تسعى "تشاينا إيفرغراند غروب" مرة أخرى لتجنب التصفية في جلستين بمحكمة في هونغ كونغ غداً الإثنين.
فبعد ثمانية أسابيع من حصول شركة التطوير العقاري المثقلة بالديون على تأجيل مفاجئ في الدعوى القضائية المنظورة منذ فترة طويلة، لم تحرز سوى تقدم ضئيل على طريق التوصل إلى اتفاق إعادة الهيكلة مع الدائنين.
تداعيات كارثية للتصفية
يُرجح أن يكون لأي أمر بتصفية "إيفرغراند"، التي تبلغ التزاماتها نحو 327 مليار دولار، تداعيات عبر النظام المالي الصيني، في وقت يحاول فيه صناع السياسات وقف انهيار سوق الأسهم. كما أن من شأن أمر التصفية أن يزيد من إضعاف الثقة في قطاع الإسكان الذي يعاني من ركود مستمر يؤثر على ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وبالإضافة إلى القضية المقرر نظرها في الساعة 9:30 صباحاً، ستعقد القاضية ليندا تشان جلسة استماع نادرة بخصوص "أمر تنظيمي" محتمل في الساعة 2:30 ظهراً، وفقاً للمعلومات المتاحة على الموقع الإلكتروني للسلطة القضائية في المدينة. وتعني أوامر من هذا القبيل أن المحكمة ستنظم عملية التصفية، بما قد يشمل تعيين مصفٍّ للشركة.
أصدرت الصين إجراءات جديدة لدعم قطاع العقارات المتعثر، بما في ذلك وضع قائمة بأسماء شركات البناء التي ستكون مؤهلة للحصول على دعم التمويل. لكن ليس هناك ما يشير على نحو يُذكر إلى أن "إيفرغراند" استفادت على الإطلاق من هذه الإجراءات، بعد مرور أكثر من عامين على تخلفها عن السداد.
وإذا لم تتمكن "إيفرغراند" من اقتناص اتفاق في اللحظة الأخيرة مع حاملي السندات، فإن مصيرها قد يعتمد على وضع الأطراف التي تسعى إلى الحصول على أمر تصفية من المحكمة.
هل من تأجيل جديد للقضية؟
تأجلت جلسة الاستماع في ديسمبر بعدما قرر مقدم الدعوى الأصلي، شركة "توب شاين غلوبال ليمتد أوف إنترشور كونسلت (ساموا)" (Top Shine Global Limited of Intershore Consult - Samoa)، عدم المطالبة بالتصفية الفورية. وتخطط الآن مجموعة رئيسية من حاملي السندات للانضمام إلى الدعوى، حسبما ذكرت "رويترز" يوم 24 يناير، نقلاً عن أشخاص مطلعين على الأمر.
محامو ما تُعرف بالمجموعة المخصصة من حاملي السندات، التي قالت إنها تحتفظ بأكثر من 6 مليارات دولار من السندات الخارجية لشركة البناء البالغة 19 مليار دولار تقريباً، قالوا للصحفيين بعد جلسة الاستماع الشهر الماضي، إنه "من المرجح" أن تتدخل إذا انسحب مقدم الدعوى الأصلي.
وأي تغيير في موقف المجموعة، التي عارضت في السابق التصفية، سيجعل من الصعب على "إيفرغراند" إقناع المحكمة بأنها تحرز تقدما مع الدائنين بشأن التوصل إلى خطة ملموسة لإعادة هيكلة الديون.
وتحاول الشركة، التي باتت عنواناً لأزمة الديون العقارية في الصين، إنقاذ الخطة منذ أن أدت سلسلة من النكسات إلى إخراج العملية عن مسارها في الأشهر القليلة الماضية. وألغت المطورة العقارية ومقرها شنتشن اجتماعات الدائنين في اللحظة الأخيرة في أواخر سبتمبر. وفي الشهر ذاته، حامت الشبهات حول مؤسسها ورئيسها هوي كا يان فيما يتعلق بارتكاب جرائم قبل وضعه تحت سيطرة الشرطة.
اقتراحات لتسوية الأزمة
وكانت "إيفرغراند" اقترحت في وقت سابق عرض 17.8% من الشركة الأم و30% من كل من الشركات التابعة.
قدمت "توب شاين"، وهي مستثمر استراتيجي في منصة المبيعات عبر الإنترنت الخاصة بشركة التشييد العقاري، التماساً للتصفية في يونيو 2022. وأصبحت القضية فيما بعد دعوى جماعية موحدة للدائنين المحبطين الآخرين.
وبعد تأجيلات متكررة، وصف القاضي تشان التأجيل في أكتوبر بأنه "الأخير"، لكنه أرجأ القرار مرة أخرى في ديسمبر عندما تراجعت "توب شاين".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}