تتصاعد حالة التفاؤل في سوق النفط بشأن آفاق الأسعار، بعد أن ارتفع خام برنت أعلى 90 دولارًا للبرميل لأول مرة في نحو عشرة أشهر.
واستفادت أسعار النفط مؤخرًا من تدابير تحالف "أوبك بلس" لخفض الإمدادات، والتي قدمت الدعم للسوق في مواجهة مخاوف ضعف الطلب.
مكاسب قوية للخام
- ارتفعت أسعار النفط بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة، لتسجل أعلى مستوياتها في عام 2023.
- نجح خام برنت القياسي تسليم شهر نوفمبر في تجاوز مستوى 90 دولارًا للبرميل عند تسوية تعاملات الجمعة، ليسجل أعلى مستوى منذ منتصف نوفمبر 2022.
- خام غرب تكساس الأمريكي تسليم شهر أكتوبر ارتفع أيضًا أعلى 87 دولارًا للبرميل بنهاية الأسبوع الماضي.
- حقق عقد تسليم الشهر التالي لخامي برنت ونايمكس مكاسب تتجاوز 2% في الأسبوع الماضي.
- منذ القاع المسجل في شهر يونيو الماضي، سجلت أسعار النفط ارتفاعًا يتجاوز 25%، بفضل ارتفاع الطلب العالمي لمستويات قياسية وجهود خفض المعروض.
- يتداول خام برنت أعلى بنحو 5.5% من مستوياته في بداية هذا العام، بعد أن كان متراجعًا في يونيو بنحو 15% مقارنة بالمسجل في نهاية 2022.
تطورات ضعف المعروض
- كان الخبر الأبرز في سوق النفط خلال الأسبوع الماضي هو إعلان السعودية وروسيا تمديد الخفض الطوعي لإنتاج وصادرات الخام حتى نهاية العام الجاري.
- أعلنت المملكة تمديد خفض إنتاج النفط بمقدار مليون برميل يومياً – الذي دخل حيز التنفيذ في يوليو – حتى نهاية العام الجاري.
- ذكرت روسيا أيضًا أنها ستقوم بتمديد تخفيضات تصدير النفط البالغة 300 ألف برميل يومياً حتى نهاية 2023.
- جاء قرار المملكة وروسيا مفاجئاً للمتابعين في سوق النفط، والذين كانوا يتوقعون تمديدًا لمدة شهر فحسب لخفض الإمدادات وليس لنهاية العام.
- ساهم قرار تمديد خفض الإمدادات في توقعات بارتفاع وتيرة العجز في سوق النفط خلال الربع الأخير من هذا العام.
- قال محللون في "سيفنز ريبورت ريسيرش" إن تركيز سوق النفط تحول إلى الوضع الحالي المتمثل في تشدد المعروض وليس المخاطر المتعلقة بالطلب وسط مخاوف الركود.
- كما يدفع الهبوط القوي لمخزونات النفط الأمريكية في الأسابيع الأخيرة لمزيد من تراجع الإمدادات.
- هبطت مخزونات الخام في الولايات المتحدة في آخر 4 أسابيع بشكل ملحوظ تراوح بين 5.9 و10.5 مليون برميل.
على جانب آخر، تقدم التوقعات بقرب انتهاء البنوك المركزية الكبرى من سياسة التشديد النقدي بعض الدعم أيضًا لسوق النفط، مع احتمالية تجنب الركود الاقتصادي والحفاظ على مستويات قوية من الطلب على الخام.
- تشير توقعات الأسواق إلى أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيتوقف عن رفع الفائدة لما تبقى من هذا العام، مع اتجاه المركزي الأوروبي لزيادة واحدة إضافية لتكاليف الاقتراض.
توقعات متفائلة للأسعار
- يشير كثير من توقعات المحللين إلى استمرار مكاسب النفط في الفترة المقبلة، بدعم نقص المعروض من الخام.
- يعتقد محللون في "سيفنز ريبورت ريسيرش" أن المسار الأكثر احتمالية يتمثل في ارتفاع أسعار النفط بناءً على أساسيات السوق التي تشهد ضعف المعروض، بالإضافة إلى الإشارات الفنية بعد اختراق الأسعار مستويات جديدة في العام الجاري.
- قال "وارن باترسون" و"إيوا مانثي" الخبيران في "إي إن جي" إن التخفيضات الأخيرة تتسبب في عجز أعمق من المتوقع في سوق النفط خلال الربع الأخير من هذا العام، ما يجب أن يواصل دعم الأسعار.
- مع ذلك، أبقى البنك الاستثماري على توقعاته لأسعار النفط عند 92 دولارًا للبرميل خلال الربع الرابع من هذا العام، مع استمرار المخاوف المتعلقة بجانب الطلب.
- ترى "باربرا لامبرشت" محللة السلع الأولية في "كومرتس بنك" أن العجز في سوق النفط قد يصل إلى مليوني برميل يومياً، ما يجب أن يقدم الدعم لأسعار الخام.
- كما اعتبر "إدوارد مويل" كبير محللي السوق في شركة البيانات "أواندا" أن استمرار ارتفاع أسعار النفط يأتي مدفوعًا بالعوامل على جانب العرض.
- أوضح "مويل" أنه لا يوجد شك في أن تحالف "أوبك بلس" سيبقي سوق النفط متشددًا ويعاني نقص المعروض خلال فصل الشتاء.
- فيما يتعلق بالأسعار المتوقعة، قالت "نادية مارتن ويجن" مديرة شركة "سفيلاند كابيتال" إن خام برنت قد يصل إلى 100 دولار للبرميل، بدعم خفض الإمدادات.
- يعتقد بنك "جولدمان ساكس" أن أسعار النفط قد ترتفع لمستويات من ثلاثة أرقام بحلول العام المقبل، في حال استمرار الخفض الطوعي للإنتاج من جانب السعودية وروسيا.
- يتمثل السيناريو المتفائل لـ"جولدمان ساكس" في وصول سعر خام برنت لمستوى 107 دولارات بحلول ديسمبر 2024.
ماذا عن المخاطر؟
- رغم النبرة المتفائلة التي تسود سوق النفط حالياً، فإن هناك مخاطر محتملة قد تدفع الأسعار لسيناريوهات مغايرة.
- يعتبر الوضع الاقتصادي في الصين من أبرز المخاطر التي تهدد سوق النفط العالمي، حيث إن استمرار تعثر ثاني أكبر اقتصاد في العالم قد يعني ضعف الطلب على النفط، ما يضع ضغوطاً هبوطية على الأسعار.
- تحاول السلطات الصينية تقديم الدعم اللازم للاقتصاد الذي يعاني تراجع الطلب الاستهلاكي والمخاوف المتعلقة بديون شركات العقارات، بالإضافة إلى انخفاض الصادرات جراء هبوط الطلب العالمي على السلع.
- كما يرى "خورخي ليون" الخبير الاقتصادي في "ريستاد إنيرجي" أن منتجي النفط الكبار لا يرغبون في رؤية ارتفاع أسعار الخام لمستويات تضر بالاقتصاد العالمي.
- يهدد الصعود السريع والحاد لأسعار النفط بآثار سلبية على الاقتصاد العالمي، وهو ما قد ينعكس بدوره على تراجع الطلب على الخام وتحول الأسعار للهبوط في النهاية.
- فيما يتعلق بالإنتاج، لا يزال مستوى الإمدادات أعلى من المتوقع لدى بعض منتجي الخام حول العالم.
- كشف مسح صادر عن "بلاتس" التابعة لـ"إس آند بي جلوبال" أن إنتاج تحالف "أوبك بلس" من النفط ارتفع 120 ألف برميل يومياً في أغسطس ليصل إلى 40.52 مليون برميل يومياً.
- ارتفاع إنتاج دول التحالف جاء مع زيادة الإمدادات من جانب دول إيران والعراق ونيجيريا بوتيرة تتجاوز الخفض الذي قامت به السعودية وروسيا.
- كما استقر إنتاج النفط في الولايات المتحدة عند 12.8 مليون برميل يومياً في الأسبوع المنتهي في الأول من سبتمبر، ليظل عند أعلى مستوى منذ 2019.
- شهدت صادرات النفط الإيرانية ارتفاعًا ملحوظاً هذا الصيف، مع تقارير حول مفاوضات أمريكية – إيرانية تستهدف تقليص العقوبات وزيادة إمدادات الخام من جانب طهران.
- كما تواصل فنزويلا محاولات زيادة إنتاجها من النفط، مع تقارير تشير إلى طلبها المساعدة من الصين لدعم الإمدادات النفطية.
- على جانب آخر، أضافت الشركات الأمريكية منصة واحدة للتنقيب عن النفط في الأسبوع الماضي، في أول زيادة أسبوعية للمنصات منذ شهر يونيو.
- منذ بداية العام الجاري، فقدت منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة 108 منصات.
- يعتقد "أولا هانسن" كبير محللي السلع في "ساكسو بنك" أن بيانات الاقتصاد الكلي المقبلة وآفاق الطلب ستحددان ما إذا كان ضعف المعروض في سوق النفط سيؤدي إلى استقرار أم ارتفاع الأسعار.
المصادر: أرقام – بيكر هيوز - رويترز – ماركت وتش – نيويورك تايمز - بلومبرج
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}