سجل الدولار الأمريكي خلال العام الحالي أعلى مستوياته في 20 عامًا، مستمدًا قوته من عدد من العوامل المحلية والدولية على حد سواء، ورغم أن الظروف الاقتصادية قد تتغير في عام 2023، فإن الخبراء يتوقعون احتفاظ العملة بمكانة قوية.
لماذا يتحلى الدولار بهذه القوة؟
- أصبح الدولار العملة الاحتياطية العالمية المهيمنة منذ الحرب العالمية الثانية، مما يعني أنه الأكثر استخدامًا من قبل البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم للتجارة الدولية والمعاملات المالية.
- ولا يزال الدولار الأمريكي يعتبر عملة الملاذ الآمن من قبل المستثمرين، لذلك كان دوره في الاقتصاد العالمي خلال عام 2022 عاملاً رئيسياً في قوته.
- ويقول "ديف شابس" الأستاذ المساعد في كلية هاريس للسياسة العامة بجامعة شيكاغو: لطالما كان يُنظر إلى الولايات المتحدة على أنها الملاذ الآمن الأول في أوقات عدم اليقين السياسي أو العسكري".
- وعندما اندلعت الحرب الروسية في أوكرانيا، بحث المستثمرون عن ملاذات مستقرة لاستثمار أموالهم، حيث تهدد الحرب بإبطاء النمو الاقتصادي في جميع أنحاء أوروبا وإشعال أزمة الطاقة في القارة حتى عام 2023 وربما عام 2024.
ارتفاع الفائدة الأمريكية
- ترتبط قوة مؤشر الدولار أيضًا بالعملات الرئيسية الأخرى، مما يعني أن السياسات الاقتصادية للدول الأخرى تلعب دورًا في قيمتها، حيث يقيس مؤشر الدولار قوة العملة الأمريكية مقابل كل من اليورو والين الياباني والجنيه الإسترليني والدولار الكندي والكرونة السويدية والفرنك السويسري.
- وعلى عكس الدولار الأمريكي، لم تخضع هذه العملات الأخرى لنفس سياسات رفع الفائدة التي تم اتباعها من قبل الاحتياطي الفيدرالي لإبطاء التضخم المتصاعد في الولايات المتحدة.
- وفي حين أنه يمكن للولايات المتحدة تحمل القيام بذلك لأن الاقتصاد الأمريكي لا يزال قويًا إلى حد ما، تعاني منطقة اليورو على الجانب الآخر من ضعف الاقتصاد في العديد من البلدان والذي تفاقم بسبب ارتفاع الأسعار بشكل مباشر في سوق الطاقة.
كيف يفيد الدولار القوي المستهلكين الأمريكيين؟
- الدولار القوي له آثار متباينة على المستهلكين في الولايات المتحدة، فمع زيادة قيمة العملة يمكن توقع انخفاض أسعار الأسهم في الولايات المتحدة، مما يعني خسارة في قيمة مدخرات التقاعد للعديد من المستثمرين.
- على الجانب الآخر، تعني القيمة المرتفعة للدولار أن بعض السلع تكون ميسورة التكلفة، ويقول "شابس": الدولار القوي يجعل المنتجات المستوردة أقل تكلفة نسبيًا مقارنة بالمنتجات المحلية.
- كما يمكن أن يكون السفر إلى الخارج أكثر ملاءمة للميزانية بالنسبة للمستهلكين الأمريكيين عندما يرتفع الدولار، لا سيما في المناطق التي صعد فيها مقارنة بالعملة المحلية للدولة، ويشمل ذلك اليابان والمملكة المتحدة والسويد وسويسرا وكندا.
هل تستمر قوة الدولار في عام 2023؟
- يمكن أن يؤثر عدد من العوامل المتغيرة على قيمة الدولار في العام المقبل، خاصة وأنه من غير المؤكد ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سيستمر في تعديل أسعار الفائدة.
- وشجعت الأمم المتحدة البنك المركزي الأمريكي على وقف الزيادات، حيث ترى أن الزيادات الإضافية قد تحفز الركود العالمي وتضر بالدول النامية التي تضررت بالفعل بشدة من زيادة تكلفة السلع الأمريكية.
- ومع ذلك، قد يكون هناك المزيد من ارتفاعات المعدلات، إذ يقول "شابس": "إلى أن يرى بنك الاحتياطي الفيدرالي أن التضخم معتدل إلى حد كبير، وما دام أن الاقتصاد الأمريكي لا يسقط في حالة ركود، أتوقع أن يواصل الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة خلال جزء كبير من عام 2023".
- وفي الوقت نفسه، بدأت الدول الأخرى في إجراء زيادات في أسعار الفائدة الخاصة بها وقد تستمر في دورة التشديد النقدي، مما قد يوازن وضع الدولار في مواجهة العملات الأخرى عالميًا.
- كذلك من المتوقع أيضًا أن يلعب الصراع الدائر في أوكرانيا دورًا في التأثير على قيمة الدولار الأمريكي في عام 2023، والتي ستميل للارتفاع مقارنة مع العملات الأوروبية في حالة استمرار الحرب.
المصدر: فوربس
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}