قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم السبت إن روسيا علقت مشاركتها في اتفاق تصدير المنتجات الزراعية من الموانئ الأوكرانية، والذي تم بوساطة من الأمم المتحدة، في أعقاب الهجمات على سفن في شبه جزيرة القرم، ما يمثل ضربة للاتفاق الذي أبرم قبل نحو ثلاثة أشهر بهدف تخفيف الضغط العالمي على إمدادات الحبوب.
وقالت روسيا إن القوات الأوكرانية استخدمت طائرات مسيرة في مهاجمة سفن من أسطول البحر الأسود في سيفاستوبول، أكبر مدينة في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان "مع الأخذ في الاعتبار... العمل الإرهابي الذي نفذه نظام كييف بمشاركة خبراء بريطانيين، ضد سفن أسطول البحر الأسود وسفن مدنية منخرطة في ضمان تأمين ’ممر الحبوب’، يعلق الجانب الروسي مشاركته في تنفيذ اتفاقات تصدير المنتجات الزراعية من الموانئ الأوكرانية".
وقالت الوزارة في وقت سابق إنه تم صد معظم هجمات الطائرات المسيرة اليوم لكن أضرارا طفيفة لحقت بكاسحة ألغام روسية.
واتهم أندريه مدير مكتب الرئيس الأوكراني روسيا "بالابتزاز" و"اختلاق هجمات إرهابية" على أراضيها، وذلك عقب انفجارات وقعت في شبه جزيرة القرم المحتلة اليوم السبت.
ويبدو أن تصريحات المسؤول الأوكراني تأتي ردا على اتهامات روسية لكييف بأنها وراء الانفجارات.
وقال وزير الزراعة الروسي دميتري باتروشيف في وقت سابق اليوم إن روسيا مستعدة لتوريد ما يصل إلى 500 ألف طن من الحبوب إلى الدول الفقيرة خلال الأشهر الأربعة المقبلة بمساعدة تركيا، وهو ما يحل محل إمدادات الحبوب الأوكرانية.
وأضاف "مع الأخذ في الاعتبار حصاد هذا العام، فإن روسيا الاتحادية على استعداد تام لاستبدال الحبوب الأوكرانية وتقديم الإمدادات بأسعار معقولة لجميع الدول المهتمة".
ومنذ توقيع روسيا وأوكرانيا على مبادرة حبوب البحر الأسود المدعومة من الأمم المتحدة في تركيا في 22 يوليو تموز، تم تصدير عدة ملايين من أطنان من الذرة والقمح ومنتجات دوار الشمس والشعير وبذور اللفت والصويا من أوكرانيا.
وقال مارتن جريفيث منسق مساعدات الأمم المتحدة يوم الأربعاء إنه "متفائل نسبيا" بأن يمتد الاتفاق، الذي سمح باستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية من البحر الأسود، إلى ما بعد منتصف نوفمبر تشرين الثاني.
وبموجب الاتفاق، تمكنت أوكرانيا من استئناف صادراتها من الحبوب والأسمدة عبر البحر الأسود، والتي توقفت عندما غزت روسيا جارتها في 24 فبراير شباط. وتم الاتفاق مبدئيا على أن تكون مدة الاتفاق 120 يوما.
وقالت الخارجية الروسية في بيان منفصل إنه في أعقاب الهجمات على السفن الروسية "لا يمكن للجانب الروسي ضمان سلامة سفن البضائع الجافة المدنية المشاركة في ’مبادرة البحر الأسود’"، ويعلق تنفيذها اعتبارا من اليوم إلى أجل غير مسمى.
وأضافت "التعليمات ذات الصلة صدرت لممثلين روس في مركز التنسيق المشترك في إسطنبول الذي يسيطر على نقل المواد الغذائية الأوكرانية"، في إشارة إلى دور تركيا في تنفيذ الاتفاق.
وناشد ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة الطرفين تجديد الاتفاق.
وقال دوجاريك في بيان "نؤكد على الضرورة الملحة للقيام بذلك للمساهمة في الأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم وتخفيف المعاناة التي تسببها أزمة تكاليف المعيشة على مليارات البشر في العالم".
وأضاف أن "الحكومات وشركات الشحن وتجار الحبوب والأسمدة والمزارعين في جميع أنحاء العالم" يتطلعون إلى توضيح بشأن مستقبل الاتفاق.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}