نبض أرقام
08:17 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/11/24
2024/11/23

رئيس "حديد" لـ"أرقام": أسعار مواد الخام شهدت تقلبات سعرية غير مسبوقة منذ بداية العام.. ونتوقع مستقبلاً مبشراً للطلب في المملكة

2022/12/06 أرقام - خاص


"صلاح بن أحمد الأنصاري" رئيس الشركة السعودية للحديد والصلب "حديد"


قال المهندس صلاح بن أحمد الأنصاري، رئيس الشركة السعودية للحديد والصلب "حديد"، إنه منذ مطلع العام الجاري، شهدت أسعار مواد الخام تقلبات سعرية غير مسبوقة، امتدت إلى جميع أنواع الحديد.

 

وأوضح الأنصاري في مقابلة مع "أرقام"، أن ارتفاع أسعار الحديد جاء نتيجة لعدة عوامل عالمية مفاجئة، أبرزها التوترات الجيوسياسية الحالية في أوروبا، وارتفاع أسعار الوقود عالميًا.

 

وأشار إلى أن صناعة الحديد والصلب ترتبط بشكل وثيق بالحالة الاقتصادية في الدول، متوقعا مستقبلاً مبشراً للطلب في المملكة، لا سيما في ظل العمل على قدمٍ وساق في المشاريع العملاقة المرتبطة برؤية السعودية 2030.

وقال إن الشركة اتجهت للبحث عن فرص استثمارية في موريتانيا لاستغلال خام الحديد لضمان استدامة سلاسل الإمداد، مبينا أنه في ظل عدم استقرار أسواق خام الحديد، فإن الشركة الموريتانية السعودية للمعادن والصلب "تكامل"، تمثل مشروعاً مشتركاً للتنقيب واستخراج مواد خام الحديد المستخدم في عمليات التصنيع الأساسية.

 

ولفت الأنصاري إلى التقلبات التي شهدتها أسعار المواد الخام وانعكاسها على منتجات الحديد خلال العام الجاري، وأوضح تطور الطاقات الإنتاجية التاريخية للشركة. ومشاريعها، وإلى تفاصيل اللقاء:

 

*ما حجم الطاقة الإنتاجية السنوية للمنتجات الرئيسة في شركة "حديد"؟

- تفخر الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" بكونها أكبر منتج للحديد والصلب في منطقة الخليج عبر شركتها التابعة الشركة السعودية للحديد والصلب "حديد"، المملوكة لها بالكامل.

 

حيث بدأت مسيرة شركة "حديد" في عام 1979 بطاقة إنتاجية بلغت 850 ألف طن من المنتجات الطويلة، وفي عام 1988، تم رفع الطاقة الإنتاجية إلى 1.2 مليون طن. وفي عام 1998، تمت إضافة خط لإنتاج المنتجات المسطحة بطاقة إنتاجية وصلت إلى مليون طن. وتمت زيادة الطاقة الإنتاجية من جميع المنتجات خلال الأعوام الماضية حتى وصلت اليوم إلى 5.8 مليون طن (3.8 مليون للمنتجات الطويلة – 2 مليون للمنتجات المسطحة).

 

*ما نظرتكم لأسعار خام الحديد عالمياً؟ وما العوامل التي ستؤثر على أسعاره في الفترة المقبلة؟

- منذ مطلع العام الجاري، شهدت أسعار مواد الخام تقلبات سعرية غير مسبوقة، امتدت إلى جميع أنواع الحديد، منها: قضبان حديد التسليح ولفات الأسلاك ومسطحات الحديد المسحوبة على الساخن وعلى البارد، وغيرها من مقاطع الحديد وأنابيب النفط والغاز.

 

جاء ارتفاع أسعار الحديد نتيجة لعدة عوامل عالمية مفاجئة، أبرزها التوترات الجيوسياسية الحالية في أوروبا، وارتفاع أسعار الوقود عالميًا، ما أثر بدوره على تكاليف سلاسل الإنتاج والإمداد، وقيود حكومة الصين الشعبية على العمليات الإنتاجية للحد من الانبعاثات الكربونية.

 

في المقابل، تميزت "حديد" بالكفاءة والموثوقية في عملياتها التشغيلية والتجارية لعملائها كافة، كونها أحد المصانع المتكاملة التي عززت من موقفها التنافسي في الاستدامة عبر توريد منتجاتها المتنوعة حتى أثناء الأزمات العالمية والظروف الصعبة.

 

ورغم تأثر الأسعار المحلية بالارتفاعات العالمية، إلا أن مستوى الأسعار يظل أقل مما وصلت إليه الأسواق الأوروبية والأمريكية والإقليمية.

 

*على المستوى المحلي.. ما توقعاتكم لمستويات الطلب والأسعار في السوق السعودية؟

- ترتبط صناعة الحديد والصلب بشكل وثيق بالحالة الاقتصادية في الدول، ولها علاقة كبيرة بالقطاعات الاقتصادية المختلفة، وعلى رأسها البناء والتشييد والمقاولات والبنى التحتية، بالإضافة إلى صناعة السيارات والصناعات العسكرية وصناعة النفط والغاز والطاقة المتجددة، وغيرها من الصناعات ذات القيمة المضافة.

 

ومن هنا فإننا نتوقع مستقبلاً مبشراً للطلب في المملكة بإذن الله، لا سيما في ظل العمل على قدمٍ وساق في المشاريع العملاقة المرتبطة برؤية السعودية 2030 الطموحة، التي أطلقت في عام 2016، ومن بينها مدينة نيوم ومشروع البحر الأحمر ومشروع القدية، وغيرها من المشاريع السكنية والسياحية. ومع تجاوز المملكة مرحلة الانطلاق في مشاريع الرؤية والدخول في مراحل التنفيذ المختلفة، سيكون لدى المملكة مستقبل واعد في صناعة الحديد والصلب.

 

لكن صناعة الحديد والصلب تمر بعدة صعوبات وتحديات في ظل عدم استقرار الأوضاع الاقتصادية العالمية، مثل زيادة تكلفة الطاقة الكهربائية وارتفاع تكلفة اللقيم عالمياً وصعوبة توفره محلياً، ما انعكس بشكلٍ مباشر على أسعار تكلفة الإنتاج.

 

إلا أن استراتيجية "حديد" تتمثل في التركيز على تلبية متطلبات السوق المحلية أولاً، وضمان إمداد السوق بكل الاحتياجات حتى لا يكون هناك أي نقص، انطلاقاً من التزامنا بتحقيق مستهدفات رؤية المملكة، باعتبارها محركًا قوًيا وطموحًا لدفع الجهود الرامية إلى تقليل اعتماد المملكة على النفط، وبناء اقتصاد واسع التنوع من أجل مستقبل مستدام.

 

*بكم تقدر حصتكم السوقية في المملكة؟

- أود بدايةً أن أشير إلى تصنيف المملكة في المركز الرابع عالمياً ضمن قائمة أكبر منتجي الصلب باستخدام عملية الاختزال المباشر الصديقة للبيئة، في حين يناهز حجم سوق الحديد المحلية قرابة 12 مليون طن من مختلف المنتجات، والتي ينتجها عددٌ من المصانع يصل إلى أكثر من 40 مصنعاً.

 

وبما أن شركة "حديد" تُصنّع باقة متنوعة من منتجات الحديد والصلب الطويلة والمسطحة، التي تستخدم في العديد من القطاعات، مثل البناء والتشييد، والصناعات التحويلية، وصناعه أنابيب النفط والغاز، وغيرها من استخدامات الحياة الأساسية؛ فتقدير الحصة السوقية قد يتفاوت من حيث القطاع، لا سيما أنها المصنّع الوحيد الذي يمتلك مركزاً للبحوث والتطوير لتقديم أفضل الحلول وضمان مطابقة المنتجات لأعلى المعايير والمواصفات.

 

*ما حجم عمليات التوريد من منتجات (حديد) إلى المشاريع الكبرى مثل نيوم والقدية وأمالا البحر الأحمر وغيرها؟

- تفخر شركة"حديد" بتوريد أكثر من 130 مليون طن من الحديد منذ تاريخ تأسيسها إلى كثير من المشاريع الإنشائية في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك توسعة المسجد الحرام في مكة المكرمة، وبرج المملكة في الرياض، وأيضاً مشاريع الرؤية كمدينة نيوم عبر العديد من الموزعين والمقاولين ومراكز الصناعات التحويلية.

 

كما أن منتجات "حديد" ليست مقصورة على المشاريع الإنشائية، حيث إن منتجاتها تدخل في العديد من الصناعات ذات القيمة، كالطاقة المتجددة وكابلات الكهرباء والأجهزة المنزلية المختلفة.

 

*ما مشاريع الشركة القادمة؟

- تنظر الشركة إلى صناعة الحديد بوصفها واحدة من ركائز الصناعات الوطنية الاستراتيجية، لما لها من دور محوري في تحقيق رؤية السعودية 2030 عبر تنويع مصادر الدخل ودعم الصناعات التحويلية المرتبطة بها وتعزيز المحتوى المحلي.

 كما أنها تركز على تطوير الفرص الاستثمارية في صناعة الحديد عبر تعزيز قدراتها التنافسية في ظل تسارع المتغيرات الاقتصادية والجيوسياسية.

 

وفي ظل عدم استقرار أسواق خام الحديد، ولضمان استدامة سلاسل الإمداد، اتجهت الشركة إلى البحث في فرص استثمارية مع الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "سنيم" لاستغلال خام الحديد في موريتانيا، حيث إنها تعتبر من أفضل المناجم العالمية من حيث الجودة وأقلها تكلفة في الإنتاج.

 

وتمثل الشركة الموريتانية السعودية للمعادن والصلب "تكامل"، مشروعاً مشتركاً للتنقيب واستخراج مواد خام الحديد المستخدم في عمليات التصنيع الأساسية.

 

وتؤكد الشركة على أهمية الاستدامة البيئية في عملياتها التصنيعية، كونها من أكبر منتجي الحديد، باستخدام عملية الاختزال المباشر الصديقة للبيئة؛ ما أسهم في تسجيل المملكة معدلات أقل من المتوسط العالمي بنسبة 60% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في قطاع صناعة الحديد.

 

ولا تزال الشركة مستمرة في دراسة جميع خيارات التقنيات منخفضة الكربون، حيث إن المملكة لديها بنية تحتية تعتبر من الأفضل عالمياً، تمكننا من الإسهام في تحقيق مبادرة السعودية الخضراء بحلول عام 2030.

 

ومع امتلاكها لأكبر مصنع لإعادة تدوير الخردة، نجحت الشركة في تطوير تقنياتها بالاستفادة من مواد أخرى من الصناعات البتروكيماوية، مثل فحم الكوك الناتج عن عملية صنع الأوليفينات (يذكر أن الشركة حاصلة على براءة اختراع في إعادة تدوير فحم الكوك الناتج عن عملية صنع الأوليفينات من خلال عملية صهر الصلب، ما يؤدي إلى فوائد بيئية ملحوظة).

 

ويتم العمل حاليا على دراسة إمكانية تدوير المحفزات المستهلكة في الصناعات الكيميائية كمصدر لعناصر صناعة السبائك، وأيضا دراسة إمكانية التقاط غاز ثاني أكسيد الكربون من مصنع الاختزال الرابع ضمن خطة الشركة للحياد الكربوني 2050.

 

وتسعى "حديد" من الاستفادة من الخطة الوطنية لهيكلة قطاع الحديد والصلب، من خلال مركز الأبحاث الخاص بها، في رفع كفاءة التشغيل ودعم التوطين وتنويع قدراتها التنافسية لضمان استمرار موثوقية المنتجات في ظل تحديات القطاع الراهنة.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.