يحتاج الاستثمار، مثل أي شيء آخر مهم، إلى وقت لفهمه، والخبر السار هو أن هناك العديد من المعلومات الجاهزة بالفعل كي تتعلم ما تحتاجه بينما تنمي خبرتك، ويقابل المستثمرون العديد من المصطلحات المتعلقة بالاستثمار، أحد هذه المصطلحات هو السوق الراكدة، الذي يرتبط دوماً بمصطلح آخر وهو السوق المرتفعة أو المنتعشة.
فما هي السوق الراكدة؟ وكيف يمكن للمستثمرين إيجاد الفرص الاستثمارية في سوق راكدة؟ نجيب عن هذه الأسئلة في هذا التقرير.
تعريف السوق الراكدة
- تحدث السوق الراكدة عندما تواجه أسواق الأسهم انخفاضاً لمدة طويلة، قد يمتد لشهرين أو أكثر.
- ويُعرَّف السوق الراكدة أيضاً بأنه انخفاض في أسعار الأسهم بنسبة 20% أو أكثر منذ آخر ارتفاع لها.
- ويمكن أن يحدث السوق الراكدة مصحوباً بهبوط اقتصادي عام مثل الركود الاقتصادي.
- رغم أن هذا المصطلح يرتبط عادة بأسواق الأسهم أو بمؤشر ستاندارد آند بورز 500 "S&P 500 index"، فهو ينطبق أيضاً على الأوراق المالية المملوكة للأفراد.
تاريخ الأسواق الراكدة
- قد تنظر إلى السوق الراكدة باعتبارها حدثًا كارثيًا، وصدقاً، كثيرٌ منها كان كذلك، لكن ماذا إذا قلنا لك إننا واجهنا سوقًا راكدة منذ عام واحد فقط، هل سيفاجئك هذا؟
- في 11 مارس 2020، انخفض مؤشر داو جونز الصناعي من 30.000 ألف نقطة إلى 19.000 ألف نقطة فقط، وتلاه مؤشرا ناسداك وستاندرد آند بورز 500 في الانخفاض بعدها بأيام متأثرين بالمخاوف المثارة حول جائحة كوفيد - 19.
- لكن لم تستغرق الأسواق وقتاً طويلاً كي ترتفع مجدداً بعد انتشار أنباء عن اختراع لقاح للفيروس وتعافي الاقتصاد العالمي.
- وقد تكون السوق الراكدة في عام 2020 هي الأحدث، لكننا مررنا بـ 14 سوقًا راكدة منذ عام 1947 وحتى 2021، والتي يتراوح طولها من شهر إلى 1.7 عام.
- ومن بين أبرز هذه الأحداث هو انهيار الأسواق في عام 1929، وقد بدأ هذا عندما شعر المستثمرون بالذعر بسبب الممارسات التجارية السيئة لشركة المرافق العامة القابضة، ما أدى إلى انخفاض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 11%.
- كما يعد الكساد الكبير، الذي استمر من عام 1929 وحتى عام 1941، أحد أبرز نماذج السوق الراكدة، ويشار له باعتباره واحداً من أسوأ كوارث القرن العشرين.
- وفي الفترة من 2007 وحتى 2009، حدثت أزمة مالية كبرى بسبب عجز الأمريكيين عن سداد قروض الرهن العقاري وتراجع النمو الاقتصادي.
- واضطر الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى التدخل حينها لإنقاذ المؤسسات المالية مثل البنوك وشركات التأمين؛ بحجة أن الاقتصاد لا يتحمل انهيار مثل هذه الكيانات الكبيرة.
ما هي المدة التي تستغرقها الأسواق للتعافي من ركودها؟
- تعد الأسواق الراكدة جزءاً طبيعياً من دورة الاستثمار، وفهم هذا يساعدك على اتخاذ قرارات ذكية عندما تواجه ظروفاً مماثلة.
- وهناك مرحلتان رئيسيتان للسوق الراكدة؛ الأولى، هي الوقت الذي يستغرقه السوق للهبوط من آخر ارتفاع له. والثانية، هي الوقت الذي يستغرقه السوق للتعافي من هبوطه.
- وفي المتوسط، قد تستمر السوق الراكدة لمدة 3 سنوات تقريباً، بالإضافة إلى عامين للتعافي، ويمكن أن يساعدنا النظر إلى أداء الأسواق الراكدة في الماضي في إدراك هذه الاختلافات.
- إذ كانت أقصر فترة ركود شهدتها الأسواق في فبراير 2020 بسبب جائحة كوفيد-19، واستمرت لشهرين فقط.
- بينما كانت أطول فترة ركود هي الكساد العظيم، والذي استمر لأكثر من 5 سنوات في الفترة من مارس 1937 وحتى أبريل 1942.
ما الذي يسبب ركود الأسواق؟
- يحدث ركود الأسواق بسبب التباطؤ الاقتصادي، وقد يحدث هذا بسبب عوامل عدة مثل التغييرات الاقتصادية، وأسعار الفائدة، والأزمات الاقتصادية، والجائحات، والتدخلات العسكرية.
- كما أن ضعف الاقتصاد، بسبب عوامل مثل البطالة، وانخفاض الإنتاجية، وإغلاق الشركات، وانخفاض مستوى الدخل، والتدخل الحكومي، يمكن أن يؤدي إلى ركود الأسواق.
- أيضاً ضعف الثقة في الاستقرار المالي لسوق ما يمكن أن يجعل المستثمرين يتخذون قرارات استباقية لتجنب الخسائر، ما يساهم في هبوط أسواق الأسهم.
نوعان من السوق الراكدة
- هناك نوعان من السوق الراكدة، النوع الأول يسمى بالسوق الراكدة الدورية؛ ويتسم هذا النوع بأن مدته قصيرة وتحدث فيه تذبذبات موسمية منتظمة، تتأثر بالنشاط الاقتصادي مثل إنفاق المستهلكين والنمو المالي.
- أما النوع الثاني، فيسمى بالسوق الراكدة طويلة الأجل، ويحدث بسبب عوامل تؤدي إلى ركود أرباح الشركات، ويرتبط هذا النوع بنظرة المستثمرين المتشائمة تجاه حدوث رد فعل إيجابي أو عودة ارتفاع الأسواق قريباً.
- يخلط البعض بين السوق الراكدة وتصحيح سوق الأسهم، لكن ّالاثنين مختلفان، يحدث التصحيح عندما تهبط الأسهم بنسبة 10% أو أكثر من آخر ارتفاع لها، بينما تصبح السوق راكدة عندما تصل نسبة الانخفاض إلى 20%.
نصائح للاستثمار في السوق الراكدة
- كما ذكرنا سلفاً، تعد السوق الراكدة مرحلة طبيعية في دورة أسواق الأسهم، لكن معرفة هذا، لا يعني أنك قادر على التنبؤ بتوقيت حدوثها، أو انتهائها، أو القدر الذي ستتأثر به أسعار الأسهم.
- لكن الخبر السار هو أنك لن تنجو فقط من ركود الأسواق بل يمكن أن تستفيد منه عبر تطبيق الإستراتيجية الاستثمارية المناسبة.
- وهناك العديد من النصائح التي يوجهها الخبراء للمستثمرين عند مواجهة السوق الراكدة؛ أولها، أن يتجنبوا اتخاذ قرارات سريعة.
- فقد يؤدي الهبوط المفاجئ لأسواق الأسهم لإصابة المستثمرين بالذعر، ودفعهم إلى التخلص من الأسهم التي بحوزتهم لتقليل خسائرهم.
- لكن مثل هذه القرارات السريعة قد تؤثر على حجم رأس المال الكلي وقد تؤدي إلى فقدانهم فرصًا مهمة عندما تعود الأسواق إلى مستوياتها الطبيعية في مراحل التعافي المبكرة.
- لذا، فكر بطريقة إستراتيجية. فعندما تتخذ السوق منحى هبوطيًا، قد تكون هذه فرصتك لشراء الأسهم بأسعار منخفضة، كي تحقق مكاسب مرتفعة عندما تتعافى السوق.
- ويعد تنويع محفظتك الاستثمارية أفضل خيار للتخطيط للمستقبل وتحقيق أهدافك المالية، وتقليص الخسائر في حالة هبوط أسعار الأسهم. ويمكنك دراسة خيارات مثل الاستثمار في الصناديق المتداولة في البورصة، والسندات، والأسهم لتنويع محفظتك الاستثمارية.
المصدر: موقع Public
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}