تواصل عملة البيتكوين المشفرة تصدر عناوين الصحف ضمن المتابعات اليومية لأداء فئات الأصول المختلفة.
ومع مرور 15 عامًا على ظهور العملة المشفرة الأكبر من حيث القيمة السوقية، نرصد أبرز المحطات التي مرت بالبيتكوين وحالة الخلاف حيال وضعها في المستقبل.
محطات رئيسية
- رغم أن تاريخ ظهور عملة البيتكوين المشفرة يرجع إلى الثالث من شهر يناير 2009، إلا أن تدشين العملة بدأ فعلياً قبل ذلك بعدة أشهر.
- في الحادي والثلاثين من أكتوبر 2008، صدر ما يسمى بـ"الورقة البيضاء للبيتكوين" والمكونة من 9 صفحات من جانب مؤسسها الافتراضي "ساتوشي ناكاموتو".
- أشارت الورقة البيضاء إلى أن البيتكوين تمثل شكلًا من أشكال النقد الرقمي، مع الحاجة إلى نظام دفع إلكتروني لا يعتمد على كيان مركزي ويسمح بالمعاملات المباشرة بين الأطراف.
- تزامن إطلاق الورقة البيضاء للبيتكوين مع انهيار بنك "ليمان براذرز" وظهور الأزمة المالية العالمية وتراجع الثقة حيال النظام المالي وسط خسائر قوية لسوق الأسهم وركود الاقتصاد العالمي.
- كانت فكرة "ناكاموتو" تتلخص في تدشين عملة حرة غير خاضعة لأي سيطرة حكومية، ولا يقتصر تداولها على أي دولة.
- شهد شهر مايو 2010 أول عملية شراء باستخدام البيتكوين، حيث قام مبرمج يحمل اسم "لازلو هانيتش" بشراء قطعتي بيتزا مقابل 10 آلاف وحدة بيتكوين، ما أشار إلى القدرة المحتملة لاستخدام العملة كوسيلة للتبادل.
- منذ التدشين وحتى الآن، شهدت البيتكوين ارتفاعات سعرية حادة لتصعد من أقل من دولار واحد في بداية ظهورها، وسط تقلبات قوية.
- ارتفع سعر البيتكوين بنحو 3.4 مليار بالمائة منذ ظهورها وحتى الآن، لتتصدر قائمة أفضل الأصول أداءً في العقد الأخير.
- تتداول العملة المشفرة قرب مستوى 35 ألف دولار، ما يمثل زيادة تتجاوز 100% في آخر عام، لكنها تظل بعيدة عن قمة نوفمبر 2021 قرب 70 ألف دولار.
- تشكل البيتكوين نحو 51% من حجم سوق العملات المشفرة البالغ قيمته 1.3 تريليون دولار، وهو أعلى مستوى لهيمنة العملة على السوق منذ أبريل 2021.
تطورات على الطريق
- بمرور الوقت، ابتعدت بعض الجوانب الرئيسية لتشغيل البيتكوين في الورقة البيضاء عن الأمر الواقع، خاصة فيما يتعلق بمجمعات تعدين العملة.
- كان "ناكاموتو" يرغب في قيام الأفراد بالتعدين على البيتكوين باستخدام الحاسب الشخصي، لكن ظهور أجهزة التعدين المتخصصة أدى إلى قدر كبير من المركزية في تعدين العملة.
- كانت عمليات التعدين المبكرة تحقق عائدًا بـ50 عملة بيتكوين لكل كتلة، لكن هذه الجائزة انخفضت بمقدار النصف عدة مرات فيما يُطلق عليه "التنصيف "Halving.
- خفض حجم عوائد التعدين والذي يحدث كل 4 سنوات يعتبر ضمن الفكرة الأساسية بوصول الحد الأقصى للمعروض من البيتكوين إلى 21 مليون حدة.
- من المقرر أن تشهد البيتكوين عملية تصنيف جديدة في 2024، حيث ستنخفض جائزة تعدين الكتلة من 6.25 بيتكوين حالياً إلى 3.125 وحدة.
- يمثل انتشار تكنولوجيا البلوكشين إحدى أبرز نتائج ظهور عملة البيتكوين المشفرة، حيث يتم استخدام التكنولوجيا في العديد من القطاعات حالياً.
- وصلت البيتكوين في عام 2017 إلى سعر التعادل مع الذهب قرب 1260 دولارا، ما زاد أهميتها كفئة أصول.
- استفادت العملة المشفرة من ظهور وباء "كورونا" وتداعياته على الاقتصاد العالمي، وسط اعتقاد للبعض بأن البيتكوين تمثل "ذهبا رقميا".
- اعتبر البعض أن البيتكوين بمثابة أداة لحفظ القيمة وللتحوط من تسارع التضخم، بينما أشار آخرون إلى أنها لم تنجح في تأدية أي دور معروف للعملات بالنظر إلى تقلباتها القوية.
اهتمام مؤسسي ودولي
- بعد ظهور وباء "كورونا"، بدأ اهتمام بعض المؤسسات بالعملات المشفرة يتبلور بشكل ملحوظ باعتبارها فئة أصول هامة.
- تبنت شركات مثل "تسلا" و"مايكرواستراتيجي" عملة البيتكوين باعتبارها أصل احتياط، مع سماح الأولى بتنفيذ عمليات شراء لسياراتها باستخدام العملة، وقيام الثانية بزيادة حيازتها من البيتكوين.
- الأمر لم يتوقف على الشركات، حيث أعلنت دولة السلفادور في عام 2021 تدشين قانون يعترف بالبيتكوين كعملة قانونية.
- على جانب مواز، تحولت "وول ستريت" من الهجوم وانتقاد العملات المشفرة باعتبارها منافسًا للأصول المالية التقليدية إلى محاولة استيعابها وضمها إلى قائمة منتجاتها.
- أطلقت العديد من المؤسسات المالية صناديق استثمار متداولة للعقود الآجلة للبيتكوين وغيرها من العملات المشفرة.
- تسعى العشرات من المؤسسات لإطلاق صناديق متداولة مرتبطة بالسعر الفوري للبيتكوين، وسط رفض مستمر من جانب لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية.
- تقدمت 12 مؤسسة مثل "بلاك روك" و"فيديلتي" و"آرك إنيفسمنت" و"إنفيسكو" وغيرها بطلبات لتدشين صندوق متداول فوري للبيتكوين.
- كما تقترب "سي إم إي جروب" التي تمتلك بورصة شيكاغو من تجاوز "بينانس" كأكبر بورصة للمشتقات المرتبطة بالعملات المشفرة في العالم.
مزيد من القيود والأزمات
- تعرضت العملات المشفرة لقيود تنظيمية كبيرة خلال الفترة الماضية، مع سعي السلطات للتعامل مع ما تفرضه هذه الأصول من تحديات متعلقة بالأمور القانونية.
- اتخذت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية العديد من التدابير ضد صناعة العملات المشفرة، خاصة فيما يتعلق بشركات التشفير التي يثبت عدم التزامها بقوانين تنظيم الأوراق المالية وحماية المستثمرين.
- طالبت مجموعة العشرين وصندوق النقد الدولي بتدابير عالمية لتنظيم سوق العملات المشفرة، للتعامل مع مشكلات مثل غسل الأموال وتمويل الكيانات غير القانونية والتهرب الضريبي وغيرها.
- من ضمن 60 دولة حول العالم، تعتبر العملات المشفرة قانونية في 32 دولة، لكنها محظورة بشكل جزئي في 19 دولة، وتعد ممنوعة بشكل عام في 8 دول.
- بالإضافة إلى القيود التنظيمية، يشهد سوق العملات المشفرة أزمات داخلية متواصلة، أبرزها انهيار عملات مستقرة في غضون أيام محدودة مثل "تيرا" و"لونا" وغيرهما.
- كما ساهم انهيار بعض الشركات مثل "إف تي إكس" وسجن مؤسسها "سام بانكمان فرايد" في إثارة قلق المستثمرين بشأن مدى قوة صناعة العملات المشفرة.
- تدرس معظم دول العالم حالياً إطلاق عملات رقمية تابعة للبنوك المركزية، في إطار الاستفادة من طفرة الاهتمام بالعملات الرقمية.
- أطلقت بالفعل عدة دول مثل نيجيريا والبهاما عملات رقمية تابعة للبنوك المركزية، بينما تنفذ دول أخرى تجارب مستمرة حول الأمر.
رؤى مختلفة للمستقبل
- تتباين توقعات المستثمرين وشركات الأبحاث حول مستقبل عملة البيتكوين، مع اختلاف الرؤى حيال الصناعة.
- تتمسك المستثمرة الشهيرة "كاثي وود" مديرة شركة "آرك إنفيسمنت" باعتقادها أن سعر البيتكوين قد يصل إلى مليون دولار، بالنظر إلى محدودية المعروض من العملة المشفرة.
- ترى "وود" أن البيتكوين تعتبر بمثابة "الذهب الرقمي" القادر على التحوط من مخاطر تسارع أو انكماش الأسعار بشكل أفضل من الأصول التقليدية.
- في أبريل الماضي، توقع بنك "ستاندرد تشارترد" ارتفاع سعر البيتكوين لما يصل إلى 100 ألف دولار بحلول نهاية عام 2024.
- برر البنك توقعاته بأن انهيار بعض المصارف خلال الاضطرابات في مارس الماضي دعم فكرة البيتكوين باعتبارها أصلًا رقمياً لا مركزياً ونادرًا.
- على الجانب الآخر، لا يرى المستثمر الكبير "وارن بافيت" أي قيمة أساسية للعملات المشفرة، معتبرًا أنها عملة مقامرة.
- قال "بافيت" إنه لن يوافق على دفع 25 دولارًا مقابل شراء كل عملات البيتكوين المتاحة في العالم.
- كما يعتقد "تشارلر مونجر" شريك "بافيت" أن البيتكوين تعتبر بمثابة عقود مراهنة وليس للاستثمار القانوني.
المصادر: أرقام – بارونز – كوين ديسك – كوين ماركت كاب – سي إن بي سي – بنك التسويات الدولية
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}