فاجأت الصين المستثمرين عندما عينت على نحو غير متوقع وو تشينغ، الخبير المخضرم في السوق الذي يبلغ من العمر 58 عاماً، رئيساً جديداً لهيئتها المنظمة للأوراق المالية. التعيين المفاجئ-الذي جاء قبل يوم واحد فقط من إغلاق الأسواق بمناسبة عطلة رأس السنة الصينية-يسلط الضوء على الضرورة الملحة التي تراها بكين في التصدي للتراجع الشديد في سوق الأسهم الصينية البالغ حجمها 8 تريليونات دولار.
وفيما يلي ما نعرفه عن هذه الخطوة الرئيسية في ثاني أكبر اقتصاد في العالم:
1- لماذا يُلقب وو تشينغ بـ"جزار الوسطاء"؟
لُقّب وو بـ"جزار الوسطاء" خلال فترة سابقة قضاها في لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية عندما أغلق 31 شركة بسبب انتهاكات في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين-أي نحو ربع إجمالي عدد شركات الأوراق المالية في ذلك الوقت. وفي 2009، قاد أيضاً حملة على التداولات الداخلية في صناديق الاستثمار .
2- ما هي خلفيته لهذا الدور؟
يتمتع وو بخبرة سياسية ومالية على مدى سنوات، إذ رأس بورصة شنغهاي لعامين تقريباً وعمل نائباً رئيسياً في حكومة بلدية شنغهاي قبل هذا التعيين الأخير. وفي شنغهاي، شملت مسؤوليات وو الإشراف على الصناعة المالية والضرائب في المدينة، فضلاً عن تطوير مناطق التجارة الحرة.
ويتمتع وو أيضاً بعلاقات مهمة مع المسؤول الثاني في الصين، رئيس مجلس الدولة (رئيس الوزراء) لي كه تشيانغ، بعد أن خدم معه عندما كان لي رئيساً للحزب في شنغهاي. وكان من المعتقد أن وو سيكون في وضع يسمح له بأن يحل محل رئيس مجلس إدارة لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية، يي هويمان، في العام الماضي، لكنه انتهى به الأمر إلى الحصول على ترقية في حكومة شنغهاي بدلاً من ذلك.
3- ما الذي يتعين على وو القيام به في هذا الدور الجديد؟
جعل الرئيس شي جين بينغ تجنب المخاطر المالية الكبرى أولويةً قصوى في الوقت الذي يسعى فيه المسؤولون إلى تعزيز الاقتصاد في مرحلة ما بعد كوفيد. وهذا يترك وو أمام مهمة صعبة: فقد تراجعت سوق الأسهم الصينية للعام الرابع على التوالي وعانت من خسارة بلغت 5 تريليونات دولار. وتكافح البلاد أيضاً لاحتواء أزمة العقارات والضغوط الانكماشية وزيادة التوتر الجيوسياسي.
ومن ضمن المهام التي تنتظره أيضاً، سيتعين على وو المساعدة في جذب الشركات المالية الأجنبية إلى الصين في وقت كانت بنوك وول ستريت تعمل على تقليص أعمالها الداخلية وسط كل التحديات الاقتصادية والسياسية.
4- ماذا نعرف عنه أيضاً؟
وو هو تكنوقراطي متوارٍ عن الأنظار، وقد عبر عن عدم التسامح مطلقاً مع ارتكاب أي مخالفات، وفقاً لشخص مطلع على تفكيره. وكان يمزح أحياناً قائلاً إنه أكثر ملاءمة ليكون جراحاً. غير أنه في ظل حصوله على درجة الدكتوراة في الاقتصاد من جامعة رنمين الصينية في بكين وتاريخه في شنغهاي، العاصمة المالية للصين، كان وو من أشد المدافعين عن الانفتاح المالي والرقمنة.
5- كيف تفاعلت السوق مع تعيين وو؟
أثار تعيينه ارتفاعاً طفيفاً في الأسهم الصينية. وصعد المؤشر القياسي المحلي "سي إس آي 300" 0.7% في التعاملات المبكرة من يوم الخميس في أول تداول عقب تعيينه قبل أن يقلص مكاسبه. وأثبتت التعيينات السابقة لرؤساء لجنة تنظيم الأوراق المالية في الصين نجاحها في رفع أسعار الأسهم، إذ ارتفع "سي إس آي 300" بأكثر من 40% في فترة عامين تقريباً، بعد أن حل ليو شيو محل شياو جانج في 2016.
6 - ما الذي يفعله شي أيضاً لوقف تراجع أسهم الصين؟
طرحت حكومة شي سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى تعزيز الأسواق. فقد فرض المسؤولون في الآونة الأخيرة حدوداً قصوى على مقايضات العائد الإجمالي عبر الحدود لبعض شركات السمسرة مع العملاء، مما يحد من القناة التي يمكن أن يستخدمها المستثمرون المقيمون في الصين لبيع أسهم هونغ كونغ على المكشوف.
وهناك أيضاً حزمة إنقاذ حكومية قيد النظر مدعومة بنحو تريليوني يوان (280 مليار دولار)، وخفض مفاجئ لنسبة الاحتياطي الإلزامي التي يفرضها بنك الشعب الصيني على البنوك، وجهود لتوجيه المستثمرين المؤسسيين والصناديق لزيادة حيازات الأسهم الممتازة. ويبقى أن نرى ما إذا كان ذلك سيكون كافياً.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}