هناك نوعان من البطالة، وهما بطالة احتكاكية (Frictional unemployment)؛ وهي توقف موظف عن العمل في شركة لفترة قصيرة من أجل الانتقال للوظيفة الْجَديدَة، وتحدث بشكل أساسي بسبب التنقلات المستمرة للعاملين بين المناطق والمهن المختلفة الناتجة عن تغيرات في الْاِقْتِصَاد.
وهناك أيضًا البطالة الهيكلية (structural unemployment)، وهي نوع من أنواع الْبِطَالَة التي تظهر نتيجة حدوث تغيرات في الحالة االاقتصادية، ممّا يؤدّي إلى ظهور عدم توافُقٍ بين مهارات العُمّال والمهارات المطلوبة في مجال الأعمال والفُرص الوظيفيّة المُتاحة، وتظهر الْبِطَالَة الْهَيْكَلِيَّة غالباً بسبب الرُّكود الطّويل في بيئة الأعمال مع وجود عُمّال دون وظائف فترةً زمنيّةً طويلة.
هنا تجدر الإشارة إلى أنَّ الْبِطَالَة االاحتكاكية والهيكلية تحدثان حتى في الْاِقْتِصَادات القوية؛ ففي الولايات المتحدة يتراوح المعدل الطَّبِيعِيّ للبطالة بين 4% و5%. في حين يُعرِّف مكتب إحصاءات العمل الْعَاطِلِين على أنهم أولئك الأشخاص الذين تم تسريحهم من العمل وبحثوا بنشاط عن عمل في الأسابيع الأربعة الماضية، أما إذا لم يستمروا في البحث، فإن مكتب إحصاءات العمل لا يحسبهم في قوة العمل.
أربعة أسباب للبطالة الاحتكَاكية
- أحد أسباب الْبِطَالَة هو ترك العمل طواعية، عندما يوفر بعض الْعَاطِلِين عن العمل ما يكفي من المال حتى يتمكنوا من ترك وظائف لا تشبع حاجاتهم، ويكون لديهم رفاهية البحث والانتظار حتى يجدوا الفرصة المناسبة.
- السبب الثاني هو عندما يغير العمال أماكن إقامتهم، ويظلون عاطلين عن العمل حتى يجدوا وظيفة في المدينة الْجَديدَة.
- السبب الثالث هو دخول العمال الجدد إلى القوى العاملة؛ وهذا يشمل الطلاب الذين تخرجوا من المدرسة الثانوية أو الكلية، فهم يبحثون عن وظيفة تناسب مهاراتهم ومؤهلاتهم الْجَديدَة، وهذا هو السبب الرَّئِيسِيّ لبطالة الشباب.
- السبب الرابع هو عودة الباحثين عن العمل إلى القوى العاملة، وهم الأشخاص الذين مروا بفترة في حياتهم عندما تَوَقّفوا عن البحث عن عمل والتفرغ لمهام أخرى سواء لتربية الأطفال أو الزواج أو رعاية الأقارب المسنين.
- هذه الأسباب الأربعة للبطالة وهي جزء لا مفر منه في عملية البحث عن وظيفة. الخبر السار هو أن الْبِطَالَة الاِحْتِكَاكِيَّة عادة ما تكون طَوعِيَّة وقصيرة الأجل.
سببان للبطالة الهيكلية
- في المقابل؛ سنجد أنَّ الْبِطَالَة الْهَيْكَلِيَّة ليست طَوعِيَّة ولا قصيرة الأجل. وتحدث بسبب هذين السببين التاليين.
- السبب الخامس هو التقدم التكنولوجي؛ ويحدث عندما تحل أجهزة الكمبيوتر أو الروبوتات محل العمال. عندئذ يحتاج معظم هؤلاء العمال إلى مزيد من التدريب قبل أن يتمكنوا من العثور على وظيفة جديدة في مجال عملهم.
- السبب السادس هو الاستعانة بمصادر خارجية للعمل؛ أي عندما تنقل الشركة مراكز التصنيع أو الاتصال الخاصة بها إلى بلد آخر؛ حيث تكون تكاليف العمالة أرخص في البلدان ذات تكلفة المعيشة المنخفضة.
- وقد حدث هذا الوضع في العديد من الولايات بعد توقيع اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية في عام 1994 حيث انتقلت العديد من وظائف التصنيع إلى المكسيك، وحدث أيضًا عندما اكتسب العمال في الصين والهند المهارات التي تحتاجها الشركات الأمريكية.
ما الذي يسبب البطالة الدورِية؟
- السبب السابع للبطالة هو عندما يكون هناك عدد وظائف أقل من المتقدمين؛ والمصطلح الفني لهذه الحالة هو "بطالة نقص الطلب"، ويحدث ذلك خلال مرحلة الركود في دورة الأعمال، ويطلق عليه الْبِطَالَة الدَّوْرِيَّة.
- وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ انخفاض الطلب الاستهلاكي يخلق الْبِطَالَة الدَّوْرِيَّة. حينها تخسر الشركات الكثير من الأرباح عندما ينخفض الطلب؛ إذا لم يتوقعوا زيادة المبيعات في القريب العاجل، فإنهم يُضطرون إلى تسريح العمال.
- يؤدي ارتفاع معدل الْبِطَالَة إلى انخفاض الطلب الاستهلاكي بشكل أكبر، وهذا هو السبب في كونه دوريًا. وينتج عن ذلك بطالة على نطاق واسع. ومن الأمثلة على ذلك الأزمة المالية لعام 2008 والكساد الكبير عام 1929.
رفع الحد الأدنى للأجور وعجز الطلب والبطال
- أحيانًا تحدث بطالة عجز الطلب عندما تكون الأجور مرتفعة بشكل مبالغ فيه. حيث يجادل النقاد بأنه عندما تُجبر الشركات على دفع رواتب أعلى لبعض العمال، ستُضطر إلى تسريح العمال الآخرين.
المصدر: ذا بالانس ماني (The Balance Money)
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}