نبض أرقام
14:50
توقيت مكة المكرمة

2024/07/24

ما الذي يحدث؟ .. "زومبي" في سوق العملات المشفرة يطيح بالآلاف منها

2022/10/06 أرقام - خاص

العام الجاري اتسم بالقسوة تجاه أصول المخاطرة، ذلك في ظل تضخم مرتفع وتحذيرات تصم الآذان بركود قادم، مما أدى إلى تراجع لشتى فئات الأصول وهو ما أثر بالطبع على سوق العملات المشفرة، دافعا عملة بتكوين الأشهر في العالم للتراجع نحو 58 بالمئة تقريبا منذ بداية العام.

 

لكن على الرغم من تقلبات السوق، يقول البعض إن أداء البتكوين مثلا كان أفضل قليلا في الربع السابق على الرغم من الاضطراب الذي يجتاح أسواق الصرف بصفة عامة بعد أن نزلت 2.2 بالمئة فقط في الربع الثالث مقارنة مع تراجعها 56 بالمئة في الربع الثاني، لكن هذا المسار المتقلب كان له أثر أكبر على عملات أقل شهرة من بتكوين أو حتى الإيثر.

 

12100 عملة رقمية زومبي

 

 

بالحديث عن أسواق العملات المشفرة فإنه في المعتاد ما يتم الاستشهاد برقم تريليوني دولار وهي القيمة السوقية للأصول الرقمية التي تبخرت جراء تراجع الأسواق.

 

لكن ثمة رقم آخر يوضح مدى اتساع هبوط السوق وهو 12100. هذا الرقم هو عدد العملات التي توقفت عن التداول فعليا هذا العام في وضع أصبحت فيه أشبه بالزومبي (الموتى الأحياء) وفقا لشركة "نوميكس" لتزويد البيانات.

 

يجري بناء معظم مشروعات سلاسل الكتل حول عملات رقمية مخصصة لها، والتي عادة ما تستخدم كأداة لمكافأة المستخدمين وتعويض المطورين عن عملهم مما يمنحهم حافزا لمواصلة الانخراط في المشروع. وخلال ارتفاع السوق العام الماضي، أصدرت آلاف الشركات الناشئة للعملات الرقمية أدوات رمزية (توكن) جديدة لدعم تلك المشاريع، وكانت التوقعات بالصعود تعني أن هناك طلبا وفيرا على السوق لاستيعاب القدر الأكبر منها مع استمرار ارتفاع الأسعار.

 

لكن كل هذا تغير في العام الجاري، إذ أدت أوضاع الاقتصاد الكلي إلى عزوف المستثمرين عن الأصول مرتفعة المخاطر وانخفضت أسعار أدوات الرمز. وأدى انهيار مؤسسات مثل "تيرا بلوكتشين" وصندوق التحوط "ثري آروز كابيتال" وشركات التشفير مثل "سلسيوس نتورك" إلى المزيد من عمليات البيع وفتور في تمويل مشروعات رأس المال المخاطر. عانت "بتكوين" و"إيثر"من الهبوط قبل أن تجدا بعض الدعم في النهاية. لكن بالنسبة للكثير من العملات الأخرى الوليدة فإن التراجع كان ضربة قاضية.

 

تقول "نوميكس" إن العملات الرقمية التي لم يتم تداولها لمدة شهر بلغت 12100 عملة وهو يزيد على مثلي المسجل في جميع السنوات السابقة مجتمعة.

 

ويقول "جاكوب جوزيف" محلل الأبحاث لدى "كريبتو كومبير" إنه خلال صعود السوق في 2021 "كان هناك الكثير من المال والاهتمام والسيولة للمشاريع الجديدة والقائمة، لكن مع استمرار هبوط السوق، حتى المشاريع الجيدة ذات الجدوى ستواجه صعوبات للحفاظ على عملياتها لأنها تفقد إمكانية الوصول إلى رأس المال والتمويل".

 

يتناقض ذلك مع أوضاع الطروحات الأولية للعملات التي تمت خلال السوق الهابطة السابقة التي بدأت في 2018. في ذلك الوقت، أصدرت الشركات الناشئة عملات، غالبا بشكل غير قانوني كما اتضح فيما بعد، لجمع التمويل. لم تكن هذه الطروحات تتضمن نماذج أولية فعالة، وكان عدد مستخدميها أقل، وعندما انهارت، فإن المستثمرين وحدهم من تضرروا. وفي ذلك الوقت كانت السوق أصغر، ففي 2018، تحولت إجمالا 136 عملة فقط إلى زومبي، بينما بلغ العدد 766 في 2019، ما يقل بكثير جدا عن العام الجاري.

 

مشروعات متنوعة توقفت

 

من الصعب معرفة نطاق أو جدية المشاريع التي تأثرت هذه المرة، بيد أن قدرا كبيرا منها هي على الأرجح مشاريع شخصية أطلقت لغرض الترفيه أو حتى مشروعات قصيرة المدى غير مدعومة ماليا بشكل كبير، وفقا لما ذكره "نيك غوتييه" الشريك المؤسس لدى "نوميكس".

 

الكثير من تلك المشاريع، مثل مشروع يطلق عليه "BoomSpace"، الذي يقول إنه يعمل على ألعاب سلاسل الكتل، لم يعد له موقع نشط على الإنترنت، فقط حساب على تويتر لم يتم تحديثه منذ عدة أشهر.

 

"Eloonmoon" وهي أداة رمز مميز (توكن) للعبة تتعلق باستكشاف القمر مثال آخر، إذ حذرت خدمة "كوين ماركت كاب" التي تتتبع العملات الرقيمة من أنها تلقت العديد من التقارير بأن بعض حائزي تلك الأداة لم يعد بمقدورهم بيعها.

 

حتى بين العملات الرقمية النشطة، باتت أحجام التداولات ضعيفة. فمن بين أكثر من 64400 عملة تقوم "نوميكس" بتتبعها، فإن نحو 13800 فقط سجلت أحجام تداول في يوم واحد، وفقا لما ذكره "غوتييه".

 

كما أن هناك عددا لا يحصى من العملات التي ليست "زومبي" تماما حتى الآن لكنها تكاد تكون كذلك، إذ يتم التداول عليها بجزء من السنت الأمريكي، مثل "تيرا كلاسيك".

 

وفي حين أن العديد من المشروعات احتفظت بعملاتها الرقمية كاحتياطي في فترة الانتعاش، فإن البيئة الحالية تشير إلى أن الشركات الناشئة تنتهج مسارا أكثر حذرا، وربما تحتفظ بعملات رقمية تتداول على نطاق واسع ولها قيمة مثل إيثر أو حتى سيولة تقليدية كاحتياطي.

 

وقال غوتييه "أعتقد أن مشاريع العملات الرقمية ستحتاج إلى التأكد من أنها مستعدة للانخفاضات بنفس القدر الذي ترغب فيه في الارتفاع".



لكن "جون جريفين" الأكاديمي المتخصص في الشؤون المالية بجامعة تكساس في "أوستن" يتوقع أن يزيد عدد العملات الزومبي على الأرجح في ظل تنبؤات بأن ضعف بيئة السوق مستمر لبعض الوقت.

 

وعلى عكس القطاعات الأخرى، لا يكون الأمر ملحوظا في العملات المشفرة عندما تتحول إلى زومبي وتصبح المشروعات متوقفة فعليا.

 

وكتب "آرون براون" المستثمر في العملات المشفرة: "لا توجد واجهة متجر لتغطيتها، ولا مخزون لبيعه، ولا موظفون يطالبون بإعانة بطالة... فقط أناس فقدوا اهتمامهم بأداة رمز مميزة وانتقلوا إلى شيء آخر".

 

هذه الديناميكية هي أحد أسباب استمرار ظهور العملات الرقمية الجديدة، بينما يتم التخلي عن عملات أخرى، وهي أيضا السبب في أنه من المحتمل أن يجلب الصعود القادم للسوق المزيد من العملات الجديدة، والتي قد يصبح الكثير منها "زومبي" في الوقت المناسب لها.


 

المصدر: أرقام- رويترز- بلومبرج

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة