار في كل واحدة منها.
- وعندما انخفض مؤشر "داو جونز" الصناعي حين اندلعت الحرب، ظل "تمبلتون" محتفظاً بالأسهم التي اشتراها، وثبت بعد ذلك أنه كان محقاً، إذ جنى أموالاً أكثر خمس مرات من تلك التي استثمرها.
- ولم يكن ذلك الموقف الوحيد الذي اتخذ فيه "تمبلتون" القرار الصحيح كمستثمر، ففي عام 1999 اشترى بعض أسهم شركات الإنترنت.
- وعندما حدثت أزمة فقاعة الدوت كوم في مارس عام 2000، ربح "تمبلتون" أكثر من 90 مليون دولار.
- وبعد كل هذه النصائح لا يقدم الكتاب إجابة واضحة ومحددة عن كيفية القيام باستثمار ناجح.
- فعلى سبيل المثال ينقل "جرين" في كتابه نصيحة المستثمر "جويل جرينبلاتو" الذي يقول إن السر في اختيار الأسهم بنجاح يكمن في اكتشاف قيمة الأسهم، ودفع ثمن أقل بكثير من قيمتها، أو مثلما قال المستثمر الراحل "بنيامين غراهام"، والذي يعد الأب الروحي لاستثمار القيمة، "تأكد من أن لديك هامش أمان"، لكن في النهاية قول كل ذلك أسهل بكثير من تنفيذه.
- كما أن استراتيجيات المستثمرين تختلف تماماً عن بعضها، فعلى سبيل المثال يستثمر "موهنيش بابراي" و"جويل غرينبلات" كل أموالهما تقريباً في عدد قليل من الأسهم.
- يعد هذا مخالفاً تماماً لنصيحة "غراهام" الذي يرى أن تنويع المحفظة الاستثمارية هو سر نجاح الاستثمار.
- بشكل عام لا يجب أن يتوقع القارئ أن يقدم له هذا الكتاب طريقة محددة ليكون ثرياً أو ناجحاً مثل المستثمرين الأثرياء، لكنه يقدم مجموعة متنوعة من الأفكار والرؤى التي يمكن أن يختار منها كل شخص ما يراه مناسباً له.
المصدر: واشنطن بوست
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}