عادت "أسهم الميم" للواجهة مرة أخرى بعد 3 سنوات تقريبًا من بلوغ ذروتها، مع تحقيق بعض الأسهم التي قادت طفرة عام 2021 مكاسب قوية للغاية خلال جلستي الإثنين والثلاثاء.
وسلطت مكاسب سهمي "جيم ستوب" و"إيه إم سي" التي تخطت الـ 70% لكل منهما يوم الإثنين، الضوء على هذه الفئة من الأسهم مرة أخرى، وسط إشارات على عودة الزخم الذي يقوده المستثمرون الأفراد عبر شبكات التواصل الاجتماعي ومنصات التداول مثل "روبن هود".
وكان عدد قليل من التغريدات التي أطلقها حساب "رورينج كيتي" على منصة "إكس"، والتي تضمنت صورًا لأشخاص يلعبون ألعاب الفيديو ومقاطع من أفلام سينمائية، كافية لإشعال حماس المستثمرين تجاه هذه الأسهم، وخصوصًا "جيم ستوب" و"إيه إم سي".
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
و"رورينج كيتي" هو أحد أبرز المؤثرين في مجتمع مستثمري التجزئة خلال "طفرة أسهم الميم" عام 2021، لكنه لم يغرد منذ صيف ذلك العام عندما بلغت الأسهم ذروتها، ويُعتقد أن منشوراته الآن إشارة لبدء موجة رهان صعودي جديدة أو ربما فقاعة جديدة.
ما هي أسهم الميم؟
- تشير أسهم الميم إلى عدد محدود من الأسهم المختارة التي اكتسبت شعبية مفاجئة بين المستثمرين الأفراد عبر الإنترنت، وشهدت في السنوات القليلة الماضية ارتفاعًا حادًا في الأسعار وحجم التداول كما حدث في عام 2021.
- صحيح أن ما حدث في عام 2021 يطلق عليه اسم "طفرة الميم"، لكن البعض يفضلون تسميته "بالهوس" أو "الحمى"، نظرًا لطبيعة الحركة السعرية المفاجئة والتي دفعت الأسهم للارتفاع بشكل كبير للغاية، قبل أن تتلاشى المكاسب ويتعرض الكثير من هذه الأسهم لضغوط غير مسبوقة.
- في بداية طفرة عام 2021، قادت المجموعات على منصة "ريديت" مثل "وول ستريت بيتس" الزخم حول هذه الأسهم، وحقق بعض هؤلاء المتداولين مكاسب هائلة في فترة زمنية قصيرة عن طريق شراء الأسهم ومن ثم بيعها في الوقت المناسب.
- مع ذلك، فإن الاستثمار في أسهم الميم يعد بشكل عام محفوفًا بمخاطر حادة للغاية، حيث إن قيمتها الكبيرة تنتج عن "الضجيج" الذي تحظى به على منصات وسائل التواصل الاجتماعي وليس بالضرورة عن أداء الشركة أو أساسيات الاقتصاد.
- على الرغم من وجود احتمال لتحقيق مكاسب هائلة، فإن المستثمرين في أسهم الميم هم أكثر عرضة لخسائر أكبر عندما تصبح الأسهم مبالغ فيها حيث عادة ما تنخفض أسعارها بشكل كبير وسريع، ولعل حركة سهم "إيه إم سي" خير دليل على التقلبات القوية.
ماذا حققت الطفرة السابقة؟
- في مهدها، كانت طفرة أسهم الميم هي حركة تمرد من المستثمرين الأفراد الذين نظموا أنفسهم عبر منصات التواصل الاجتماعي لتحدي صناديق التحوط التي تراهن على هبوط الأسهم باستخدام قدراتها المالية الضخمة، ونجح هذا التحرك في تكبيد المؤسسات الاستثمارية خسائر كبيرة آنذاك.
- بالإضافة إلى ذلك، تعلم المستثمرون مفهوم المخاطرة وأصبحوا أكثر تقبلًا له، وقال 35% من متداولي "تشارلز شواب" و"تي دي أمريترايد" هذا العام إنهم أصبحوا أكثر وعيًا بقدرتهم على تحمل المخاطر ويأخذونها في الاعتبار قبل إجراء عمليات تداول مرتبطة بزخم أسهم الميم.
- كما قال 22% من المتداولين إنهم أصبحوا أكثر حذرًا بشأن المصادر التي يستخدمونها في أبحاثهم الاستثمارية، وبالإضافة إلى ذلك، فإن 15% منهم باتوا أكثر حرصًا بشأن تنويع محافظهم الاستثمارية.
- صحيح أنه عادة ما يرتبط ذكر طفرة الميم بالأسهم شديدة التقلب التي ارتفعت بشكل حاد في 2021 وانهارت بعد ذلك، متسببة في خسائر حادة للمستثمرين، لكن بعض الأسهم ما زالت متماسكة وقوية، وأصبحت هناك مؤشرات لقياس أداء أسهم الميم.
- يظهر مؤشر "سولاكتيف راوندهيل ميم ستوك- Solactive Roundhill Meme Stock" أن أسهم "كوين باس" و"بلانتير تكنولوجيز" و"إيه إم دي" و"ميكرون" و"نتفليكس" كانت الأفضل بين مجموعته المكونة من 25 سهمًا أمريكيًا خلال العام.
- بلغ العائد على هذه الأسهم خلال العام المنتهي في 30 أبريل، نحو 280% لسهم "كوين باس"، و183% لسهم "بلانتير"، و77% لسهم "أدفانسد مايكرو ديفيسز"، و75% لسهم "ميكرون تكنولوجي"، و67% لسهم "نتفليكس".
ماذا تعني الموجة الحالية؟
- بمجرد أن بدأ "كيتي" التغريد مجددًا أضافت أسهم الميم مليارات الدولارات من القيمة السوقية لبعض الشركات (بعضها زاد بأكثر من الضعف خلال يومين)، لكن البائعين على المكشوف خسروا مليارات الدولارات أيضًا.
- على عكس عام 2021، يستبعد محللون أن تستمر صفقات المضاربة الحالية لفترة طويلة في ظل الوضع الاقتصادي الراهن، نظرًا لأن الأموال الرخيصة خلال فترة الجائحة كانت تغذي هذا الاتجاه بخلاف وضع السوق الآن الذي يعاني من ارتفاع التضخم والفائدة.
- قال "برنت كوتشوبا" مؤسس خدمة تحليل الخيارات "سبوت جاما- SpotGamma" إنه جرى تداول نحو 600 ألف عقد من عقود الخيارات المرتبطة بأسهم "جيم ستوب" يوم الإثنين، وهو أقل بكثير من الأحجام التي تراوحت بين مليون ومليوني عقد في أوائل عام 2021.
- رغم ذلك، فإن التقلبات الضمنية لخيارات الأسهم، وهي مقياس لتوقعات المستثمرين لتقلبات الأسعار، قفزت بسرعة كبيرة في جلسة الإثنين إلى مستويات تنافس 2021، ما قد يعكس استجابة سريعة للغاية من صناع السوق لاحتمال تكرار "هوس أسهم الميم".
- يقول المحللون أيضًا إن الكثير من توقعات "كيتي" (وهو مستثمر يعرف باسم "كيث غيل") بشأن سهم "جيم ستوب" في عام 2020 لم تتحقق بعد، ما يشكل نقطة ضعف في جهوده لإشعال طفرة جديدة، خاصة أن الشركة تكافح لكسب المال.
- ارتفع سهم "جيم ستوب" بأكثر من 300% منذ بداية شهر مايو وحتى جلسة الثلاثاء، لكن ذلك يأتي بعدما انخفض 35% في أول 4 أشهر من العام، وكذلك سهم "إيه إم سي" ارتفع بأكثر من 130% في مايو بعدما خسر أكثر من 50%.
- في النهاية قد لا تكون هذه الموجة مشابهة لما كانت عليه في 2021، لكنها أيضًا ربما لن تكون محدودة للغاية، في ظل استعداد المؤسسات الاستثمارية لخفض خسائرها المحتملة عبر مراكز البيع على المكشوف.
- ستلجأ المؤسسات لفعل ذلك عن طريق تغطية المراكز المفتوحة سريعًا لتجنب خسائر أكبر، وهذا يعني أنها ستضطر لشراء المزيد من الأسهم لإغلاق هذه المراكز، ما يخلق طلبًا إضافيًا عليها ويعيد تغذية الطلب.
المصادر: أرقام- سي إن بي سي- ماركت ووتش- نيرد ووليت- رويترز
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}