في حين ظلت شركة "مايكروستراتيجي- MicroStrategy" الأمريكية منذ تأسيسها قبل نحو 35 عامًا شركة برمجيات غير معروفة، فإنها اكتسبت شعبية واسعة وغير متوقعة مؤخرًا بفضل البيتكوين.
وخلال العام الذي يشارف على النهاية، ارتفع سهم الشركة بنسبة 337%، مما يجعله أحد أكبر الرابحين في الولايات المتحدة، بما في ذلك بين الشركات التي تبلغ قيمتها 5 مليارات دولار أو أكثر، متفوقًا على سهمي "إنفيديا" (234%) و"ميتا" (194%).
وعلى عكس نظيراتها في مجال التكنولوجيا، التي تعتمد على نمو الإيرادات وتوسيع حصتها السوقية لدعم قيمة الأسهم، فإن جاذبية المستثمرين لـ"مايكروستراتيجي" بشكل حصري تقريبًا سببها عملة البيتكوين.
بدأت الشركة في شراء العملة المشفرة في منتصف عام 2020 وجمعت منذ ذلك الحين ما يقرب من 174.5 ألف بيتكوين، بقيمة تقارب 7.65 مليار دولار حتى وقت متأخر من تعاملات الجمعة.
بعد انهيار العملات المشفرة في عام 2022 وخسارة السوق الواسع نحو 1.5 تريليون دولار من قيمته، تعافت عملة البيتكوين مرة أخرى وقفزت أكثر من 160% هذا العام.
تبلغ القيمة السوقية لشركة "مايكروستراتيجي" 8.5 مليار دولار، ما يعني أن 90% من قيمتها مرتبطة مباشرة بحيازاتها من البيتكوين، ويتحرك سهم الشركة وفقًا لأداء هذه العملة سواء بالارتفاع أو الانخفاض.
في عام 2022، أدى انخفاض عملة البيتكوين بنسبة 64% إلى انخفاض سهم الشركة بنسبة 74%، وحتى بعد الارتفاع الكبير الذي حققه هذا العام، لا يزال السهم أقل من أعلى مستوياته خلال ذروة العملات المشفرة في عام 2021.
وتعود استراتيجية البيتكوين الخاصة بالشركة إلى يوليو 2020، عندما قالت "مايكروستراتيجي" إنها ستبدأ في استثمار بعض أموالها النقدية في الأصول البديلة، بما في ذلك العملات المشفرة.
في ذلك الوقت، بلغت القيمة السوقية لـ"مايكروستراتيجي" ما يقرب من 1.1 مليار دولار، والتي ترتكز بشكل أساسي على أعمال البرمجيات التي كانت تنكمش منذ عام 2015، وكانت الإيرادات السنوية أقل بقليل من 500 مليون دولار، وكانت الأرباح ضعيفة.
في منتصف عام 2020، كان لدى الشركة ما يزيد قليلاً على 530 مليون دولار نقدًا واستثمارات قصيرة الأجل، ورأى المؤسس المشارك "مايكل سايلور"، الذي كان يشغل منصب الرئيس التنفيذي آنذاك، أن الأموال متراكمة دون استفادة في ظل انخفاض أسعار الفائدة.
ومن هنا، كان عليه أن يقرر ما إذا كانت الأسهم أو المعادن الثمينة أو عملة البيتكوين ستكون أفضل استخدام للأموال، وقال في النهاية إن العملة المشفرة تمثل شكلاً من أشكال الذهب الرقمي، لكنها أفضل وأقوى.
وبذلك، خلق قرار "سايلور" طريقة للمستثمرين للرهان على البيتكوين وحيازة حصة فيها من خلال عمليات الشراء الروتينية للأسهم، بدلاً من الاضطرار إلى شراء العملات المشفرة مباشرة.
المصدر: سي إن بي سي- بلومبرج
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}