كشفت بيانات حصلت عليها "عمان" عن ارتفاع الإيرادات المحصلة من معالجة النفايات الصناعية في سلطنة عمان إلى 5.3 مليون ريال نظرا لتنفيذ الحكومة "الشركة العمانية القابضة لخدمات البيئة" ممارسات جيدة وتطبيق خطوات منهجية واضحة في إدارة النفايات المستدامة، وتوفير حلول بيئية لجذب الاستثمارات المحلية والدولية، وذلك للمساهمة في تحقيق الحياد الصفري الكربوني الذي تسعى إليه سلطنة عمان بحلول 2050.
وتتضمن النفايات الصناعية، نفايات الرعاية الصحية التي بلغت إيراداتها 2.7 مليون ريال، والنفايات الخطرة حوالي 2.6 مليون ريال.
ووفقا للبيانات، تبلغ كمية النفايات المنتجة سنويا في سلطنة عمان القابلة لإعادة التدوير 2.3 مليون طن سنويا بقيمة 400 مليون ريال، بينما تبلغ عدد الفرص الوظيفية المباشرة وغير المباشرة التي يوفرها هذا القطاع نحو 2300 فرصة.
وتعد إدارة النفايات تحديا كبيرا للحكومة نظرا لما تسببه من أضرار على البيئة والصحة العامة حيث تشير الدراسات إلى أن ما ينتجه الفرد في سلطنة عمان من النفايات يتعدى حوالي 1.2 كيلو غرام يوميا، ولكن ما يميّز هذه النفايات بأن نسبة كبيرة منها قابل لإعادة التدوير من خلال استخدام التقنيات الحديثة والاستفادة منها اقتصاديا.
وتهدف سلطنة عمان عبر خطتها الخمسية العاشرة ( 2021- 2025) إلى استرجاع القيمة المفقودة من النفايات عن طريق استراتيجيات اقتصادية واضحة المعالم، وذلك من خلال تحويل 80% من النفايات المنتجة من المرادم الهندسية بحلول عام 2030 واستغلالها في قطاعات أخرى مثل المياه والنفط والغاز والصناعات التي تعتمد بشكل كبير على الطاقة، إضافة إلى تطوير بيئة تشغيلية مستدامة تجاريا لأصناف النفايات الأخرى مثل نفايات الهدم والبناء، وبطاريات الرصاص الحمضية، والنفايات الكهربائية والإلكترونية، والإطارات منتهية الصلاحية وبعدها يتم دعم الاقتصاد الوطني عبر تزويد القطاع الخاص بفرص استثمارية وتوفير فرص عمل في صناعات "إعادة التدوير".
كما خصصت الخطة العاشرة على طول تنفيذها مبلغا لدعم قطاع النفايات، يبدأ ب64 مليون ريال في 2021، و55 مليون ريال في 2022، و45 مليون ريال في 2023، و40 مليون ريال في 2024، وأخيرا 35 مليون ريال في 2025.
وتقوم " بيئة" ذراع الحكومة في هذا القطاع باستغلال النفايات وتحويلها إلى موارد يتم استخدامها في أماكن مختلفة وذلك لتحقيق الاستدامة والاقتصاد الدائري، إذ وقّعت "بيئة" مؤخرا مذكرة تفاهم مع الشركة العمانية لشراء الطاقة والمياه لبناء محطة لتحويل النفايات إلى طاقة في ولاية بركاء بطاقة استيعابية تصل لـ ٪60 من المتوسط السنوي للنفايات البلدية الصلبة وأخرى مع شركة إسمنت عمان بهدف تحويل الإطارات منتهية الصلاحية إلى وقود يستخدم في عمليات إنتاج الإسمنت.
وقال مهاب بن علي بن طالب الهنائي، نائب الرئيس للاستدامة والاقتصاد الدائري في الشركة العمانية القابضة لخدمات البيئة: إن الاقتصاد الدائري يعزز جهود الشركة في تحقيق رؤية عمان 2040، إذ يسعى لتحويل النفايات من مجرد مشكلة بيئية أو مواد مهدرة إلى منتجات وخدمات مستدامة مما يُسهم بدوره في تعزيز الاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل للمواطنين.
كما أنشأت " بيئة" 11 مردما هندسيا لردم النفايات البلدية الصلبة والبدء في العمليات التشغيلية، إذ انتهت مؤخرا من بناء المردم الهندسي في ولاية المضيبي الذي أسهم فيه مهندسو شركة بيئة من خلال التصاميم الهندسية والإشراف على بناءه بحيث يكون مطابقا للمعايير الفنية العالمية.
كما أعلنت "بيئة" في العام المنصرم عن الانتهاء من أعمال إغلاق الخلية الأولى في مردم بركاء الهندسي بجنوب الباطنة، وهي العملية الثانية من نوعها في المنطقة بعد إغلاق الخلية الأولى في مردم الملتقى بولاية العامرات بهدف السيطرة على الجوانب البيئية والحدّ من مخاطر الغازات الناتجة عن العمليات الحيوية داخل الخلية الهندسية. وتعتمد "بيئة" إجراءات معيارية واضحة تقضي بإغلاق الخلايا الهندسية عند وصولها إلى سعتها الاستيعابية القصوى، بهدف تقليل إنتاج العصارة وانبعاث الروائح والبدء في عملية التخلص من الغازات الحيوية بطريقة سليمة واستخدامها لأغراض مختلفة منها إنتاج الكهرباء، إذ يتم إغلاق الخلية السابقة باستخدام نظام تغطية وطبقات عازلة ومن ثم تشغيل نظام جمع واستخراج للغاز، بعد أن يتم إنشاء خلية جديدة.
وبلغ إجمالي النفايات البلدية الصلبة المستلمة في المرادم الهندسية من الجهات الحكومية والمجمعات الخاصة 490 ألف طن بنهاية 2022، بينما بلغ إجمالي النفايات المستلمة من مزودي الخدمة 1.5 مليون طن، و97.3 ألف طن نفايات كبيرة، و4.7 ألف طن إطارات منتهية الصلاحية، و151.4 ألف طن نفايات خضراء، و 13.8 ألف طن مخلفات الذبائح والحيوانات النافقة، 2.4 مليون طن نفايات الهدم والبناء، و26.5 ألف طن المواد المصادرة، و132.4 ألف طن نفايات الرخام "المخزنة"، و13.9 ألف طن الأسفلت المخزنة.
وقامت "بيئة" مؤخرا بدمج نفايات الهدم والبناء المعاد تدويرها في بناء المردم الهندسي في صحار، مما أبرز الإمكانات الواعدة لممارسات إدارة النفايات المستدامة وذلك من خلال تحويل النفايات بعيدا عن الطرق التقليدية للتخلص منها وإعادة استخدامها في مشاريع البناء، الذي أسهم في تحقيق العديد من الفوائد البيئية، بالإضافة إلى تحقيق توفير كبير في تكاليف المشروع.
ومن المقرر أن تقوم " بيئة" بتنفيذ 3 مشروعات خلال هذا العام، وهي إغلاق الخلية الثانية في مردم بركاء الهندسي، وبناء خلية جديدة في مردم طهوة الهندسي في جنوب الشرقية، وإنشاء الخلية الرابعة في مردم عز الهندسي. إضافة إلى تشغيل محطة معالجة الغاز الحيوي في مردم بركاء بمعدل 1000 متر مكعب في الساعة و800 متر مكعب في مردم الملتقى. بينما يوجد 16 محطة تحويلية، إضافة إلى 7 محطات قيد الإنشاء موزّعة في مختلف المحافظات والولايات منها في المسفاة، والخابورة، السويق، بدية، دماء والطائيين، إبراء، وقريات.
وفي إطار الجهود التي تبذلها "بيئة" للتخلص الآمن من النفايات البلاستيكية، وبعد إطلاقها آلات تجميع قنينات الماء البلاستيكية بهدف ترسيخ ثقافة إعادة التدوير وتحقيقا لِمَفْهُوم الاستدامة والاقتصاد الدائري والتقليل من كمية النفايات المنتجة؛ بلغت حصيلة قنينات المياه في آلات تجميع المياه أكثر من 100,000 ألف قنينة في 19 آلة موزعة في محافظة مسقط حاليا أي ما يعادل حوالي 1908 كجم، وبلغ عدد المستخدمين 12000 ألف مستخدم.
وجاري العمل على الاستفادة من نفايات البلاستيك وذلك بالتعاون مع الشركات الصغيرة والمتوسطة في مجال صناعات إعادة التدوير. إضافة إلى توقيع اتفاقية مع شركة تنمية نخيل عمان لتوريد النفايات الخضراء لمنشأة السماد الخاصة بهم، كما تم توقيع مذكرة تفاهم مع شركة تنمية نفط عمان للتخلص الآمن والسليم من النفايات الإلكترونية والكهربائية.
وبالنسبة للنفايات الصناعية بشقيها الخطرة ونفايات الرعاية الصحية، فتضمن شركة "بيئة" العمل على معايير بيئية عالية يتم التعامل فيها مع جميع النفايات الصناعية والخطرة بطريقة تحافظ على البيئة وتحميها لتكون على أفضل وجه للأجيال القادمة. فقد تم تركيب 83% من إجمالي المعدات في مختبر محطة معالجة النفايات الصناعية في صحار. وقد دخلت 43% من المعدات المركّبة حيّز التحقق والتشغيل، ويتم التخطيط لاستكمال تركيب وتشغيل جميع معدات المختبر خلال العام الحالي.
أما عن نفايات الرعاية الصحية، فقد أنشأت شركة “بيئة” ثلاثة مرافق رئيسية لمعالجة نفايات الرعاية الصحية في كل من ولاية العامرات بمحافظة مسقط، وولاية لوى بمحافظة شمال الباطنة، وولاية ثمريت بمحافظة ظفار، وقد صُمّمت هذه المرافق وفقا لأحدث المعايير الدولية الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية لضمان الإدارة الآمنة لنفايات الرعاية الصحية، وذلك باستخدام أحدث التقنيات وأفضل الممارسات في هذا المجال، إذ تتم معالجة نفايات الرعاية الصحية باستخدام تقنية المعالجة الحرارية (الحرق) وتقنية التعقيم (بواسطة جهاز الأوتوكليف).
وكانت "بيئة" نجحت في 2018 من استكمال عمليات توسيع نطاق خدمة جمع ونقل ومعالجة نفايات الرعاية الصحية لجميع المؤسسات الصحية الحكومية والخاصة في مختلف محافظات سلطنة عمان، وقد تمكنت من معالجة ما يزيد عن 99.9 % من إجمالي نفايات الرعاية الصحية المنتجة من هذه المؤسسات.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: