احتلّت مواضيع الابتكار الرقمي والاستثمار في التقنية الخضراء ودورهما الرئيسي في نمو القطاع المالي، وأثرهما في تحفيز النمو الاقتصادي العالمي وتنوعّه خلال السنوات العشر القادمة، مساحة كبيرة من نقاشات الجلسات الحوارية خلال مؤتمر القطاع المالي الذي يقام في الرياض ويستضيف 3000 مشارك من المجتمع المالي العالمي، تحت شعار "آفاق مالية واعدة".
ومع تصاعد وتيرة التحول الرقمي للخدمات المالية وخصوصًا في نظام المدفوعات، والتوسع الذي يحدث حاليًا في قطاع التقنية المالية، أصبح الاعتماد على الأوراق النقدية شيئًا من الماضي. لذا تحدّث الرئيس الإقليمي لشركة فيزا في وسط وشرق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا السيد أندرو توري، في جلسةٍ حوارية حول تشكيل مستقبل المدفوعات الرقمية، وقال: "الأوراق النقدية ستختفي، مع تصاعد استخدام المدفوعات الرقمية.
ففي عام 2019 كانت 65٪ من المعاملات نقدية على بطاقات فيزا، وحين وصلنا لعام 2022 تقلصت لتصل إلى 48٪. وفي عام 2017 في المملكة كانت المدفوعات الرقمية تشكّل نسبة 17٪ من المدفوعات، أما الآن فهي تشكّل 96٪".
وقال المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة 2سي 2بي السيد أونغ كياو: " أصبحت التجارة الإلكترونية في جنوب شرق آسيا ضرورة من ضروريات الحياة وليست مجرد رفاهية، كما أنّ التجارة الإلكترونية تنمو هنا بنسبة 30٪ حيث كان للوباء دور كبير في زيادة هذا النمو".
وأوضح مدير الأصول الافتراضية وبرنامج العملة الرقمية للبنك المركزي السعودي الأستاذ محسن الزهراني، تطلعات العالم نحو مستقبل بلا نقد بتواجد العملة الرقمية، حيث قال: "في نهاية عام 2022 كانت هناك 114 دولة حول العالم، تمثّل أكثر من 95٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، تبحث وتستكشف العملة الرقمية للبنك المركزي، فيما أطلقت 11 دولة في العملة الرقمية بالكامل".
وأضاف الشريك المؤسس والرئيس التنفيذى لشركة أطلس ميرتشانت كابيتال، السيد بوب دايموند: "تحرز المدفوعات الرقمية تقدمًا كبيرًا على مستوى الأفراد، فيما لا تزال بمستوى أقل للمدفوعات بين الشركات. ومن المثير للاهتمام هو كيف تم تطوير تقنية البلوك تشين كنظام دعم تقليدي، ولكنني أرى أنها ستكون بعد 10 سنوات من اليوم أساس تقنية البنوك الكبرى".
وفي جلسة حوارية حول الأسهم الخاصة، قال المؤسس المشارك والرئيس المشارك لمجموعة كارلايل، ديفيد روبنشتاين: "من الصعب جمع الأموال اليوم والأكثر صعوبة هو استثمار هذه الأموال، لكنني ما زلت أعتقد أن شركات الأسهم الخاصة في تعيش حالةً جيدة جدًا، حيث نمت الأسهم الخاصة، بشكل كبير مقارنةً بالسنوات الماضية، وذلك لأنّ معدلات العوائد كانت ممتازة. واليوم هناك الكثير من الفرص الجذابة في قطاعات الخدمات المالية والرعاية الصحية والتقنية والذكاء الاصطناعي".
وفي الوقت الذي تشهد فيه المؤسسات المالية العالمية خطوات متسارعة في تحويل استراتيجياتها الاستثمارية لتلبية احتياجات التمويل في المشاريع التي تستثمر في الطاقة المتجددة الجديدة أو استراتيجيات الأعمال للحياد الكربوني، والتي تعبّر عن توجهات العالم الجديد للوصول إلى الحياد الصفري؛ أوضح الرئيس العالمي للخدمات المصرفية للشركات في جي بي موغان السيد شورد لينارت، خلال الجلسة الحوارية التي ناقشت استراتيجيات الاستثمار في الاقتصاد الأخضر، وذلك بقوله: "لا يمكننا التحوّل بسرعة كبيرة لأن العالم يحتاج إلى الطاقة، كما أنّ المصادر التقليدية تلعب دورًا مهمًا في تحول الطاقة، لكن من الواضح أن الانتقال بات أمرًا ضروريًا، ويتطلب منّا مساعدة عملائنا في تمويل ذلك والانتقال إلى ملف أكثر خضرة". وعن العملاء الجدد قال لينارت : "نستخدم الآن منهجية تقييم الكربون مع العملاء الجدد قبل أن نقرر الدخول في استثمارات معهم."
وحول فاعلية الاقتصاد الأخضر في الدول النامية، أكّد نائب رئيس تمويل التنمية في البنك الدولي السيد أكيهيكو نيشيو، صعوبة تحقيق ذلك في الدول النامية قائلًا: "من الصعب أن يكون الاقتصاد الأخضر محورًا رئيسيًا في الدول الفقيرة وذات الدخل المنخفض التي تفتقد للبنية التحتية القوية والإدارة التنظيمية المناسبة، والقيود الكبيرة التي يجب التغلب عليها أولًا. فعلى سبيل المثال، في أفريقيا 40٪ من السكان يصعب عليهم الوصول إلى خدمات الانترنت".
وقال أكيهيكو نيشيو في الحديث عن التمويل الفعال: "هذه قضية عالمية تؤثر على البلدان المانحة وكذلك الدول النامية. لذا فإنّ الحوار والتعاون الدولي ضرورة من أجل التوصل إلى إجماع عالمي على أن كل هذه القضايا المتعلقة بتغير المناخ يجب معالجتها على وجه السرعة من أجل مصلحة العالم أجمع".
وأضاف العضو المنتدب والرئيس الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في مجموعة بروكفيلد السيد جاد علوان: "لقد جمعنا استثمارات في أكبر صندوق تحولي عالمي في العالم، ونرى أنّ ذلك يجب أن يكون عملية مستمرة ودائمة. كما نواصل الاستثمار في الطاقة الخضراء ونتابع في الوقت ذاته تحوّل الأعمال. ومن أجل الوصول إلى الحياد الصفري ينبغي أن نتوجه إلى مصادر الانبعاثات ونبحث في سبل استخلاص الكربون واحتجازه على سبيل المثال".
الجدير بالذكر أنّ مؤتمر القطاع المالي 2023 هو النسخة الثانية لهذا المؤتمر الذي ينظمه شركاء برنامج تطوير القطاع المالي، وهم وزارة المالية والبنك المركزي السعودي وهيئة السوق المالية، حيث يندرج المؤتمر ضمن برنامج تطوير القطاع المالي في المملكة، الذي يعتبر مكونًا رئيسيًا من مكونات رؤية السعودية 2030. ويشارك في المؤتمر نخبة كبيرة من صناع القرار والمستثمرين والشركات الاستثمارية العالمية والبنوك الدولية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}