يتوقع على نطاق واسع أن يبقي الاحتياطي الفدرالي الأميركي الأربعاء مرة أخرى سعر الإقراض الرئيسي بدون تغيير، فيما يواصل أصحاب القرار النقاشات حول موعد بدء خفض أسعار الفائدة وإطلاق المرحلة التالية في معركتهم الطويلة ضد التضخم.
وقد رفع الاحتياطي الفدرالي أسعار الفائدة إلى أعلى مستوياتها في 23 عاما إلى ما بين 5,25 و5,50 بالمئة، في وقت يسعى لإعادة التضخم إلى هدفه البالغ 2 بالمئة.
وبعد تحقيق تقدم كبير في مواجهة ارتفاع الأسعار العام الماضي، كانت 2024 أكثر صعوبة إذ سجلت الولايات المتحدة ارتفاعا طفيفا في وتيرة التضخم الشهري.
وفي الوقت نفسه ظل معدل البطالة منخفضا وتباطأ نمو الأجور، وفاق النمو الاقتصادي في الربع الأخير من 2023 التوقعات ــ وكلها مؤشرات إلى أن الاقتصاد الأميركي لا يزال في وضع جيد رغم ارتفاع المعدلات.
وبعد يومين من النقاشات سينشر الاحتياطي الفدرالي الأربعاء تحديثا لملخص التوقعات الاقتصادية وقراره المتعلق بالفائدة، والذي سيتضمن آراء أصحاب القرار بشأن توقعاتهم لما ستكون عليه معدلات الفائدة في نهاية هذا العام.
وقال كبير خبراء الاقتصاد لدى ويلز فارغو مايكل بولييزي لوكالة فرانس برس إن "وتيرة تراجع التضخم وتباطؤ نمو الوظائف لا يحدثان بالسرعة التي اعتقدنا أنها حدثت قبل بضعة أشهر"، مضيفا "ولذا سيقومون بضبط توقعاتهم للسياسات وفقا لذلك".
في ملخص التوقعات الاقتصادية لشهر كانون الأول/ديسمبر اقترح واضعو السياسات ثلاثة تخفيضات لمعدلات الفائدة لعام 2024، في وقت يسعى الاحتياطي الفدرالي الى تخفيف سياساته النقدية مع الاستمرار في دفع التضخم نحو هدفه للمدى البعيد.
ومن غير المرجح أن يُظهر تحديث آذار/مارس الذي سينشر الأربعاء تحولا كبيرا، رغم أن بعض المحللين يرون احتمالا في أن يقلل صانعو القرار عدد التخفيضات لمعدلات الفائدة التي يتوقعونها هذا العام.
ولا يزال ويلز فارغو يتوقع أن يعمد الاحتياطي الفدرالي لإجراء ثلاثة تخفيضات لأسعار الفائدة لعام 2024، وفق بولييزي.
وهذا العدد أقل بمرة عن توقعات البنك المتمثلة بأربعة تخفيضات هذا العام.
وأضاف أنه من المرجح أن يخفض واضعو السياسات توقعاتهم لخفض أسعار الفائدة الأربعاء أكثر من رفعها.
وقالت الخبيرة الاقتصادية في مؤسسة إي واي (إرنست يونغ) ليديا بوسور لوكالة فرانس برس "بالنظر إلى التوقعات، نعتقد أن هناك احتمالا أن نرى تخفيضين في أسعار الفائدة بدلا من ثلاثة".
وتابعت "هناك الكثير من المؤشرات غير المرغوب فيها في بيانات التضخم وبعض المفاجآت الإيجابية" مضيفة "لذلك قد يميل بعض المسؤولين في الاحتياطي الفدرالي إلى تبني موقف أكثر تشددا".
في الأسابيع الأخيرة دعا مسؤولون في البنك المركزي الأميركي، بقيادة رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول، إلى توخي الحذر بشأن خفض أسعار الفائدة بسرعة كبيرة، وقالوا في المقابل إنهم سيتبعون مسارا "يعتمد على البيانات".
وقال باول للمشرعين في واشنطن في وقت سابق هذا الشهر إن "الآفاق الاقتصادية غير مؤكدة والتقدم المستمر نحو تحقيق هدفنا للتضخم عند 2 بالمئة غير مضمون".
وأكد لاحقا أنه لا يزال يتوقع بدء خفض الفائدة هذا العام.
ويضع متداولو العقود الآجلة حاليا احتمالا يبلغ 55 بالمئة في أن يبدأ الفدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة بحلول 12 حزيران/يونيو، وفقًا لبيانات من مجموعة سي إم إي.
ويمثل هذا تحولا كبيرا بالنسبة الى الفترة التي سبقت قرار الاحتياطي الفدرالي الأخير بشأن أسعار الفائدة في كانون الثاني/يناير، عندما كان المضاربون لا يزالون يتوقعون على نطاق واسع أن يأتي القرار الأول في أيار/مايو.
وقالت كاثي بوستيانسيك من نيشن وايد لوكالة فرانس برس "كنا نعتقد أن ذلك سيحصل في شهر أيار/مايو، وارجأناه إلى حزيران/يونيو"مضيفة "وإذا لم يكن في حزيران/يونيو، أعتقد سيكون في تموز/يوليو".
وقال بوسور من إي واي والذي يتوقع أيضًا أن يأتي أول إعلان للاحتياطي الفدرالي عن خفض أسعار الفائدة في حزيران/يونيو "أعتقد أنهم سيميلون إلى البقاء في وضع الانتظار والترقب، وانتظار مزيد من البيانات للقيام حقا بهذه الخطوة".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}