طرح "نيك بوستروم" الفيلسوف بجامعة "أكسفورد" سؤالاً في أحد منشوراته وهو: عندما تحل التكنولوجيا أكبر المشاكل التي تواجهها البشرية، فماذا سيتبقى للبشر فعله؟
وتناول "بوستروم" في كتابه "المدينة الفاضلة العميقة" ماذا سيحدث إذا تقدم الذكاء الاصطناعي بشكل جيد للغاية؟ ومن بين السيناريوهات التي طرحها "بوستروم" هي احتمالية تطور تلك التكنولوجيا إلى النقطة التي تستطيع عندها القيام بكل الأعمال ذات القيمة الاقتصادية بتكلفة تقترب من الصفر.
وتطرق السيناريو الأكثر تطرفًا إلى أنه حتى المهام المخصصة للبشر مثل تربية الأبناء يمكن القيام بها بصورة أفضل باستخدام الذكاء الاصطناعي.
للاطلاع على مزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
سيناريوهات محتملة |
||
السيناريو |
|
التوضيح |
يوتوبيا "ما بعد الندرة" |
|
في هذا السيناريو تنخفض الحاجة للعمل، وبالفعل كتب الاقتصادي البريطاني الراحل "جون ماينارد كينز" مقالاً قبل ما يقرب من قرن من الزمن بعنوان "الاحتمالات الاقتصادية لأحفادنا" والذي تنبأ خلاله حينها أنه بعد مائة عام سيحتاج أحفاده الأثرياء للعمل 15 ساعة أسبوعيًا فقط.
وعلى الرغم أن العالم لم يصل لتلك الحالة بعد إلا أن متوسط ساعات العمل الأسبوعية في الدول الغنية انخفض من أكثر من 60 ساعة في أواخر القرن التاسع عشر إلى ما يقل عن 40 ساعة حاليًا.
وفي الولايات المتحدة، يقضي المواطن ثلث ساعات يقظته تقريبًا في الأنشطة الترفيهية والرياضية.
ويرى "بوستروم" أنه بمساعدة التكنولوجيا القوية فإن مساحة التجارب البشرية ستمتد إلى ما هو أبعد بكثير عما يمكننا الوصول إليه حاليًا.
لكنه أشار إلى أن الطفرة الاقتصادية التي ستنجم عن الذكاء الفائق ستظل محدودة بالموارد المادية وأبرزها الأرض.
ويرى أنه حتى لو تفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في الفن والفكر والموسيقى والرياضة، فربما يظل اهتمام البشر بالتفوق على أقرانهم من البشر.
ويرى "بروستوم" أن بعض أنواع المنافسة تعتبر بمثابة فشل في التنسيق، ففي حال توقف الجميع عن المنافسة فسيكون لديهم الوقت للقيام بأمور أخرى أفضل، وهو ما قد يعزز النمو، ولكن تظل بعض أنواع المنافسة تحتفظ بقيمتها الجوهرية وتستحق الحفاظ عليها مثل الرياضة.
|
تولي مهام البشر حتى رعاية الأبناء |
|
يتشكك "بوستروم" في قدرة البشر على الحفاظ على مهام مثل الأبوة والأمومة، في حال التطور الفائق لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
ويزعم أنه مع هذا التطور قد يتفوق الذكاء الاصطناعي على طاقة البشر في رعاية الأطفال أيضًا.
وقد تطرق "كينز" إلى أمر مشابه، إذ كتب: أعتقد أنه لا يوجد بلد أو شعب يستطيع التطلع إلى عصر الترفيه والوفرة دون خوف، لأننا تدربنا لفترة طويلة للغاية على الاجتهاد وليس الاستمتاع.
ويبرز ذلك حقيقة أنه على الرغم من أن معظم البشر يريدون عالمًا أفضل، إلا أنه إذا أصبحت التكنولوجيا متقدمة للغاية فقد يفقدون الهدف.
|
المصدر: الإيكونومست
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}