نحن نعيش في عالم يغلب عليه الاضطراب والاستقطاب بشكل متزايد، لذا أصبحت هناك حاجة مُلحة أكثر من أي وقت مضى لتمكين قادة الشباب الملهمين الذين يمكنهم المساعدة في معالجة هذه الانقسامات وخلق تغيير حقيقي في العالم.
إذ يجسد الشباب جيلًا جديدًا من القادة المفعمين بالشغف والحماسة والراغبين في القيام بكل ما هو مطلوب لتحسين هذا المناخ المضطرب.
وقد تم إنشاء منتدى القادة العالميين الشباب (YGL) في عام 2004 بهدف مساعدة العالم على معالجة المشكلات المعقدة والمترابطة بشكل متزايد.
وبعد مضي ما يقرب من 20 عامًا، لا يزال مجتمعنا المتنّوع من القادة الشباب يعمل على تشكيل مستقبل أكثر شمولاً واستدامة عبر الحدود والقطاعات.
إعطاء الشباب مساحة لتعلّم القيادة
تم إطلاق منتدى القادة العالميين الشباب لمنح الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا مساحة آمنة للتعلم من بعضهم بعضا حتى يتمكنوا من أن يكونوا قادة أفضل لشركاتهم ومجتمعاتهم بشكل عام.
لدينا الآن أكثر من 1400 من القادة العالميين الشباب الذين أتوا من شتى مناحي الحياة، منهم الفنانون ورؤساء الدول والرؤساء التنفيذيون للشركات الناشئة الرائدة والناشطون والأكاديميون والباحثون والصحفيون.
ولعلّ القاسم المشترك بينهم جميعًا هو أنهم يجتمعون لحل أكثر التحديات والمشكلات إلحاحًا في العالم.
في السياق ذاته، حدد تقرير المخاطر العالمية لعام 2023 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي التهديدات الحالية التي تواجه العالم بما في ذلك أزمة تكلفة المعيشة والاضطرابات الاجتماعية والحروب التجارية.
إلى جانب المخاطر الجديدة مثل الحرب في أوكرانيا، حقبة جديدة من النمو المنخفض، والتطور السريع للتقنيات ذات الاستخدام المزدوج (المدنية والعسكرية)، والتأثير المتزايد لتغير المناخ.
سيكون إشراك الشباب في جميع أنحاء العالم للمساعدة في معالجة هذه المخاطر العالمية الكبرى أمرًا أساسيًا، وقد أظهر مجتمع القادة العالميين الشباب، على وجه الخصوص، منذ فترة طويلة أنه يمكن أن يلعب دورًا حيويًا في دفع مسيرة التعاون بين القطاعين العام والخاص في المصلحة العالمية.
كيف ننشئ القائد العالمي الشاب؟
لا شكّ أن السمة الرئيسية للقائد العالمي من الشباب هي امتلاك القدرة والمرونة للتعامل مع المخاطر المختلفة في آن واحد.
كذلك امتلاك القدرة على التعامل مع ما يعرف باسم فوكا (VUCA) -أو حالة التقلب وعدم اليقين والتعقيد والغموض - أمر بالغ الأهمية أيضًا.
بيد أن هناك بوادر تدعو للتفاؤل؛ إذ يختلف الجيل الجديد من القادة اختلافًا كبيرًا عن أسلافهم، لأنهم يهتمون أكثر بالتأثير الإيجابي على المجتمع والبيئة.
فضلًا عن أن الشباب هم الأفضل لمواجهة تحديات العالم ونحتاج إلى قادة ملهمين يمكنهم إحداث تغيير حقيقي في العالم لصالح الجميع.
كما نشدد على أهمية الحوار بين الأجيال من خلال مجتمع القادة الشباب، ليس فقط لأن القادة العالميين الشباب يتوقون لفرص التعلم؛ ولكن أيضًا لإشراك الأجيال الأكبر سنًا حتى يتمكنوا مجتمعين من خلق تأثير دائم.
وقد لوحظ أن الشباب يطرحون على طاولة النقاش موضوعات لا يزال العديد من نظرائهم الأكبر سناً يعتبرونها من المحرمات.
فهم يميلون إلى الدفاع عن قيمهم ويفكرون بنشاط في بناء الجسور بدلاً من تدميرها، وهذا أمر يجب تشجيعه والاحتفاء به.
مواجهة التحديات العالمية التي تنتظرنا
طرح الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس مؤخرًا دعوة حاشدة للقادة للاتحاد في مواجهة أكثر القضايا إلحاحًا في العالم.
من المفترض أن يضطلع الشباب بدور فعّال في تحقيق هذا الهدف، لكنهم يواجهون تحديات جساما منها الافتقار إلى التمثيل على جميع المستويات السياسية، بما في ذلك في الأمم المتحدة.
في الواقع، أظهرت الانتخابات في جميع أنحاء العالم أن احتمالية خروج العديد من الشباب والتصويت أقل مقارنة بنظرائهم الأكبر سنًا.
المصدر: المنتدى الاقتصادي العالمي (World Economic Forum)
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}