نبض أرقام
01:15 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/11/25
2024/11/24

هل تهدد قفزة المعروض بإثارة الاضطرابات في سوق سندات الخزانة الأمريكية؟

2023/11/15 أرقام - خاص

ساهمت خطط الاقتراض الضخمة من جانب الحكومة الأمريكية والرامية لسد العجز الكبير في الموازنة في تأجيج هبوط أسعار سندات الخزانة، ما دفع العائد لملاسة أعلى مستوى منذ الأزمة المالية العالمية في الفترة الأخيرة.


وتثير الإصدارات الضخمة للسندات الأمريكية التساؤلات حول ما إذا كان هناك ما يكفي من المشترين لهذه الديون.



تكهنات السياسة النقدية


- تثير التوقعات المتباينة للأسواق حيال مسار السياسة النقدية الأمريكية حالة من التقلبات في سوق السندات الحكومية.


- قفز العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بنحو نقطة مئوية كاملة في الفترة بين شهري أغسطس وأكتوبر الماضيين.


- وصل العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.9% في نهاية شهر أكتوبر الماضي، وهو أعلى مستوى منذ عام 2007، قبل أن يتراجع لاحقاً من هذه المستويات.


- يرجع جزء كبير من الصعود القوي لعوائد السندات الأمريكية إلى توقع المستثمرين استمرار معدلات الفائدة عند مستويات مرتفعة لفترة أطول من الوقت.



- قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول" إن البنك ليس واثقاً من أنه فعل ما يكفي للسيطرة على التضخم، في إشارة إلى احتمالية استمرار تشديد السياسة النقدية.


- ثبت الفيدرالي الأمريكي معدلات الفائدة في اجتماعه الأخير عند 5.25% و5.5% دون تغيير، في ثالث عملية تثبيت في العام الجاري.


- لكن مسؤولي البنك أشاروا إلى سياسة "معدلات فائدة أعلى لفترة أطول"، مع استمرار التضخم أعلى مستهدف البنك المركزي عند 2%.


- تشير بيانات النمو الاقتصادي وسوق العمل إلى استمرار الأداء القوي للاقتصاد الأمريكي والذي يدفع التضخم لمواصلة مستوياته المرتفعة.


- نما الاقتصاد الأمريكي بوتيرة سنوية 4.9% في الربع الثالث من العام الجاري، بدعم قوة إنفاق المستهلكين.



- رغم تباطؤ التضخم السنوي في أكتوبر إلى 3.2%، فإن معظم بنوك الأبحاث لا تتوقع خفض الفائدة الأمريكية قبل النصف الثاني من عام 2024.


تخمة المعروض من السندات


- بالإضافة إلى عدم اليقين بشأن السياسة النقدية، يعاني سوق سندات الخزانة الأمريكية منذ أشهر من تخمة المعروض من الديون الجديدة.


- يشير مستثمرون ومحللون إلى أن وفرة الديون الجديدة المصدرة من جانب الحكومة الأمريكية لسد العجز الكبير في الموازنة كان سبباً في ارتفاع عوائد السندات.


- بلغ عجز الموازنة الأمريكية 1.7 تريليون دولار في العام المالي المنتهي في سبتمبر الماضي، وهو ثالث أعلى مستوى على الإطلاق.


- توقع صندوق النقد الدولي وصول عجز الموازنة الأمريكية إلى 8% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، مقابل متوسط سنوي بلغ 3.6% في الفترة بين 1937 و2022.


- استوعب المشترون 1.56 تريليون دولار من سندات الخزانة الصادرة منذ بداية هذا العام وحتى نهاية شهر سبتمبر.


- لكن القلق بدأ يتصاعد مؤخرًا بشأن تخمة المعروض من سندات الخزانة ومدى قدرة السوق على استيعاب هذه الإصدارات.



- قالت "صوفيا دروسوس" الخبيرة الاقتصادية في صندوق التحوط "بوينت 72" إن الارتفاع في عوائد السندات مؤخرًا وحركة الأسعار غير المنظمة يبدو أنها تعكس الأخذ في الاعتبار الكثير من الأخبار السيئة المتعلقة بالمعروض من الديون.


- توقعت وزارة الخزانة الأمريكية في شهر يوليو الماضي اقتراض 1.007 تريليون دولار في الفترة بين شهري يوليو وسبتمبر الماضيين، ما تسبب في موجة بيعية ملحوظة في سوق السندات.


- لكن الخزانة الأمريكية خفضت في نهاية أكتوبر الماضي توقعاتها لحجم السندات المصدرة في الربع الرابع من العام الجاري إلى 776 مليار دولار، لكنه لا يزال مستوى غير مسبوق في نفس الفترة من أي عام.


- كما توقعت الخزانة الأمريكية اقتراض 816 مليار دولار في الربع الأول من 2024 وهو مستوى قياسي جديد لنفس الفترة.


- يرى "بنك أوف أمريكا" أن إصدار السندات الأمريكية سيصل إلى مستوى قياسي في العام المقبل، مع ارتفاع معدلات الفائدة والتي تزيد العجز المالي.


- قفز الدين الأمريكي المصدر إلى 33.7 تريليون دولار، مقابل 31.5 تريليون دولار في يونيو، ومقارنة بمستوى 23.2 تريليون دولار في بداية 2020 قبل ظهور وباء "كورونا".



- ذكر "جيم سيلينسكي" كبير مسؤولي استثمار الدخل الثابت في "جانوس هندرسون" أن عدم الاستدامة المالية ربما يكون العامل الأكبر في إثارة القلق حيال السندات.


- أشار "سيلينسكي" إلى أنه في الوقت الذي يرتفع فيه المعروض من سندات الخزانة الأمريكية، يتراجع فيه الطلب من المشترين، خاصة من جانب البنوك المركزية.

ضعف ملحوظ للطلب


- شهد نهاية الأسبوع الماضي ارتفاعًا لعوائد سندات الخزانة الأمريكية، بعد مزاد مخيب للآمال لبيع ديون حكومية.


- اضطر المتعاملون الأساسيون إلى شراء حوالي 24.7% من إصدار حكومي لبيع سندات لأجل 30 عامًا بقيمة 24 مليار دولار، ما يعتبر أعلى من المتوسط البالغ 11% الذي تميل البنوك إلى شرائه عندما يتراجع المستثمرون.


- كما ظهر ضعف الطلب على شراء السندات الحكومية في المزاد الأخير من خلال تراجع معدل التغطية لأدنى مستوى في نحو عامين، بالإضافة إلى مشاركة أقل مجموعة من المزادين منذ 2021.


- الأمر لم يقتصر على المزاد الأخير فحسب، لكن شهر أكتوبر الماضي شهد ضعفًا ملحوظاً في الطلب على شراء سندات الخزانة الأمريكية.


- اضطر متعاملون لشراء 18% من المعروض في مزاد لوزارة الخزانة الأمريكية في أكتوبر لبيع سندات لأجل 30 عامًا، مع ضعف الطلب.


- شهد الشهر الماضي أيضًا ضعفًا في الطلب على شراء السندات الحكومية في عدة مزادات لبيع ديون لأجل 3 و10 سنوات.


- في الوقت نفسه، يثير الطلب الأجنبي على سندات الخزانة الأمريكية بعض المخاوف مؤخرًا.


- قال "آلان روسكين" الخبير في "دويتشه بنك" إن هناك مخاوف متزايدة بشأن عدم رغبة الصين واليابان في تمويل العجز المالي الأمريكي.



- باعت الصين سندات خزانة أمريكية بقيمة 15 مليار دولار في أغسطس الماضي، كما أنها لم تعوض تلك المبيعات بشراء أوراق مالية أخرى تابعة للوكالات الحكومية الأمريكية مثلما كانت تفعل في الأشهر الماضية.


- كما خفضت اليابان – أكبر دائن أجنبي للولايات المتحدة – حيازتها من سندات الخزانة الأمريكية لأدنى مستوى منذ عام 2019.


- يعتقد "تيم نج" المحلل في "كابيتال جروب" أن بنك اليابان ساهم في ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، حيث تحول المستثمرون اليابانيون من البحث عن العوائد في الأسواق الأمريكية والأوروبية إلى السوق المحلي الذي أصبح أكثر جاذبية.


- ارتفع العائد على السندات الحكومية اليابانية بشكل قوي في الفترة الماضية، كما أدى ارتفاع الدولار إلى زيادة تكلفة استثمار المستثمرين اليابانيين لأموالهم في الأصول الأمريكية.


- قال "جوش إيمانويل" كبير مسؤولي الاستثمار في "ويلشاير" إن عدم التطابق بين العرض والطلب في السوق حالياً هو السبب وراء التحركات الحادة في عوائد السندات.

نقاط دعم محتملة


- يخشى متابعون من عدم قدرة المستثمرين على امتصاص كل الإصدارات الحكومية الأمريكية لبيع سندات جديدة.


- لكن بينما يبتعد المستثمرون الكبار عن سندات الخزانة الأمريكية، يتدافع مديرو الأصول والأسر على شراء الديون.


- أظهر تحليل لبنك "جولدمان ساكس" أن الأسر الأمريكية وصناديق التحوط تمتلك حالياً 9% من سوق سندات الخزانة، بارتفاع من 2% في بداية 2022.


- من جانبها، شددت وزيرة الخزانة الأمريكية "جانيت يلين" على أن سوق سندات الخزانة آمن ولديه سيولة كافية.


- اعترفت "يلين" بأن ارتفاع معدلات الفائدة طويلة الأجل يتسبب في تحديات متعلقة باستدامة الديون في حال استمرارها، لكنها شددت على أن الإدارة الأمريكية تمتلك خططاً لخفض العجز المالي.


- أرجع رئيس الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول" ارتفاع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى العلاوة التي يطلبها المستثمرون مقابل الاحتفاظ بالسندات فترة أطول.


- كما برر "باول" ارتفاع عوائد السندات إلى التركيز المتزايد على العجز المالي، بالإضافة إلى خفض الميزانية العمومية للاحتياطي الفيدرالي في إطار سياسة التشديد الكمي، بعد أن كان يقوم بتمويل جزء كبير من العجز منذ عام 2008.


- يسمح الفيدرالي الأمريكي بانخفاض حيازته من سندات الخزانة والسندات المدعومة بالرهن العقاري بقيمة 95 مليار دولار شهرياً.

المصادر: أرقام – فايناشال تايمز – بيزنس إنسايدر – وزارة الخزانة الأمريكية – رويترز – وول ستريت جورنال

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.