يبدو أن برنامج الذكاء الاصطناعي "شات جي بي تي" لن يكون "تقنية مزعزعة" فقط في مجال محركات البحث والمساعدين الإلكترونيين، ولكن سيشمل صناعات وأعمالا أخرى.
من بين المستفيدين من محرك البحث والمحادثة القائم على الذكاء الاصطناعي مؤخرًا، كان الأمريكي "بريت شيكلر" الذي يعمل مندوب مبيعات في إحدى الشركات.
"شيكلر" لم يتخيل قط أن يكون كاتبًا له مؤلفات منشورة رغم أن الحلم راوده كثيرًا، ومع ذلك، فإن الذكاء والسرعة والدقة الكامنة في خوارزميات "شات جي بي تي" منحته فرصة العمر.
اختصار جهد شهور
- ما كان على "شيكلر" سوى تقديم بعض التوجيهات والتساؤلات البسيطة للبرنامج من أجل الحصول على نصوص شكلت كتابه الإلكتروني المصور للأطفال، والذي تكون من 30 صفحة في غضون ساعات قليلة.
- الكتاب الذي بدأ بيعه عبر "أمازون" في يناير، تدور قصته حول سنجاب يدعى "سامي"، والذي يتعلم من أصدقائه في الغابة توفير المال بعد عثوره على عملة ذهبية، ليصنع حصالة على شكل البلوط.
- بدأ "سامي" الاستثمار في تجارة البلوط على أمل أن يشتري يومًا ما حجر طحن البلوط، حتى أصبح بالفعل أغنى سنجاب في الغابة، وحسده أصدقاؤه، فيما ازدهرت الغابة مع استثماراته.
- الكتاب الذي يحمل عنوان "السنجاب الصغير الحكيم: قصة ادخار واستثمار"، يباع عبر "أمازون" مقابل 3 دولارات، أو 10 دولارات للنسخة المطبوعة.
- حقق "شيكلر" أقل من 100 دولار من مبيعات الكتاب، وفي حين أن هذا قد لا يبدو كثيرًا، إلا أنه كان كافيًا لإلهامه لتأليف كتب أخرى باستخدام البرنامج، وربما يكون كافيًا لإلهام جيل جديد من الكتاب.
التجربة في مهدها
- قال رجل المبيعات الذي استخدم قدرة "شات جي بي تي" على صياغة النصوص: "أستطيع أن أرى أشخاصًا يبنون حياتهم المهنية كاملة من هذا، مثل كتابة قصة عن أب يعلّم ابنه عن الثقافة المالية".
- يأتي "شيكلر" في طليعة الحركة التي تختبر قدرات ونقاط ضعف "شات جي بي تي"، الذي ظهر لأول مرة في نوفمبر وتسبب في صدمة عبر وادي السيليكون، نظرًا لتجاوبه مع أسئلة المستخدمين بشكل فعال.
- اعتبارًا من منتصف شهر فبراير، كان هناك أكثر من 200 كتاب إلكتروني في متجر "أمازون"، تحمل اسم "شات جي بي تي" كمؤلف أو مؤلف مشارك.
- مع ذلك، ونظرًا لطبيعة البرنامج الذي لم يكشف الكثير من المؤلفين عن استخدامهم له، فمن المستحيل تقريبًا الإحصاء بدقة عدد الكتب الإلكترونية التي كتبها "شات جي بي تي".
- في حين زاد البرنامج من حدة المنافسة بين شركات التقنية، وتحفيز استثمارات المستثمرين في أعمال الذكاء الاصطناعي، فهناك مخاوف كبيرة بشأن المصداقية تدور حوله.
مخاوف وشكوك
- نظرًا لأن البرنامج يتعلم كيفية الكتابة عن طريق مسح ملايين الصفحات من النصوص الموجودة بالفعل، فهناك مخاوف بشأن الانتحال.
- يتجه إليه الروائيون الجدد وغيرهم من المعنيين بكتابة المحتوى، وممن يتطلعون إلى تحقيق ربح سريع، إلى البرنامج للمساعدة في إنشاء كتب إلكترونية ونشرها من خلال "أمازون".
- يبدو البرنامج جاهزًا لإحداث ثورة في هذا المجال، وقد ظهرت على "يوتيوب" و"تيك توك" مئات المقاطع التعليمية التي تشرح كيفية تأليف كتاب عبر "شات جي بي تي" خلال ساعات قليلة.
- لكن هذه الثورة محفوفة بالمخاوف، وقالت "ماري راسنبيرجر" المديرة التنفيذية لمجموعة المؤلفين "أوثرز جيلد": "هذا شيء نحتاج حقًا إلى القلق بشأنه، فهذه الكتب ستغرق السوق وسيصبح الكثير من المؤلفين عاطلين عن العمل.
- ذكرت "راسنبيرجر" أن ما وصفته بـ"الكتابة الشبحة" من قبل البشر كانت تقليدًا منذ زمن بعيد، لكن القدرة على الأتمتة من خلال الذكاء الاصطناعي يمكن أن تحول تأليف الكتاب من حرفة إلى سلعة.
- دعت الكاتبة إلى وجود شفافية من المؤلفين والمنصات حول كيفية إنشاء هذه الكتب أو سينتهي الأمر بإنتاج "الكثير من الكتب منخفضة الجودة".
المصدر: رويترز
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}